تصاميمها تنضح أنوثة ممزوجة بالقوّة... Tamara Ralph تكشف لـ"هي" عن تفاصيل عودتها إلى عالم الأزياء الراقية ومشاريعها المستقبلية
"نحن نخلق العالم الذي نتمنى أن يكون موجودًا"... بهذه العبارة وصفت المصممة تمارا رالف Tamara Ralph رحلتها الجديدة الملهمة مع إطلاق علامتها الخاصة التي استهلّتها بعرض مجموعة كوتور لموسم خريف وشتاء 2023-2024 في باريس. في حالة رالف، كان تصميم الأزياء حلم مقدّر لها تحقيقه بعدما وُلدت وترعرت في كنف عائلة تعشق تصميم الأزياء الراقية، فتلقّت أولى الدروس من جدتها التي نقلت لها حرصها على إتمام أدق التفاصيل بكمال، لتُصبح اليوم مصممة تملك علامة تحمل اسمها وقد أثبتت نفسها بجدارة في عاصمة الموضة والأزياء، كما نالت ثقة أشهر النجمات وحتى الملكات.
مصممة الأزياء تمارا رالف تكشف في مقابلة مع "هي" تفاصيل رحلتها الملهمة، بين التحديات والنجاحات، كما تحدثنا عن مشاريعها المستقبلية.
كيف اكتشفت شغفك بالموضة؟
لقد ولدت في عائلة تضمّ أربعة أجيال من مصممي الأزياء الراقية، لذا اكتشفت شغفي بالأزياء الكوتور- والموضة عمومًا - في سن مبكرة جدًا. أفترض أن الأمر مقدّر منذ البداية.
عندما كنت طفلة، كنت مأخوذة برسومات أزياء والدتي ومكتبة Vogue للأنماط والأقمشة التي كانت تمتلكها في المنزل؛ كنت أجلس غالبًا في الغرفة وأبتكر التصاميم بنفسي، حتى أنني بدأت الرسم منذ بلوغي الثامنة من العمر. لاحظت جدتي حبي للموضة وأعطتني أول دمية أزياء لأصمم لها وعلمتني كل تقنيات الأزياء الراقية من خبرتها كمصممة أزياء. من هناك، استمر شغفي في النمو، ولم أفكر مطلقًا في فعل أي شيء آخر.
لقد كنت محظوظة جدًا بأن أتلقى الإشراف من خبرة جدتي، والتي تحرص على إتمام حتى أدقّ التفاصيل بكمال. كانت تزيل كل غرزة قمت بها، وتشجعني على البدء من جديد والتعلم من أخطائي؛ أحمل هذا معي حتى اليوم، وأنا ممتنة إلى الأبد لتشجيعها والانضباط الذي غرسته في نفسي. كل التقنيات التي علمتني إياها، غرستها بدوري في فريق عملي- الذين ما زالوا معي حتى يومنا هذا.
عدتِ إلى أسبوع الموضة الباريسي للأزياء الراقية لتبدئي فصلاً مهنيًا جديدًا، لماذا اخترتِ باريس هذه المرة؟
لطالما كانت باريس مهمة للغاية بالنسبة لي، وكانت دائمًا المكان الذي سأُطلق فيه علامتي الجديدة ومجموعتي الأولى. في السابق، في Ralph & Russo، كانت باريس من نواحٍ كثيرة المدينة التي بدأ فيها كل شيء. لقد بدأنا العلامة التجارية بتصميم الأزياء الراقية، وكانت روح العلامة حتى النهاية، وقد مرت بضع سنوات فقط عندما أصبحت أول مديرة إبداعية من المملكة المتحدة في ما يقرب من قرن من الزمان، اعتبرتها Chambre Syndicale De La Haute Couture مؤهلة لتقديم مجموعتها خلال أسبوع أزياء الهوت كوتور في باريس. لهذا السبب، تتمتع هذه المدينة بمكانة خاصة جدًا في قلبي، وأجد سحرها ملهمًا بشكل لا يصدق. أعتقد أن باريس هي أيضًا مرادفة لتصميم الأزياء.
بعد حوالى عامين من الغياب عن مدارج الموضة، ما الذي تغيّر فيك وبطريقة عملك؟
Ralph & Russo كانت علامة قمت بإنشائها من الصفر - لقد وضعت حقًا كل ما لدي فيها وآمنت بما تمثله، بالإضافة إلى الفريق المذهل الذي أنشأته على مدار السنوات العديدة التي تواجدت فيها العلامة وازدهرت. لقد تأثرت كثيرًا بنهاية العلامة، كان الأمر مؤلمًا ومفجعًا للغاية، وشكّل صدمة، وقد حدث كل ذلك في الوقت نفسه الذي كنت أنجب فيه ابنتي، ما جعل الأمور أكثر صعوبة.
