Margot Robbie بإطلالة باللّون الأسود

هل إطلالات Barbie محصورة باللّون الوردي؟! Barbie Doll دمية أيقونية بتصاميم متنوعة تحاكي جميع نساء العالم

ملاك صولي
28 يوليو 2023

هي تلك الدمية الأيقونية، الشقراء، ذات الشعر الطويل المالس، بمقاييسها المثالية، وتقاسيم وجهها المنحوتة، وملابسها الوردية الساحرة، Barbie doll، بصورتها السائدة في مخيلتنا والمحفورة في ذاكرتنا. اليوم سوف نسلط الضوء على الوجه الإيجابي من هذه الدمية، التي أصبحت تحاكي جميع النساء من مختلف أنحاء العالم، بعيداً عن الفتاة الثرية، التي تهتم بتفاصيل شكلها الخارجي فقط، غير مكترثة بجمالها الداخلي وفعاليتها كسيدة فعالة في المجتمع. البعض قد يرفض أن يشبه إبنته مثلاً بفتاة Barbie، رغم جمال هذه الدمية الأيقونية، إلاّ أنه كان يربط بين الجمال الخارجي المثالي الذي تتمتع به هذه الدمية، وبتأثيره النفسي على أي فتاة قد تجد أنها ليست بهذه المثالية، فتضعف ثقتها بنفسها، بالإضافة طبعاً إلى الفكرة المكونة عن أن هذه الدمية، ساذجة، وتشجع الفتاة على الإهتمام فقط بمظهرها الخارجي، ليكون فكرها كله مسلط على هذه النقطة، فلا تبالي بمضمونها من علم وكفاح وإلى آخره. اليوم، في هذا النص، ومن خلال الفيلم Barbie، سنتيح لكن الفرصة بالتعرف على هذه الدمية، التي إستطاعت أن تكسر هذه الفكرة النمطية عنها، لتصل إلى أكبر عدد من العالم والمحبين، لتغيير الفكرة النمطية التي سادت عنها، وللقول أن المرأة جميلة بكل حالاتها، وفعاّلة في المجتمع، إن كانت أم، موظفة، رياضية، طبيبة، أو حتى أيقونة موضة. 

barbie

بداية من فيلم Barbie.. الألوان جميعها متاحة

كما بتنا نعلم اليوم، نحن في موجة Trend أو صيحة Barbie، وذلك بسبب الضجة الكبيرة التي أحدثها إصدار الفيلم الخاص بهذه الدمية، ونقلها من عالم الخيال إلى الواقع. نعم، إختيار البطلة كان كالفكرة السائدة في عقولنا، فتاة جميلة، شقراء، بقوام ميثالية، وهذا أمر طبيعي، فهذه هي الصورة التي تخطر تلقائياً في عقولنا عندما نقول Barbie. إختيار Margot robie، جاء مبنياً على شكلها الخارجي، القريب بنسبة كبيرة من الدمية الأصلية Barbie. ولكن الإيجابي بهذا الفيلم، هو عدم حصر Barbie، باللّون الوردي، رغم أنه لون طاغي نسبياً، ولكن وجدت الكثير من الإستثناءات، وهذا أمر إيجابي. 

الفتاة اليوم، لا يمكنك حصرها بكادر معين، والقول لها، لتكوني جميلة وجذابة، بإطلالات أنثوية ساحرة، عليكِ أن تعتمدي اللّون الوردي بظلاله وتدرجاته فقط، بل أنت جميلة بجميع الألوان، ولكِ حرية الإختيار والتنويع. هنا نستعرض وإياكم إطلالات لافتة للممثلة التي تلعب دور البطولة في فيلم Barbie، وهي بكامل جمالها وسحرها بإطلالات من داخل الفيلم أو بإحتفاليات خاصة به، بتصاميم ملونة من أسود وأصفر وحتى أحمر. 

barbie
إطلالة من CHANEL بطقم تويد أصفر لافت 

 

barbie
إطلالة بفستان بالأسود والأبيض من Herve leger

 

barbie
إطلالة ساحرة بالأسود من Schiaparelli

 

barbie
إطلالة باللّون الأحمر من Dilara

Barbie Doll دمية أيقونية غير عنصرية

من هنا يمكننا أن ننطلق، Barbie doll، اليوم هي دمية غير عنصرية، دمية تحاكي الفتاة السمراء، الشقراء، المتوسطية، بإختصار هي دمية تحاكي جميع العروق البشرية. اليوم يمكنها أي سيدة من جميع أنحاء العالم، أن تختار ال Barbie، التي تشبهها، من ناحية الّلبس، الشكل الخارجي، وحتى قوام الجسم. فقد نجد Barbie ممتلئة القوام، أوحتى قد نجد Barbie هندية، من ناحية إعتمادها مثلاً لتوب الساري التراثي الشهير في الهند، مع الأكسسوارات التي تعتمدها النساء هناك على الوجه وغيرها من التفاصيل التي قد تأخذنا تلقائياً إلى هذا البلد، وأمثلة كثيرة غيرها لا تعد ولا تحصى. في هذه الخطوة الذكية، إستطاعت هذه الدمية الأيقونية من كسر الحاجز بينها وبين كثير من النساء في معظم الدول، فبدأت الفتاة تشعر أنها بإختلافها، وتميّزها عن الصورة النمطية، جميلة وجذابة دون أي مجهود منها. 

