لماذا تنازلت السعودية "المصفوعة" عن حقها؟

صاحب مقطع الفيديو المصور، والذي أبرز إقدام شاب على صفع سيدة سعودية في احد الاسواق التجارية بمحافظة جدة، جراء خلاف نشب بينهما، ضجة إعلامية كبرى، وتفاعلاً ضخماً من قبل المجتمع السعودي، وسط مطالبات مشددة من الجهات الأمنية بسرعة القبض عليه وتقديمه لمحاكمة عادلة، وهذا ما حدث بالفعل حيث تم القبض على المعتدي بزمن قياسي وفقاً لما كشف عنه الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرمة.
 
ولكن مفاجأة غير متوقعة سجلتها السيدة "المصفوعة" أثارت استغراب الجميع، حيث تنازلت عن حقها الخاص عن المعتدي عليها! 
 
لماذا تنازلت السيدة المصفوعة "أم عبدالله" ؟
ذلك السؤال الذي يتعطش الجميع لمعرفة الرد عليه.. 
 
وجاء الرد من "أم عبدالله"، حين أوضحت: "أن ما عند الله خيرا وابقى، ويكفيها اهتمام ولاة الامر الذي أدخل لقلبها الفرح واعاد لها كرامتها، في بلد الخير والعدل والشريعة"...
 
وذكرت ام عبدالله في التحقيق، ان الاعتداء عليها وقع قبل اسبوع ولم تتوقع ان تجد التفاعل من قبل المجتمع، مشيرة الى ان المقطع المصور يعكس معاناتها وبعض المواطنات اللواتي يعملن في المباسط بعد ان اجبرن على ذلك بفعل الحاجة ولكسب قوت يومهن.
 
وأشارت إلى أن ظروفها الاجتماعية والمعيشية قاسية فهي مطلقة منذ اكثر من 10 أعوام ولديها ابنتان، وتضطر للعمل لتأمين الحياة الكريمة لهما، وتأملت النظر في وضعها.
 
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن.. ما هو رد فعل المعتدي بعد ما حدث؟ 
 
لقد ابدى المعتدي وهو في العقد الخامس من عمره ندمه على الاعتداء على ام عبدالله، مقدما اعتذاره الشديد لها. 
 
وحول تفاصيل القصة أوضح المعتدي أنه يعمل في احدى البسطات ليكسب رزقه ولا يملك دخلا اخر، وعندما حضر إلى السوق وجد "أم عبدالله" في موقعه فحاول ابعادها ولكنها رفضت ذلك، ما جعله يستشيط غضبا بسبب الامراض التي يعاني منها، وفقد تركيزه في لحظة – على حد تعبيره-  واعتدى عليها بالصفع،  ولم يع خطأه الفادح الا بعد مرور بعض الوقت، وقد حاول التوصل الى رقمها وقدم اعتذاره لها واستعداده للحضور اليها والاعتذار أمام الجميع.
 
وبين أن ام عبدالله سبق وأن قامت بالعبث في بسطته في مرة سابقة، وهذه المرة جلست في موقعه الذي يعرف الجميع انه يبسط فيه وهو ما اغضبه بشكل شديد.
 
وأكد أن ما حدث منه لا يقبله، ووجه اعتذاره لأم عبدالله مرة اخرى، وشكر لها جميل تنازلها عن حقها الخاص، وتمنى ان تسامحه.
 
وضع القضية..
سجل ضابط التحقيق في مركز شرطة البلد تنازل ام عبدالله قبل تحويل ملف القضية الى هيئة التحقيق والادعاء العام، وذلك لوجود حق عام ضد المعتدي، نظرا لما قام به من اعتداء على امرأة امام مرأى المتسوقين.
 
وأشارت التحقيقات في مركز شرطة البلد الى الاسباب الحقيقية للخلاف بعد ان افصح الطرفان عنها، حيث جاء فيها ان ام عبدالله حضرت مبكرا وفرشت بسطتها وبعد مرور لحظات حضر المعتدي وكان يطلب منها ترك الموقع كونه يبسط به وحدثت بينهما مشادة افضت الى صفعها.
 
شاركونا رأيكم...
هل تؤيدون تنازل "أم عبدالله" عن حقها الخاص عن المعتدي عليها؟