سعودية تبحث عن أمها بعد فراق 35 عاماً!

تبقى الأم هي الأم.. ومهما مرت السنوات ومهما كبرنا في أعمارنا لن نجد بديلاً لوجود أمهاتنا في حياتنا، وتظل الأم تلك الشخصية التي لا يمكن أن تُمحى من قلوب وعقول وذكريات أبنائها وبناتها.
 
ولعل احدى الدلائل على ذلك ما فعلته سيدة سعودية تبلغ من العمر 41 عاماً، بأن بدأت رحلة البحث عن أمها، بعد فراق دام أكثر من 35 عاماً، إثر طلاقها من والدها، وإصرار الأخير على حرمانها من طفليها، وقطع كل سبل الاتصال بهما.
 
رحلة البحث أوصلت السيدة السعودية إلى اللجوء إلى شرطة دبي لمساعدتها في ذلك، ولقد أوضح مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، العميد محمد المر، لإحدى الصحف الإماراتية، إن امرأة (41 عاماً)، تدعى خلود، علمت أن أمها تقيم في الإمارات، بعد زواجها برجل آخر، لكنها لا تعلم أي تفاصيل أخرى بخصوص محل سكنها، أو هوية زوجها.
 
وأضاف المر أن إدارة حماية المرأة والطفل وضعت خطة بحث لمساعدة المرأة، مشيراً إلى أن هذه ليست الحالة الإنسانية الأولى التي تتدخل الإدارة لحلها، مشيراً إلى أن الجهود تكللت بالنجاح في بعض الحالات، مثل حالة امرأة أوزبكية حرمت من ابنها سنوات طويلة، وبعضها ينتهي بنتيجة سلبية.
 
وأشار إلى أن الإشكالية التي ربما تواجه عملية البحث التي تعتزم الإدارة تنفيذها لمساعدة المرأة السعودية، هي حدوث تغيير في اسم أمها أو بياناتها، على غرار بعض الحالات التي مرت على الإدارة من قبل.
 
وأوضحت الابنة الباحثة عن والدتها بأنها لا تعرف أي معلومات عن عائلة أمها في الهند، أو حتى المدينة التي تقيم فيها، وأملها الوحيد هو العثور عليها في الإمارات، لافتة إلى أن والدها الذي توفي قبل شهرين، كان يرفض قطعياً كل محاولاتها لتتبع أثر أمها.
 
علماً بأن امرأة إماراتية، صديقة للأم، قد تواصلت مع السيدة السعودية مرة واحدة منذ 15 عاماً للاطمئنان عليها، ونقل السلام، وأبلغتها بأن أمها غادرت الهند، واستقرت في الإمارات، حيث تزوجت برجل آخر تعيش معه حالياً، لكنها لم تترك عنواناً أو وسيلة تواصل معها، لتنقطع كل السبل للوصول إلى الأم أو حتى صديقتها.
 
وقد اتفقت الابنة مع أخيها على بدء رحلة البحث عن أمهما، وفاتحت زوجها السعودي في الموضوع، فأبدى تعاوناً كبيراً، وقرر مساعدتها، وسافر معها إلى دبي، حيث توجهت إلى إدارة حماية المرأة والطفل بالإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي لمساعدتها في العثور على أمها التي تدعى"“ب.ي.أ". 
 
وعن ذلك أوضحت رئيس قسم الدعم الاجتماعي بإدارة حماية المرأة والطفل، فاطمة الكندي، إن المرأة لجأت إلى الإدارة الأسبوع الماضي، وذكرت أن أمها أجبرت على تركها هي وشقيقها خالد في سن الرابعة والسادسة.
 
وبخصوص تفاصيل القصة، فقد أوضحت الكندي إلى أن القصة بدأت حين تزوج رجل سعودي امرأة هندية، في سبعينات القرن الماضي، وعاشا سوياً سنوات عدة، وأنجبا طفلين، ثم شبت خلافات بينهما، فسافر معها إلى وطنها، ثم طلقها هناك، وأشارت إلى أن الرجل كان بالغ الشدة مع المرأة، فحرمها تماماً من رؤية طفليها، أو مجرد التواصل معهما هاتفياً منذ طلاقهما، وكبر الابنان، وتزوجا، ولم يحاولا التواصل مع الأم، مراعاة للأب الذي تقدم في السن إلى أن توفي قبل نحو شهرين.
 
وبينت الكندي أن هذا النوع من المشكلات يقع عادة حين يكون الوالدان وافدين إلى دولة ليست وطنهما، وينتميان إلى بلدين مختلفين، فيأخذ أحدهما الأطفال ويغادر، أو يتركهم يعانون مشكلات كبيرة، وأضافت أن من ضمن المشاكل أيضا أن هناك احتمالات أن تكون الأم سافرت من السعودية إلى الهند باسم، وعادت إلى الإمارات باسم آخر، مؤكدة أن الإدارة ستبذل قصارى جهدها لمساعدة الابنين على الوصول إلى أمهما.