كاترين دينوف في مجلة فوغ الفرنسية، يناير 1979

5 معلومات عن قطعة المجوهرات المفضّلة لدى كاترين دينوف وفنّ صنع خواتم البورتريه

فالنتينا مارياني

لطالما كانت أسواق السلع المستعملة مواقعاً غنيّة بتنوّعها موجودة في حدود مدينية. وبين الأكشاك الملوّنة المتعدّدة التي تشكّل هذه الأسواق، يمكننا أن نجد أكثر الأغراض تفاوتاً، مثل القطع الأنتيك والأعمال الفنّية الحديثة، وأقراص الفينيل الموسيقية، والكتب القديمة، والصور الفوتوغرافية، والملصقات وغيرها الكثير. لكن أروع ما قد تعثرين عليه في أسواق السلع المستعملة، هي المجوهرات الفينتج. لطالما احتلّت المجوهرات التي تُعرض على أقمشة مخملية حمراء أو خضراء أو زرقاء، مكانةً مميّزة في بوتيكات السلع المستعملة حول العالم. هنا، تنتظر الأقراط والخواتم والبروشات والعقود والأساور من الأملاك العائلية الموروثة، أحداً ليشتريها، والممثّلة الفرنسية كاترين دينوف تعلم ذلك جيّداً.

بروش يجسّد فن الآرت ديكو، مرصّع بالماس والزمرّد، من كارتييه.
بروش يجسّد فن الآرت ديكو، مرصّع بالماس والزمرّد، من كارتييه.

ربّما لا يعرف الجميع عن شغف الممثّلة بأسواق السلع المستعملة التي يمكن أن تجد فيها التذكارات والقطع المميّزة. ومن بين الأشياء الكثيرة التي عثرت عليها في تلك الأسواق واشترتها، هناك قطعة محددة لا تمر مرور الكرام: خاتم مزيّن برسم بورتريه مصغّر ظهرت تعتمده في صورة لها ملتقطة في أوائل ستينيات القرن الماضي. وفي مقال نُشر في مجلة "ذا أدفنتشورين"، كتبت ماريون فيزل أنّها طلبت الحصول على معلومات تتعلّق بهذا الخاتم من لين ياغر محرّرة الأزياء والخبيرة في الأسواق الفرنسية الفينتج، والتي قالت إنها رأت كاترين دينوف في بعض أسواق السلع المستعملة في باريس ونيويورك، حيث يُرجّح أن تكون دينوف قد اشترت هذا الخاتم الجميل

بورتريه على شكل كاميو منحوت، من مجموعة متحف المتروبوليتان للفنون.
بورتريه على شكل كاميو منحوت، من مجموعة متحف المتروبوليتان للفنون.

إليكِ 5 حقائق مثيرة للاهتمام حول قطعة المجوهرات الفينتج الأكثر شهرةً على الإطلاق.

  1. الرسم المصغّر على الطراز الجورجي

بورتريه عيون العشاق من الذهب، يعود إلى القرن التاسع عشر حين كان هذا الرسم رائجاً للغاية.
بورتريه عيون العشاق من الذهب، يعود إلى القرن التاسع عشر حين كان هذا الرسم رائجاً للغاية.

على خاتم كاترين دينوف، تظهر صورة مصغّرة لشابّة، وكان هذا الأسلوب رائجاً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. يجسّد الخاتم على وجه التحديد نمط العصر الجورجي، وإن التقنية المستخدمة في صنع هذه المجوهرات دقيقة وخاصة للغاية، كونها لوحات مصغّرة مصنوعة من الألوان المائية بواسطة فراشٍ صغيرة جداً، ومثبّتة على دعاماتٍ معظمها من قماش كانفاس أو من العاج. خلال عصر التنوير، كان فنّ المينياتور (أو رسم المنمنمات) يعدّ اختصاصاً مرموقاً منح الفنّانين مصداقية عالية وتقنية يحسدون عليها. ثمّ أصبحت المنمنمات تزيّن أيّ قاعدة ثمينة، وذلك لأنّ العديد من صانعي المجوهرات اتّفقوا مع الفنانين لابتكار منمنمات على الخواتم والقلادات والبروشات والأقراط والعقود والأساور. وأتى صون هذه الأعمال الفنّية الصغيرة عن طريق استخدام  صفيحة مسطّحة ولامعة من الكريستال الصخري من أجل تسليط الضوء أكثر على البورتريه الموجود تحتها. وبالنسبة للمجوهرات الثمينة جداً، تمّ أحياناً وضع المنمنمات في أطر من الماس والأحجار الكريمة، ممّا يمنح إشراقاً وحيوية للوجوه المرسومة.

