المديرة الإبداعية لـ Paule Ka لـ "هي": الدار ديمقراطية جداً وتصاميمها مُهداة لكل النساء

 

Alithia Spuri Zampetti هي قدوة لكل امرأة شابة تطمح إلى مسيرة ناجحة في مجال تصميم الأزياء. إذ على الرغم من صغر سنها، (32 عاما)، حققت Alithia نجاحات كثيرة في عالم تصميم الأزياء. أبصرت النور في سان دييغو، وعاشت في روما وتخرّجت في مدرسة سانترال سانت مارتنز في لندن، وعملت لدى أعرق الدور العالمية مثل "فالينتينو" Valentino و"بوتيغا فينيتا" Bottega Veneta، ثم انضمت إلى "لانفان" Lanvin، حيث بقيت لست سنوات، إلى حين تعيينها مديرة إبداعية لدار "بول كا" Paule Ka في عام 2015 عقب مغادرة مؤسسها سيرج كاجفينغر. الحديث مع Zampetti ممتع جدا، فهي تتمتع بطاقة إيجابية وبحماس استثنائي. التقيتها أثناء زيارتها الأولى إلى الشرق الأوسط وإلى دبي تحديدا. ومعها كان هذا الحوار.

 

إنها زيارتك الأولى لدبي وللشرق الأوسط بشكل عام. كيف تصفين تجربتك هنا؟

سعدت جدا بالمجيء إلى دبي، فأنا أعشق اكتشاف الحضارات وأكثر ما يميّز دبي أنها تجمع حضارات عدة في مدينة واحدة. تمنّيت أن أتحدث مع الجميع لأكتشف المزيد. منذ 40 عاما كانت هذه المدينة عبارة عن صحراء، ولكن الآن عندما أنظر إليها عبر الشرفة، أرى مدينة حضارية مذهلة بكل ما للكلمة من معنى. أنا فعلا مذهولة.

 

لقد انضممت إلى دار بول كا منذ أكثر من عام. كيف تغيّرت حياتك؟ وما الذي أضفته إلى الدار؟

لا شك في أن المسؤولية أصبحت أكبر الآن لكوني المديرة الإبداعية لدار بول كا. لمست تطوّرا كبيرا بمسيرتي المهنية منذ أن تبوّأت هذا المنصب. هذه المرة لم أضطر إلى الانتقال إلى بلد آخر كما في السابق، بل بقيت في باريس بعد أن عملت على مدى 6 سنوات لدى دار "لانفان" Lanvin، ما ساعدني على التأقلم فورا والعمل بشكل جدي وسريع. بول كا علامة تجارية رائعة لا أسعى إلى تغيير هويتها، بل إلى تطويرها. أستوحي من تاريخ الدار وأرشيفها، وأسعى إلى تسليط الضوء على عناصر الدار التي تناسب الزمن الذي نعيشه فيه. دار بول كا ديمقراطية جدا وليست مخصّصة لامرأة بمواصفات محددة.

 

نلاحظ أنّ الكثير من الدور العالمية كانت مخصصة لفئة اجتماعية محددة، لكنها اليوم بدأت تتوجّه إلى فئات مختلفة. هل توافقينني الرأي؟ وهل هذا هو التوجّه الجديد في عالم الموضة؟

أوافقك الرأي حتما. إن تغيير التصاميم بشكل جذري من مجموعة إلى أخرى كما كان سابقا يناسب نسبة قليلة جدا من النساء ولا يناسب النساء العاملات اللاتي يحتجن إلى تصاميم تناسب المناسبات الصباحية والمسائية في آن. مع الأسف، قليلة هي دور الأزياء التي تقدم للمرأة تصاميم عملية تناسب مختلف المناسبات، وهذا أكثر ما يميّز دار "بول كا". أريد للمرأة مهما كانت وظيفتها أو سنها أن تدخل إلى متجر الدار وأن تجد تصاميم تناسب أسلوب حياتها. لا أسعى إلى ابتكار تصاميم مرتبطة بصيحة أزياء معينة وبفترة زمنية محددة.