رغم ذلك، أعتقد أن من المهم محاولة التعلم من كل ما يحصل، وقد استخلصت بعض الدروس المهمة جدًا من هذه التجربة، والتي غيّرت جميعها طريقة تفكيري وتعاملي مع عملي الخاص.
لدي هدف مختلف الآن، وانجاب ابنتي خلال أصعب فترة في حياتي أعطاني قوة داخلية لم أكن أعرف أنني أمتلكها، وقد لعبت دورًا أساسيًا في إعادة إطلاق مسيرتي المهنية.
ومن المثير للاهتمام، أن أسلوبي في تصميم الأزياء قد تغير بمرور الوقت، متأثرًا بما مررت به. على سبيل المثال، اشتهرت سابقًا بالتصاميم الرومانسية الأثيرية؛ وبينما لا يزال هذا الأسلوب بالتأكيد جزءًا من الحمض النووي الخاص بي، فإن مجموعتي الأولى مشبعة بإحساس أكثر جرأة بالأنوثة- مواد ناعمة جنبًا إلى جنب مع تفاصيل قوية تشبه الدروع مصنوعة من المعدن، وهو تعبير فني وتفسير لتجربتي على مدى السنوات القليلة الماضية.
كيف تصفين مجموعتك الأخيرة التي تم عرضها خلال أسبوع الموضة في باريس، وهل هناك رسالة تريدين توجيهها من خلالها؟
يتمحور جوهر هذه المجموعة - وإطلاق العلامة التجارية في الواقع- حول مفهوم الأنوثة الجريئة. تجتمع التصاميم معًا لتشكل تفسيرًا شاعريًا للإبداع الشجاع الذي يدفع حدود الأزياء الراقية - فهي مصممة لتكون قطعًا فنية متماسكة ولكنها أيضًا قائمة بذاتها وتحكي قصصها الفردية.
تسخّر المجموعة قوة الحرفية والـsavoir-faire، التي تم إحياؤها من خلال التصاميم التي ترسي الأساس الذي تم بناؤه لتحمل اختبار الزمن. يتم اكتشاف تعبير عن القوة في الأنوثة من خلال جوانب وميزات مختلفة بتفاصيل تشبه الدروع؛ إنها تتعلّق بالثقة والجمال والقوة.
تتميّز المجموعة أيضًا بتفاصيل تشبه الجواهر وبالزخارف الغنية، أما التصاميم المستوحاة من هيكل الدروع فهي تفسير جريء وقوي لمستقبل العلامة. المجموعة غنية بالألوان الناعمة من الباستيل الباهت وأناقة الثنيات، ومعززة بتفاصيل معدنية - مرتبطة مرة أخرى بفكرة الإحساس الجريء بالأنوثة والقوة الخفية الرمزية.
ما الذي يجعل ماركة تمارا رالف مختلفة وفريدة من نوعها؟
لقد أصبحت معروفة في مسيرتي المهنية بمقاربتي للأنوثة الحديثة. لكن مع علامتي التجارية الجديدة ومجموعتي الأولى، وبينما احتفظت بالتأكيد بهذه السمة، فقد تم تصميمها وإحياؤها بمفهوم أكثر جرأة وقوّة للأنوثة.
كيف تجدين الالهام لابتكار تصاميم جديدة ومختلفة؟
أجد الإلهام في العديد من الأماكن المختلفة - يمكن أن أستلهم من رحلاتي أو من الفن وحتى التاريخ. غالبًا ما تلهمني النساء اللواتي يتطورن بعد ذلك - في ذهني - ليصبحن مصدر إلهام لقطعة أو مجموعة معينة. يمكن أن أشعر بالإلهام في أي مكان وفي كل مكان، وغالبًا ما يحصل ذلك خلال الليل.
إلى جانب تصاميم الهوت كوتور، هل ستقدّمين خطًا للملابس الجاهزة أو مجموعة كروز أو الإكسسوارات في المستقبل القريب؟
أركّز في الوقت الحالي على تصميم الأزياء الراقية، ولكن نعمل على تعاونات فخمة ومميّزة سيتم إطلاقها قريبًا، والتي ستشهد توسع العلامة وإبداعها في فئات تتجاوز الأزياء الراقية والموضة.
