من قال أن النسيان عدو للذاكرة؟؟

إكرام اليعقوب

هناك اعتقاد سائد بأن ضعف الذاكرة من أولى علامات الإخفاق في اجتياز المراحل التعليمية نتيجة لتدني التحصيل العلمي لكثير من الطلاب و حتى أرباب الأعمال? إلا أن روبرت بورك مدير مختبر التعلم والنسيان في جامعة كاليفورنيا? ذكر بأن الإخفاق في التعليم يعود لممارسات خاطئة من قبل الطلاب والمعلمين وليس بالضرورة نتيجة قوة أو ضعف ذاكرة شخص عن الأخر

فتدوين المحاضرات و الدروس مثلاً.. أو حتى التركيز على موضوع معين أو علم بحد ذاته كلها عوامل تؤدي إلى ضعف التحصيل سواء مادي أو معنوي. يعتقد الكثير أن أفضل الممارسات هي بتجزيئه المادة العلمية أو الدراسية لأجزاء أو وضع إطار عام للمشروع المراد مراجعته? لكن بروك غير تلك النظرية ونصح بالتداخل في الدراسة بشرط أن تكون في محور العمل أو الدراسة نفسها

فمثلا لنقل انكي تلعبين الكرة الطائرة فبدل التركيز في مسار الكرة عليك التيقظ لمهارات أخرى من ناحية الظربات العالية? حركة اليدين? سرعة التقاط الكرة بالإضافة لأداء الفريق... فهنا أنت تنجزين الكثير من الخطوات في وقت واحد وقد تتفاوت مقدرتك على فعلها جميعا لكنك تتفوقين في العائد العلمي لأن المعلومات ترسخت في العقل الباطني بأقل جهد وأكثر ذكاء مما لو أمليت علية الخطوات بحذافيرها

تمرين الذاكرة وإعادة حفظ المادة تسهل استرجاع المعلومة. ينصح كثير من العلماء على معاودة قراءة النص واسترجاع بعد مرور مدة زمنية لا تتجاوز الأربع ساعات وذلك لظمآن تركيزه بالذاكرة. كما ينصح بروك بأخذ الملاحظات بعد انتهاء المحاضرة وليس من خلالها لما له من نتيجة على سرعة استرجاع المعلومة وليس مجرد نسخها

وهنا نستنتج أن النسيان ليس عدو للتعلم? وإنما الصحيح أن كلاهما يظهر لتحفيز دور الأخر فلولا النسيان لما تحفزت قوى الدماغ