عندما نسافر عبر الأزمان.. مع Dior

في مجموعة ربيع وصيف 2016، قامت دار "ديور" Dior " باستبعاد العديد من العناصر الدخيلة، مركّزة على نقاوة الخطوط ودقّة التقنيات لإيجاد تصاميم مستقبليّة بسيطة، فتمّ التركيز على الخطوط التي تجسّد فكرة الأنوثة، والرقّة والأحاسيس المرهفة بدون التضحية بالقوّة والتأثير الشديد. 

 قد تبدو المجموعة بسيطة لكنّها شديدة التعقيد من حيث التقنيات التي تمّ استخدامها، وهذا الأمر ينعكس بوضوح في الصور الحصرية التي خصتنا بها الدار لأحد أبرز تصاميم المجموعة. ثمّة عدّة طبقات من الماضي، بدءاً بالثياب الداخلية بأسلوب الحقبة الفيكتوريّة الموجودة تحت الفساتين الشفافة المقطوعة بشكل منحرف، وسترات "بار" والحبكات السميكة، مع الحفاظ على لمسات مستقبلية، بالإضافة إلى طابع رومانسيّ غريب. كأنّ هذه المرأة على وشك أن تسافر عبر الزمن.

 بعد أن تميّزت بالأحاسيس المرهفة والرصانة، وبالطابع الأنثويّ والذكوريّ، يجتمع الأسلوب الكلاسيكيّ والمعاصر ليشكّلا معاً مثالا جديدا وأكثر بساطةً للطابع المستقبليّ في هذه المجموعة. حيث تصطدم أجزاء من الماضي مع عالم الحاضر بأساليب وتقنيات تاريخيّة يتمّ تطبيقها على الثياب العمليّة والألبسة التي تلائم الرجال والنساء. يجتمع الطقم الأنثويّ مع البذلة الذكوريّة لإيجاد تهيئات جديدة بشكل بذلة من ثلاث قطع مخطّطة أفقياً، وسترات ذات قصّات مرهفة أكثر مستوحاة من السترات العسكريّة، كما نجد وفرة من تقنيات الثنيات التقليدية والمعقّدة لمشاغل التصاميم المبهمة، ولا نجدها فقط في الفساتين بل في حاشيات السترات ومعاطف ال" باركا" المصنوعة من "ساتان الدوقة" المخطّط أفقياً، كما أنّ الفساتين الشفافة من الأورغنزا المقطوعة بشكل منحرف، تكشف عن ثياب داخلية وقمصان من القطن الرقيق، بالإضافة إلى كنزات من صوف شيتلاند ذات حاشية سميكة.

من جهة أخرى، نرى أنّ الهندسة الدقيقة التي كنّا نراها في قصّات الأكمام التقليدية التاريخية تتجسّد الآن في تصاميم شفّافة تنساب على البشرة. 

وفي المنظور نفسه، نجد أنّ المجموعة تبتعد عن حديقة "المرأة الزهرة" نحو ما يمكن اعتباره منطقة جديدة، أكثر طبيعيّة وغرابة في الوقت نفسه. وها نحن نرى شلالا من الأزهار في "الساحة المربّعة" في اللوفر، يتخطّى الحدود التقليديّة لصالة العرض ويتدفّق في كلّ مكان، مجسّدا مشهدا طبيعيا رقيقا وانسيابيا للمستقبل.