 

بتنا نرى أكثر فأكثر نساء يترأّسن قسم التصميم في دور عالمية مختلفة. أنت امرأة جميلة وصغيرة في السن. إلى أي مدى ساعدك هذا الأمر في مسيرتك المهنية.

في بداية القرن العشرين، كانت العروض المذهلة والتي تقدم تصاميم فنية لا يمكن أن ترتديها المرأة يوميا مثل عروض ألكسندر ماكوين وجون غاليانو محطّ أنظار العالم أجمع. أما الآن، وعلى الرغم من التقدير الكبير لهذا النوع من العروض الفنية المذهلة، بات التركيز على التصاميم الأكثر بساطة، ومن أسهم بهذه القفزة في عالم الموضة هي دار "سيلين" Céline، من خلال التصاميم العملية التي تعكس أسلوب الـ Minimal الذي اعتمدته المديرة الإبداعية للدار "فيبي فيلو" Phoebe Philo، والتي ابتكرت تصاميم تحتاج إليها المرأة العصرية في حياتها اليومية. لا أستغرب أن تميل الدور العالمية إلى اختيار امرأة لمنصب المدير الإبداعي لأن المرأة تعرف تماما ما تحتاج إليه، وبذلك من الطبيعي أن تبتكر أزياء تنال استحسان النساء في مختلف أنحاء العالم. المصممون لا يرتدون الأزياء النسائية، ولذلك لا يفهمون فعلا ما نحتاج إليه. المرأة تبحث عن الراحة دائما، من هذا المنطلق أحرص دائما على ابتكار أحذية مع كعب ومن دون كعب للتصميم نفسه.

 

لماذا اخترت أن تكون حدائق طوكيو مصدر وحيك لمجموعة ربيع وصيف 2017؟

خلال تعمّقي بتاريخ دار "بول كا" Paule Ka، اكتشفت أنّ اليابان كانت أول دولة تدعم الدار فخلال فترة الثمانينيات، كان العرض الأول العالمي  للدار في اليابان، ونحن موجودون بقوة في هذا البلد المميز. عندما سافرت إلى اليابان وزرت العاصمة، أعجبت كثيرا بالطبيعة والهندسة والخطوط الواضحة والنظافة، كما زرت جزرا يابانية مميزة كانت مصدر وحي كبيرا لي. عكست هذه العناصر في تصاميم المجموعة، فتجدين في المجموعة الكيمونو ومجموعة من القطع التي تتميز بقصات واضحة مستوحاة من الحضارة اليابانية. تضمّ المجموعة أيضا بدلات وفساتين سهرة، كما اعتمدت أسلوب الـ Color Blocks أي جمع ألوان جريئة مع بعضها من دون الاستعانة بأي نقشات، كما أن الحقائب تكمل التصاميم بشكل مميز.

 

لا شك في أنك تتدخلين في جميع مراحل ابتكار المجموعة. ما الجزء المفضّل لديك؟

أحب كثيرا التعاون  مع العاملين في المشغل في باريس، فهم يتمتعون بخبرة واسعة والتعامل معهم هو متعة بحد ذاتها. إنه شعور مميز أن تتحول صورة في خيالك إلى حقيقة، وأن تعملي على تحقيق هذه الصورة مع أشخاص موهوبين جدا.

 

كيف تنظر المرأة الخليجية إلى دار بول كا؟ وما التصاميم الأحب إلى قلبها؟

المرأة الخليجية تقدّر كثيرا دار بول كا، فهي منفتحة للتصاميم الجديدة، وهي تقدر كثيرا الألوان والأقمشة الفاخرة. أما بالنسبة إلى التصاميم الأحب إلى قلبها، فهي القطع التي تناسب المناسبات الصباحية. لاحظت أن الأزياء التي ترتديها المرأة الأوروبية في مناسبات مميزة ترتديها المرأة الخليجية خلال مناسباتها الصباحية، ما يدل على ذوق المرأة الخليجية الراقي والفاخر.