مهرجان الحريد من المحلية إلى العالمية

الرياض – شروق هشام لن يجد عشاق هواية صيد الأسماك التي تحكم سيطرتها على قلوب شرائح كبيرة من ممارسيها بمختلف أعمارهم ومستوياتهم ومكانتهم الاجتماعية، بديلا عن المتعة التي يجدونها أثناء المشاركة في مهرجان صيد سمك الحريد السنوي بخليج الحصيص في المملكة العربية السعودية.  فأصبح هذا المهرجان دافعهم الأكبر إلى ارتياد جزيرة الفرسان كل عام، ويعد من أهم المهرجانات السياحية التي تنفذ بمنطقة جازان ويحظى باهتمام واسع من قبل أهالي المنطقة والآلاف من الزوار من داخل وخارج المنطقة. واحتفل "الفرسانيون" بماراثون الحريد في عامه العاشر، وسط أهازيج سكان الجزيرة، بمشاركة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان، وزوار المحافظة والسياح الأجانب الذين توافدوا إلى المنطقة. كما شهد المهرجان العديد من المشاركات والحضور من دول الخليج وخاصة دولة الأمارات وسلطنة عٌمان إضافة لمشاركة القنصل العام الفرنسي لدى المملكة الدكتور لويس بلين وعدد من الشخصيات العربية في حضور فعاليات المهرجان. اما الهدف من إقامة مهرجان الحريد هو التعريف بالمنطقة محلياً وخليجياً وعربياً وعالمياً، وتحرص أمارة المنطقة والجهات المتعاونة معها في تنفيذ المهرجان على تقديم كل ما يسهم في تطوير المهرجان وجذب الزوار بما يعكس الصورة الحقيقية لمحافظة فرسان تحديداً ومنطقة جازان بوجه عام، حيث تحتضن منطقة جازان العديد من المقومات السياحية والاقتصادية في مختلف المحافظات وخاصة جزر فرسان. وحظي المهرجان هذا العام بمشاركة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة بمكتبها بالمنطقة وعدة جهات أخرى من داخل وخارج المنطقة، ضمن اللجنة المنظمة للمهرجان، ما أسهم في مزيد من النجاح للمهرجان. تضمن مهرجان الحريد المقام على شاطئ الغدير بجزيرة فرسان، العديد من البرامج والفعاليات المصاحبة، أهمها: فعاليات المسرح المفتوح، الفعاليات البحرية، الصيد، مسابقة فرسان للصيد المفتوح، استعراض الدبابات البحرية، العاب بحرية، ومسابقات للجمهور، فعاليات ليالي القصار (الفنون الفرسانية – شدة الجمل – المقهى الشعبي القديم). وتعد مسابقة الصيد الفعالية الأبرز في المهرجان فهي تمثل تقليداً عرفه أهالي الجزيرة منذ مئات السنين. ويبدأ السباق عادة بإعطاء أمير جازان إشارة الانطلاق للمشاركين بالصيد عقب وصوله إلى المقر المعد للصيد واكتمال استعدادات المشاركين، حيث ينطلق المتسابقون تجاه الممر المائي بالخليج الذي يمر به الحريد كل عام بعد أن وضع بعض الأشجار من شجر "الكسب" إضافة إلى الحواجز التي يضعها الصيادون لمنع عبور السمك لذلك الممر الضحل لتبدأ بعد ذلك عمليات الصيد من قبل المتسابقين في محاولة للحصول على أكبر قدر من تلك الأسماك. وفي نهاية السباق يسلم الأمير المبالغ النقدية والهدايا العينية للفائزين في المسابقة والدروع التذكارية للجهات الراعية والداعمة للمهرجان.