مهرجان الخرافة يحيي التراث الشفوي بتونس

انطلقت هذا الأسبوع في النادي الثقافي "الطاهر الحداد" في قلب تونس العتيقة، الدورة الخامسة لـ مهرجان الخرافة، وتمتد الدورة لمدة أسبوع كامل، بهدف إحياء جانب من التراث الشفوي التونسي وهو الخرافة والحكاية الشعبية. والخرافة تعتبر من أهمّ العناصر التي تمرّر للطفل وللإنسان عموماً لما تحمله في طياتها من قيم ومبادئ تهيئ الفرد نفسياً واجتماعياً لدخول معترك الحياة، وجاء في تقديم المهرجان أنّ الخرافة عبر شخصياتها وشخوصها تجيب الطفل بطريقة غير مباشرة عن حيرته وخوفه من المستقبل، تلج إلى باطنه النفسي وتيسر عليه عمليّة الإعلاء، فهي تحدّثه عن الموت والحب والكراهية وعن الغيرة والصراعات بين الإخوة، عن فترة المراهقة والمرحلة الانتقالية من الطفولة إلى عالم الكبار، عن الخير والشر والمعادلة الصعبة بينها. كلّ هذا تمرره الخرافة إلى الطفل بطريقتها الخاصة التي يستجيب لها الطفل، يستبطنها ثمّ يفكّك رموزها ويتمكن من القيام بعملية الإعلاء لمخاوفه وحيرته وتساؤلاته. ويشكل مهرجان الخرافة فرصة لمسرحيين ليلتقوا في حيّز زمني معيّن ويطلعوا على تجارب بعضهم بعضاً، وتقام ورشة حول فن سرد الحكاية تشرف عليها الحكواتية الفلسطينية دنيز أسعد ويشارك فيها فنانون يبيّنون أن لسرد الخرافة أسلوبه الذي يختلف عن العمل المسرحي. وتم التعاون خلال الدورة مع نادي الحكاية من مدينة صفاقس من خلال مشاركة رائدة مزيد وسوسن كانون وسنية بن عمر بخرافات تقدم في فضاء النادي، إضافة إلى مشاركة أسماء أخرى في ورشة فن سرد الحكاية. وتتنــــوع الحكايات والخرافات التي يتوجه بعضها إلى الأطفال وبعضها الآخر إلى الكبار في مواضيعها وأهدافها وطرق أدائها، وشمل برنامج المهرجان معرض القناع والحياة للفنان العرائسي محيي الدين بن عبدالله، حيث يكتشف الزائر أقنعة لشخوص خرافية عرفناها من خلال خرافات أجدادنا أو قصص الأطفال المستوحاة من روح الخرافة الشعبية.