مجموعة الربيع الآتي من "إنجي باريس"Ingie Paris جذور شرقية بأسلوب باريسي .. إلى امرأة عالمية
باريس ـ نادين الحاج
في مبنى باريسي راق، تحت شمس أوروبا الغربية الساطعة بلا خجل بوصول الصيف، التقيت إنجي شلهوب الموهبة المبدعة وراء علامة المرأة العصرية الأنيقة "إنجي باريس"Ingie Paris . فهنا خلال أسبوع الموضة الباريسي، عرضت مجموعتها لربيع 2017 المذهلة بأنوثتها وخفتها ورقتها وجمالها.
إنجي شلهوب إحدى أبرز أيقونات الموضة في منطقتنا. هي سيدة أعمال رائدة وصاحبة خبرة واسعة لكونها الرئيسة التنفيذية لمجموعة الرفاهية الراقية "إتوال غروب" التي تمثل منذ سنة 1983 أهم الماركات العالمية في الخليج. فحملت حس الأناقة الذي يسكنها بالفطرة وخبرتها الناجحة لتطلق علامة أزياء خاصة بها عام 2009. تقدم من خلالها فساتين، وأزياء نهارية، وملابس محبوكة، وإكسسوارات، وأحذية، ومجوهرات نجدها في متاجر "إتوال" وفي بوتيكات مستقلة لعلامة "إنجي باريس". ونجاح السيدة إنجي شلهوب لم يتوقف يوما عن السطوع، فقد حازت جوائز وألقابا مرموقة عدة مثل "أفضل سيدة أعمال" و"إحدى أقوى 100 امرأة عربية".
ماركتها اليوم تجمع الحرفية والأناقة والرقي. كل مجموعة تطلقها تتميز بالقصات الحسّية والتفاصيل المعقدة والزخرفات الباهرة. جلنا معها ومع لطفها وأناقتها ورقيها حول قطع المجموعة المعروضة، لتخبرنا أكثر عن مصادر الإلهام وتفاصيل الإنتاج ومراحله من النسخ التجريبية الأولى التي كانت معروضة وصولا إلى النتائج النهائية. شعرت بأنني أريد أن أملك كل قطع المجموعة التي تصلنا في نوفمبر، فهي تتنفس أنوثة ورومانسية وربيعا من التطريز إلى الكشاكش إلى الطرطان ورسوم الأكواريل والثنيات والطيّات وحتى القفاطين التي تحب إنجي أن تشملها دائما في كل مجموعاتها.
س تعملين في عالم الأزياء منذ وقت طويل، متى شعرت بأنك تملكين شغفا بالتصميم؟
ج لطالما امتلكت هذا الشغف، منذ أن كنت طفلة. كنت أصمم الملابس لدمى الباربي، وكنت أقص بنفسي فساتين للدمى الخاصة بي. فكنت مأخوذة جدا بعالم الأزياء منذ طفولتي.
س لماذا اخترت باريس موطنا لعلامتك؟
ج أمضيت جزءا من طفولتي في باريس، وترعرعت فيها وكنت تلميذة فيها في سن مبكرة. وقد درست باللغة الفرنسية. تعلّمت من باريس الخبرة والمهارة. فالبراعة والحرفية الموجودتان في هذه العاصمة الملهمة مهمتان جدا. كل ما فيها ملهم جدا، من الجمال إلى الهندسة المعمارية والمباني بأسلوب هوسمان وحتى الجادات الرائعة، ففيها بعض أكبر وأجمل الجادات في العالم.
هنا عشت وترعرعت. فلطالما كنت مرتبطة عاطفيا بباريس، وأحترم كل ما هو مصنوع في فرنسا. هذا هو المكان الذي أتيت منه. وأردت أن أقدم ما هو مصنوع في فرنسا وفي أوروبا وأن أكرّم البراعة الفرنسية.
س هل كل القطع تنفّذ في باريس؟
ج كل القطع تنفذ في أوروبا، وكل التطريزات تجري في فرنسا في أكبر وأهم المشاغل التي تطرّز أيضا الأزياء الراقية لأهم الماركات. كل إكسسواراتنا مصنوعة في فرنسا، وجزء من الملابس المحبوكة ننتجه في فرنسا والبعض الآخر في إيطاليا.
أبحث دائما عن أجود أنواع الأقمشة، وبعض منها حصري تماما لنا. بعض النقوش والطبعات والأنسجة ابتكرتها بنفسي مستخدمة الملونة الخاصة بي. بالنسبة لي، اللمسات الأخيرة أساسية جدا، وإتقان القطعة من الداخل إلى الخارج ضروري. الأمر كله يرتكز حول تحقيق البساطة والجمال.
س قلت إن باريس تلهمك عموما. ما كان مصدر الإلهام وراء مجموعتك الجديدة لموسم ربيع 2017؟
ج هذه المجموعة تحية إلى الحياة الحلوة "دولتشي فيتا" الإيطالية وأسلوب العيش الإيطالي، لأنني دعيت للمرة الأولى لأعرض مجموعتي في ميلانو، حيث تمت استضافتي في صالة عرض ميلانية. وانضم إليّ رؤساء تحرير أهم المطبوعات الإيطالية، ونظّمنا لهم حفل عشاء. فأردت أن أكرّم إيطاليا والحياة الحلوة فيها، خاصة مع ألوان الباستيل المستوحاة من كابري والمناظر الطبيعية الخلابة للساحل الإيطالي.