  1. اختيار المواضيع

بورتريه من الذهب وقرص منقوش، لشابّة من العصر الجورجي، يعود إلى بداية القرن التاسع عشر، بتوقيع بيريني.
بورتريه من الذهب وقرص منقوش، لشابّة من العصر الجورجي، يعود إلى بداية القرن التاسع عشر، بتوقيع بيريني.

تجدر الإشارة إلى المعايير المستخدمة في اختيار مواضيع المنمنمات. في عصر الفنّ الكلاسيكي الحديث، غالباً ما كان يتمّ اختيار بورتريه الآلهة اليونانية القديمة، إذ كانت رمزاً للقوّة وتجدد الروح والولادة الجديدة. ومع ذلك، في بعض الحالات، تم اختيار رسم شخصيات بارزة في ذلك الوقت، مثل سياسيين أو أشخاص مؤثّرين في المجتمع. وأخيراً، يمكن لأفراد عائلة ثريّة أيضاً أن يطلبوا صناعة منمنمات تجسّد وجوهاً لأناس يحبّونهم، كي يضعونها ذكرى في أصابعهم.  

  1. المنمنمات الملكيّة

خاتم بورتريه مرصّع بالماس، حوالي العام 1769، إنجلترا.
خاتم بورتريه مرصّع بالماس، حوالي العام 1769، إنجلترا.

أنتِجت البورتريهات المصغّرة في جميع أنحاء أوروبا، لكنّ شعبيّتها وصلت لأوجها في بريطانيا، لا سيما بين حوالي 1769 و1830، وهي الفترة نفسها التي صُنع فيها الخاتم التي حصلت عليه دينوف. باختصار، كانت الطريقة المفضّلة للتعبير والزخرفة في عهد الوصاية على العرش البريطاني. بدأت ممارسة صناعة البورتريهات المصغّرة كي يتمكّن الملوك وأعضاء البلاط الملكي الآخرون من تقديمها كهدايا، لأغراضٍ دبلوماسية في المقام الأوّل. كانت نسخاً أقلّ تكلفة وعملية في عصرٍ لم يعرف التصوير الفوتوغرافي. ومع ذلك، سرعان ما أصبحت ثمينة في مجوهرات فاخرة ضمن إطار من الذهب واللآلئ والعاج.

  1. ظهور التصوير الفوتوغرافي

كاترين دينوف تعتمد الخاتم الشهير الذي يجسّد بورتريه مصغّراً، في بداية الستينيات.
كاترين دينوف تعتمد الخاتم الشهير الذي يجسّد بورتريه مصغّراً، في بداية الستينيات.

بلغت شعبية المنمنمات ذروتها حوالي عام 1830، ثمّ تراجعت بسرعة مع ظهور التصوير الفوتوغرافي. ولا يقلّ مستوى هذه الأعمال الفنيّة روعةً عن تلك الأكبر حجماً، وهي تُعتبر اليوم قطعاً للمتاحف. غالباً ما تكون تلك الأعمال المصغّرة هي التمثيل التصويري الوحيد الذي تبقّى من الشخصيات التاريخية، مثل الرجل السياسي توم ليفروي الحب الأول للكاتبة جين أوستن. وعلى خاتم كاترين دينوف تحديداً، بورتريه مصغّر لوجه امرأة مجهولة لا أحد يعرف قصّتها. ومن خلال وضع الخاتم في إصبعها، تمكّنت الممثّلة من إعادة الحياة إلى هذا البورتريه الخالد.

  1. بورتريهات مصغّرة أميركية في متحف المتروبوليتان للفنون

كاترين دينوف في أحد أسواق السلع المستعملة
كاترين دينوف في أحد أسواق السلع المستعملة

في عام 2010، خصّص متحف المتروبوليتان للفنون معرضاً كاملاً لفنّ البورتريه المصغّر المرصع في مجوهرات. في الواقع، يُعتبر إرث هذا المتحف الأكثر اكتمالاً في العالم، بما في ذلك الأعمال التي تعود إلى الفترة ما بين منتصف القرن الثامن عشر ومنتصف القرن العشرين، ويضمّ حوالي 600 بورتريه لأكثر من 150 فنّاناً. هي أعمال متشابكة بشكل وثيق مع الحياة، تصوّر في الغالب أزواجاً وزوجات وأصدقاء وأطفال، أو تحيي ذكريات معيّنة أو تكرّم علاقات حب. وبالتالي، ليست صدفة أن تختار كاترين دينوف، من بين القطع الكثيرة المعروضة، هذا الخاتم أثناء جولاتها في أسواق السلع الفينتج.

كاترين دينوف
كاترين دينوف