تصدرت "عودتك" إلى الموضة عناوين الصحف؛ ارتدت الملكة رانيا أحد تصاميمك في حفل تتويج الملك تشارلز الثالث، وهالي بيري على السجادة الحمراء لجوائز الأوسكار لعام 2023. كيف تصفين المرأة التي تختار تصاميم تمارا رالف؟
امرأة تمارا رالف أنيقة ومتمكنة. هي أنثوية ولكن بأسلوب عصريّ. إنها واثقة من نفسها وساحرة في الوقت نفسه.
هل من إطلالة مفضّلة لديك على السجادة الحمراء؟
أحببت الإطلالة التي صممتها للممثلة ليلي جيمس في حفل Met Gala لعام 2023؛ الفستان المصنوع من الجلد كان مذهلاً ودراميًا، ومثالياً لموضوع الأمسية.
حدثينا عن ذكرى لا يمكنك أن تنسيها في حياتك المهنية؟
كل لحظة هي لحظة لا تُنسى، لكن سأختار ختام عرض الأزياء الراقية الأول الذي أطلقت من خلاله علامتي، عندما خرجت ابنتي معي في النهاية. لقد لعبت دورًا أساسيًا في إعادة إطلاق مسيرتي المهنية، وكان من الرائع جدًا مشاركتها معها في هذه اللحظة الخاصة.
كيف تصفين المرأة العربية؟
النساء العربيات ملهمات بشكل لا يصدق - إنهن ينضحن بشعور من الثقة دون مجهود ولا يخشين الإدلاء ببيان بأزيائهن؛ سواء من خلال الألوان الجريئة والنقشات، أو أفخم الأقمشة. أنا أستمتع حقًا بالعمل مع عملائي في المنطقة وأجدها تجربة مرضية للابداع.
هل من مشاهير عرب تودين التعاون معهم وهل تخططين لمشاريع في هذه المنطقة؟
لقد صممت للملكة رانيا مؤخرًا من أجل حضورها حفل تتويج الملك تشارلز الثالث. إنها دائمًا أنيقة بشكل لا يصدق وملهمة، لذلك استمتعت كثيرًا بهذه الفرصة- وكل فرصة لدي للعمل معها.
هل تعتقدين أن الاستدامة موجة عابرة أم أنها ستعيد تشكيل مستقبل الصناعة؟
بالتأكيد لا أعتقد أن الاستدامة مجرّد موجة، ولكنها بالأحرى جزء لا يتجزأ من مستقبلنا، ونعم، لديها بالتأكيد القدرة على إعادة تشكيل مستقبل الصناعة. أعتقد أن من الأهمية أن تعمل العلامات بأسلوب مستدام قدر الإمكان، كما أن فئة تصميم الأزياء الراقية- والتي يتم تصنيعها حسب الطلب- هي مستدامة بطبيعتها وكل قطعة قماش تُستخدم بطريقة أو بأخرى، ويتم الاحتفاظ بهذه التصاميم وغالبًا ما يتم تناقلها عبر الأجيال.
ما موقفك من تطوير الذكاء الاصطناعي؟ هل تعتقدين أنه يمكن أن يساعد علامات الأزياء على أن تصبح أكثر إنتاجية، أم أن هناك خطرًا من أن تصبح الموضة أقل فردية وإبداعًا؟
أعتقد أن مفهوم وتطوير الذكاء الاصطناعي مثير للاهتمام ولديه القدرة على دفع الحدود بشكل خلاق، ولكن - كما هو الحال مع أي شيء - أعتقد أن إيجاد التوازن الصحيح سيكون ذا أهمية قصوى. سيتعلق الأمر باحتضان القوة والفرص التي يجلبها هذا الابتكار، واستخدامها لصالحنا، ولكن بطريقة تحمي المواهب والحرفية في صناعة الأزياء.
ما هي مشاريعك المقبلة؟
لدي بعض الشراكات المثيرة للاهتمام في فئات تتجاوز الملابس. سأكشف عن مزيد من التفاصيل حول هذا الأمر في وقت لاحق! بالإضافة إلى ذلك، فإن هدفي ورؤيتي هي بناء أسلوب حياة - لذلك، عندما يحين الوقت، سأعلن عن ذلك.
ما هي الرسالة التي تودين توجيهها لقرّاء موقع "هي"؟
أنا ممتنة جدًا لقراء "هي" وللسيدات في المنطقة العربية عمومًا لدعمهنّ المستمر على مرّ السنين - فهذا يعني لي الكثير حقًا.