الأزياء.. التعبير الصارخ عن المواقف السياسية
بعد تنصيب الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ربما لم تترك مساحة إعلامية، إلا وتحدثت عن الأزياء التي ارتدتها زوجته ميلانيا، حتى أن هناك من اعتبر انها بعثت برسائل مبطنة بأزيائها، إلى العالم، وقد رسمت الخطوط العريضة لسياسة زوجها.
أزياء ميلانيا كانت محور اهتمام الناس، قبل حتى يوم التنصيب، فالكلام عنها وعن أزيائها بدأ منذ إعلان بعض المصممين عن رفضهم القاطع للتعامل مع ميلانيا والتصميم لها، كتعبير رافض عن تنصيب زوجها.
بعد التنصيب خرجت مسيرة نسائية ضد ترامب، حيث عبرت مجموعة كبيرة عن رفضها بارتداء قبعات زهرية اللون، كانت من ضمن حملة ‘PUSSYHAT’، حيث أرادت الحملة توجيه رسالة صارخة وقوية لترامب، ردا على التسريبات التي انتشرت مؤخرا لترامب، وهو يتحدث عن مغامراته مع النساء.
كل هذا دفعنا إلى التساؤل إلى أي حد يمكن أن تلعب الأزياء دورا قويا في التعبير عن الموقف السياسي؟
في الحقيقة نحن لا يمكن أن نتجاهل أن الأزياء هي وليدة المجتمع وانعكاس له، وأن المواقف السياسية في أي دولة يمكن أن ترتد بشكل أو بآخر على المظهر الخارجي لحياة الناس، ومن أبرزها أزياؤهم. وفي المقابل، نستطيع أن نقول أن للأزياء سلطة فعالة أن أرادت التأثير أو توجيه رسالة ما، بل أنها رسائل موجعة حقا وواضحة أكثر من أي وسيلة أو أداة أخرى.
ولهذا عبر العديد من المصممين في العالم عن مواقفهم تجاه بعض القضايا،عبر تصاميم وعروض عدة، فمنهم من حمل شعار "لا للعنصرية"، ومنهم من طالب بحقوق المرأة، وهناك من عبر عن موقفه بنذ الحرب على طريقته الخاصة.
لا للعنصرية
قبل عامين قدم المصمم البلجيكيWalter Van Beirendonck ، في إحدى عروضه قبعات للرأس صنعت من الريش تحمل عنوانا لافتا "لا للعنصرية"، وقال في تعليق له نحن بحاجة فعلا للقيام بـ "الحرب ضد العنصرية".
المظاهرة النسوية
في أسبوع باريس لربيع وصيف 2015، مثلت شانيل Chanel تظاهرة نسوية بإحدى عروضها، قادتها عارضات فاتنات كـ جيزيل باندشن، كارا ديلفين، طالبن بالمساواة.
العرض المبهر الذي قدمه كارل لاغرفيلد أصبح حديث الوسائل العالمية حينها، لاسيما أن اللافتات والشعارات التي حملتها العارضات كانت فعلا لافتة ومبتكرة، فكتب على بعض اللافتات عبارات تنبذ الحرب وأخرى تطالب بحقوق المرأة بالاختيار.
قمع الشرطة
لفت المصمم الأمريكي Kerby Jean-Raymond صاحب علامة Pyer Moss، بمجموعته التي طرحها خلال أسبوع نيويورك للموضة، الأنظار حول الممارسات "العنصرية" و"القمعية" التي تقوم بها الشرطة ضد أصحاب البشرة السوداء.
وكتبت على بعض تصاميمه عبارات كـ "لا أستطيع التنفس"، مع بقع أو خطوط حمراء ترمز إلى الدم.
ثورة المناخ
عادة ما توجه المصممة البريطانية الشهيرة فيفان ويستوود Vivienne Westwood، في عروضها ومجموعتها العديد من الرسائل الهادفة، وفي عرضها لربيع وصيف 2013، اهتمت فيفان بقضية التغير المناخي، فجاءت مجموعتها تحت عنوان "ثورة المناخ" وقد استوحت تصاميمها من الحدائق الملكية البريطانية.
لا للحرب
"لا للحرب" هو الشعار الذي أطلقته علامة "موسكينو"، على مجموعة ما قبل الخريف 2017، للفت النظر على البلدان التي تعاني من حروب والقتال.
وجاءت التصاميم مستوحية من بعض التفاصيل للأزياء الحربية، ولكنها كانت بشكل مختلف، فطغت عليها الألوان ، وصممت بأسلوب يعكس حقاً حقبة أمل وسلام تسود ما بعد الحرب.