هذا التعديل اللافت، زاد طبعاً من جماهيرية هذه الدمية الأيقونية، ووسع دائرة الجمال، ليتعدى الفتاة الشقراء النحيلة، ويصل إلى كل فتاة على سطح هذه الكرة الأرضية، التي تعتبر جميلة كما هي، مشجعاً السيدة دائماً على أن تحافظ على مظهرها الخارجي وأناقتها، والظهور دائماً بأبهى وأفضل حلة. 

هنا في الصورة أدناه نستعرض Barbies، بإطلالات وتصاميم مختلفة ومتنوعة، واحدة تجسد السيدة الإفريقية ببشرتها السمراء، وملابسها الجميلة، وأخرى الفتاة الروسية، وثالثة الفتاة الإسكتلندية، وهذا مثال على تنوع هذه الدمية، ووصولها إلى العالمية. 

barbie
صورة موحدة لجميع العروق بتصاميم مميّزة وجميلة لBarbie Doll

Barbie Doll تمثل جميع النساء لا يحددها قوام ولا مهام

من فتاة قد يصفها البعض أنها جميلة وبلهاء، لا يهمها سوى مظهرها الخارجي، إلى فتاة فعاّلة بدورٍ بارز لها في المجتمع. هنا يمكننا أن نقول أن هذه الدمية، ليست جميلة فقط، بل باتت تجسد واقع جميع النساء، من أم وربة منزل، إلى موظفة في مكتب، صحافية، طبيبة، ممرضة، رياضية، مصففة شعر، مهندسة، معلمة، عارضة أزياء، وغيرها الكثير من المهام والأدوار التي لا تعد ولا تحصى. 

بالإضافة إلى كل ما ذكرناه، اليوم هذه الدمية التي إشتهرت بقوامها وجمالها، قد نجدها بتصميم فتاة من ذوي الإحتياجات الخاصة، فتاة مصابة بالسرطان، أو حتى عجوز متقدمة جداً بالعمر. هذا أكثر ما يميّز هذه الدمية الأيقونية اليوم، التي باتت تحاكي فعلًا معظم السيدات في العالم، لتقول لكل سيدة أنت جميلة كما أنتِ، وليس هنالك معايير ثابتة للجمال بتاتاً. 

barbie
 "يمكنك أن تكوني أي شيء" شعار لافت للدمية الأيقونية BArbie

 

barbie
 Barbie من الممكن أن تكون أم، أو صحافية 

نبذة تاريخية سريعة عن هذه الدمية الأيقونية Barbie

البداية كانت عام 1959، حيث تم إطلاق أول دمية أيقونية لBarbie، في معرض الألعاب الأمريكية في مدينة نيويورك، من قبل روث هاندلر، المؤسس المشارك لشركة الألعاب Mattel. 

أول دمية كانت بملامح الشكل البلاستيكي الأكثر انتشارًا، وحملت إسم  باربرا ميليسنت روبرتس، وكانت أول دمية لعبة يتم إنتاجها بكميات كبيرة في الولايات المتحدة الأميركية بملامح الفتاة البالغة في العمر. 

صديق باربي Ken، تم إصداره كدمية في الأسواق بعد عامين فقط من إصدار Barbie، وذلك في عام 1961.

Barbie اليوم تجسدت بأكثر من 250 دور وظائفي وكسرت السقف البلاستيكي عندما ذهبت إلى القمر عام 1965، وذلك قبل أربع سنوات من نيل أرمسترونج. Barbie عملت كطبيبة، مغنية، مهندسة، وغيرها من المهن.

عام 2012، صدرت Barbie المصابة بمرض السرطان، وهي فتاة صلعاء جميلة، وتم توزيعها في حينها على مستشفيات وأطفال مصابين كثر. 

عام 2016 تم إصدار Barbie بأربعة أشكال مختلفة للجسم، وسبع ألوان للبشرة، و22 لونًا للعينين، و24 تسريحة شعر، بخطوة تجسد بعد هذه الدمية عن أي نوع من أنواع العنصرية. 

إختلاف أزياء هذه الدمية الأيقونية، كان يجسد إختلاف دور المرأة في المجتمع، ومن خلالها توصيل فكرة لكل طفل أو طفلة أن بإمكان المرأة أن تقوم بجميع الأدوار في المجتمع.

الإصدارات والأفكار المتحدية للصورة النمطية لدمية Barbie لم تتوقف، آخرها سنة 2023، حيث تم إصدار إصدار باربي من ذوي الإحتياجات الخاصة، مصابة بمتلازمة داون، في خطوة منها للتقرب من جميع الفتيات المصابات بهذه المتلازمة. 

Barbie
صورة لدمية Barbie الأيقونية تعود لسنة 1959