وضع "كورونا" في السعودية يستدعي الحذر أو القلق؟

عادت أخبار فيروس "كورونا" لتتصدر عناوين الصحف والأخبار في السعودية خلال الفترة الأخيرة الماضية، وبدأت مشاعر القلق والترقب تجتاح الكثير من المواطنين والمواطنات، حول مدى خطورة الوضع الراهن للفيروس، إلا أن هذه المشاعر ما لبثت أن تحولت إلى مشاعر خوف بعد إغلاق قسم الطوارئ بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية.  
 
وبدأت التساؤلات عن أسباب إغلاق قسم الطوارئ في المستشفى وموقف وزارة الصحة السعودية ووضع الطلاب والطالبات خاصة مع اقتراب موعد بدء العام الدراسي الجديد. 
 
إغلاق قسم الطوارئ 
رفعت الشؤون الصحية بالحرس الوطني من إجراءات الوقاية ومكافحة العدوى لمنع انتشار فيروس كورونا, داخل مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض بعد تسجيل عدد من الحالات داخل المدينة بين المرضى والممارسين الصحيين حيث تم تطبيق المرحلة الثالثة من الإجراءات الوقائية. 
 
وعن ذلك أوضحت الدكتورة حنان بنت حسن بلخي، المدير التنفيذي لإدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني عضو اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية بوزارة الصحة عضو الفريق الوطني لتقصي الوبائيات والأمراض المعدية، أن الشؤون الصحية بدأت في تفعيل بنود المرحلة الثالثة من الإجراءات الوقائية والتي تتضمن تأجيل استقبال الحالات المرضية التي تتحمل التأخير حرصا على سلامة مراجعي المدينة الطبية ولحمايتهم بعد تسجيل عدد من حالات كورونا، إضافة إلى القيام بفرز الحالات الطارئة والتعامل معها وتحويلها لمستشفيات العاصمة الرياض بإشراف مباشر من المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية في وزارة الحرس الوطني الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي.
 
 وكشفت الدكتورة بلخي، بأنه من شهر يونيو إلى 14 أغسطس من عام 2015م، تم تسجيل 31 حالة إيجابية لمرضى زاروا أقسام طب الطوارئ بالإضافة إلى أربع حالات إيجابية من الممارسين الصحيين، وذكرت أنه تم رصد عدد من الحالات المشتبه بها خلال الـ48 ساعة الماضية، ويتم إخضاعهم في الوقت الراهن لكافة الفحوصات السريرية والمخبرية اللازم للتأكد من وضعهم الصحي.
 
 وأوضحت أن عدد الوفيات بين الحالات المؤكدة إصابتهم بالمرض وصل إلى 12 حالة حسب الإحصاءات السابقة، وذلك بالنظر إلى أن هذا النوع من الفيروسات التنفسية والذي يعتبر الأشد فتكاً لمن يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط والفشل الكلوي.
 
وزارة الصحة السعودية
الى ذلك، أكد وزير الصحة المهندس خالد الفالح في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "أن هناك تفشي لفيروس كورونا، وأن ارتفاع عدد الحالات مازالت واردة، وإن الوضع الحالي لفيروس كورونا يستدعي الحذر, والوقاية وليس الإفراط بالقلق".
 
وعقد وزير الصحة، بقاعة ديوان الوزارة بالرياض، ظهر يوم الأربعاء، مؤتمراً صحفياً لإيضاح المستجدات حول تفشي فيروس كورونا، أشار من خلاله إلى أن القلق موجود والحذر أيضاً، ولكن ما نملكه من خبرات استطاعت في حالة التفشي الأولى الإحكام والسيطرة على الحد من انتشار المرض، سنستطيع بعون الله السيطرة والتحكم على التفشي الحالي.
 
وأكد أن الوضع مطمئن في باقي مناطق ومحافظات المملكة، والتفشي كما هو واضح يكمن في مستشفى واحد فقط، وبالجهود التي رسمها المتخصصون سابقاً، وباجتماع اليوم مع القيادات طمأن الوزير الجميع بأنهم قادرون على تجاوز هذه الأزمة مثلما تجاوزوا غيرها، ناصحاً الجميع بتوخي الحذر وتجنب زيارة المرضى هذه الفترة احترازاً من انتقال العدوى.
 
خطة التعليم الوقائية
وأصدر وزير التعليم الدكتور عزام الدخيّل توجيهاً لجميع إدارات التعليم بمناطق ومحافظات المملكة، تضمّن أهمية التوعية الصحية بإجراءات الصحة العامة بالمدارس وتطبيقها للوقاية من الأمراض المعدية، وتنفيذ خطة وزارة التعليم للوقاية من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس – كورونا).
 
ونص التوجيه على استخدام جميع الوسائل المتاحة، ومنها وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك حسب خطة الوزارة لتوعية منسوبي ومنسوبات المدارس، والطلاب والطالبات، لضمان بيئة مدرسية مناسبة، وتوفير أجواء تعليمية صحية ملائمة لجميع الفئات بالمجتمع المدرسي، إضافة إلى اتخاذ كافة الإجراءات لتحسين البيئة المدرسية من خلال تخصيص غرفة للعيادة المدرسية وتوفير وسائل النظافة الشخصية، وتأمين المعقمات وسلال المهملات وتكثيف أعمال النظافة العامة في جميع مرافق المدرسة.