س كم استغرق إتمام المجموعة؟
ج المجموعة تتطلب وقتا هائلا، فتستغرق عادة من 6 إلى 9 أشهر. وهي تولد حقا في ذهنك. في الصيف الماضي حين زرت كابري، ولدت الفكرة. وبدأت بالعمل على مجموعة الألوان وبعدها الأقمشة. تلاحظين أننا استعملنا الكثير من الأورغندي الحريري وحرير جورجيت والكثير من الأقمشة الخالصة الرائعة.
س مجموعة الربيع الجديدة تضم أحذية. هل هذه المرة الأولى التي تصممين فيها الأحذية؟
ج نعم، فأردت أن أتمم الإطلالة مع الأحذية وأن أحاول الحصول على الإطلالة المثالية.
س هل من الممكن أن نراك تصممين الحقائب قريبا؟
ج نعم أحب أن أصممها يوما ما.
س ماذا عن المجوهرات؟ وما الدور الذي تلعبه في إطلالة "إنجي باريس"؟
ج إنها المرة الثانية التي أصمم فيها المجوهرات. أريد من خلالها أن أظهر الإطلالة الكاملة لامرأة "إنجي باريس".
س من امرأة "إنجي باريس"؟
ج إنها أنا، إنها أنت، إنها هي.
س هل تعتقدين أن المرأة الخليجية والمرأة الأوروبية يمكنها أن ترتدي "إنجي"؟
ج أعتقد أن "إنجي باريس" لامرأة عالمية تسافر حول العالم وتملك مزيجا من الثقافات وانفتاحا على العالم. لم يعد بإمكاننا اليوم التمييز في الأزياء بين ما هو للخليج وما هو لأوروبا وما هو للولايات المتحدة. العالم واحد. مع العولمة المتزايدة ومع العالم الرقمي المتطور، إنه عالم واحد حقا.
أنا منجذبة إلى المرأة المفعمة بالأنوثة، وأريد أن أمثل هذه المرأة وأجمّلها. إنني أملك الخليط المناسب من الثقافات، ما يسمح لي بأن أتقن الإطلالة الأنيقة بالأشياء البسيطة جدا لكن في الوقت نفسه أن أعطيها جمالا ورشة تألق بالحفاظ على التوازن المثالي. التوازن مهم في كل جانب، من حياتك الشخصية إلى المهنية. وهذا التوازن مهم أيضا في خزانتك وإطلالتك. من الضروري أن تحافظي على التوازن الصحيح فيما تظهرينه وما تلبسينه، أينما ذهبت إن كان إلى حدث أو فعالية أو اجتماع عمل.
س نلاحظ أنكم تعرضون اليوم تصاميم غير منجزة ومخطوطات شبيهة بالأزياء المعروضة. هلا أخبرتنا أكثر عنها؟
ج أنا أركز على الأقمشة كثيرا لكن أيضا على القصات. التصاميم الملهمة التي ترينها على تماثيل العرض بكل تفاصيلها هي دراسة لما قد يظهر في مجموعتي المقبلة. فلا ترين القطعة كما هي تماما لكنها مصدر إلهام لما قد تصبح في النهاية. هكذا ندرس الأحجام ولعبة النسب واحتمالات الطي والثني بالأقمشة المختلفة. هذه النسخ الأصلية نسميها "توال". نبدأ بالدراسات التمهيدية ثم ننتج نسخة مطابقة للأصل قبل الوصول إلى النتيجة النهائية. أردت تسليط الضوء على المراحل المختلفة من إنتاج القطع، لذلك حرصت على عرضها. نجري التجارب على مدى أشهر للوصول إلى النتيجة المرجوة. تبدو بعض القطع التمهيدية منجزة تماما وكأنها تنتمي إلى المجموعة، لكنها ليست النتيجة النهائية.
س مجموعتك اليوم معروضة في صالة العرض. ما المكان الذي تلجئين إليه للابتكار؟
ج صالة العرض بجوار مكتب التصميم والابتكار. إنه المكان الذي أحب أن أمضي فيه الكثير من وقتي، خاصة أنني أستمتع بالنور الآتي عبر النوافذ الزجاجية المذهلة. النور مهم جدا بالنسبة إلي. إنها جذوري الشرقية، فهي متعطشة إلى سطوع النور والدفء. هذا ما أحتاج إليه حين أصل إلى باريس. لكن عنوان عملي أيضا موجود في مبنى باريسي أنيق بطراز هوسمان في قلب باريس. النور يهدئني ويريحني ويذكرني بالشرق وشمسه.
س هل من نصيحة تودين تقديمها إلى المصممين الصاعدين في الشرق الأوسط؟
ج لدي الكثير منها! أنصحهم بأن يأخذوا وقتهم وألا يستعجلوا. بناء ماركة أو علامة يتطلب الكثير من الوقت والصبر. والمثابرة مهمة جدا. على الإنسان أن يؤمن بنفسه وأن يثابر ويواظب. هذا المجال مليء بالتحديات الكبيرة. قد عملت مع أهم المصممين في العالم، والأمر ليس سهلا. لكنني في الوقت نفسه أملك شيئا لا يملكه الآخرون. لذا أحب أن أتشارك خبرتي وتجربتي مع أصدقائي وكل من يدعمني.