عالم الموضة خسر عزالدين علايا.. الثائر الذي قلب موازين الموضة

ثائر منذ ولادته عام 1940 لم يرضخ للظروف، بل حلم وعمل واجتهد الى ان اصبح من اشهر مصممي الازياء في العالم ولمع اسمه على عرش الموضة، فتعاون مع انجح الاسماء وزيّنت اطلالاته اهم المناسبات والسجادة الحمراء.

انه عزالدين علايا المصمم التونسي، الذي فقده عالم الموضة امس إثر سقوطه ووفاته في السابعة والسبعين من العمر في باريس، هذه المدينة التي شهدت على ابداعاته الاولى وظل متمسكاً بها حتى الرمق الاخير.

بدايته كانت حين جاء الى العاصمة الفرنسية في الخمسينات وعمله لدى دار ديور Dior، ثم انتقل للعمل مع جاي لاروش، وتييري موغلر Thierry Mugler، ثم استقلّ ليفتتح مشغلاً خاصا به. اشتهر بتصاميمه الاثنوية وبفساتينه المنحوتة بالجسم هو العاشق الدائم للمرأة ويريد إبراز أنوثتها بشكل لائق وفنيّ.

في العام 1960 قدّم بعض الأزياء الخاصة، الامر الذي ساعده على زيادة زبائنه خصوصاً من المشاهير مثل سيسيل دي روتشيلد، والنجمة الفرنسية آرليتي. وفي عام 1980 أطلق عز الدين أول خط للملابس الجاهزة في تاريخه، وقلب فيها موازين الموضة في العاصمة الفرنسية، حيث اعتبر النقاد أنها بمثابة نقطة تحوّل فى تاريخ الموضة. وما لبث ان انتقل الى دار أكبر للازياء فكانت هذه بمثابة نقطة محورية في تاريخه.

يعُرف عن علايا انه يصمم أزياءه على أجساد العارضات، ويهتم بتصميم الفساتين بعدد مميز من القطع الفردية، والتي تتناغم مع بعضها البعض لتكوّن أجمل الاطلالات.

جذبت تصاميمه، التي دائماً ما تغازل الأنوثة في جسد النساء، المشاهير مثل تينا تيرنر، راكيل ولش، مادونا، بريجيت نيلسون، نعومي كامبل، لايدي غاغا، جانيت جاكسون، فيكتوريا بيكهام، رياهانا، كيم كاراديشان، وصولاً الى ميشيل أوباما، التي تألّقت بأزيائه أكثر من مرة في مناسبات رسمية، وغيرهن كثيرات.

مواقفه اثارت ردود فعل عنيفة

كما كان علايا مميّزا بتصاميمه، فكان ايضاً صارماً وحاداً في مواقفه المتعلقة بعالم الأزياء والتي كانت في احيان كثيرة تثير ردود فعل عنيفة، مثلاً انتقاده لتصاميم كارل لاغرفيلد ووصفه بالشخص المُبالغ فيه وأنه لا يحبه ولا يُحب تصاميمه.

كان يبحث دائماً عن تحدّيات جديدة من بينها ابتكار مؤسسة تحمل اسمه، وذلك قبل سنوات قليلة من وفاته.

علايا كان يكره الحملات الاعلانية ولا يقوم بها، كما كان يتلقّى طلبيات الأزياء الراقية في مشغله في باريس، ويعرض الألبسة الجاهزة في التاريخ الذي يناسبه دون الالتزام بالروزنامة الرسمية للنقابة الفرنسية، فبنى نظاماً خاصاً به يضم عائلته المهنية وداعميه.

ورغم صرامته في مواقفه، إلا ان ذلك لم يمنع مجتمع الموضة والفن من حبّه بعمق، إذ ساعد عدداً من المبتدئين في عالم الخياطة على الانطلاق ودرّبهم وأطلعهم على مصطلحات هذا الفن العريق.

عالم الموضة خسر عزالدين علايا... لكن ستبقى تصاميمه خالدة في الذاكرة، والسجادة الحمراء ستفتقد أناقته ولمسته الاثنوية.