القضاء يُنصف فتاة يتيمة تمتلك ثروة طائلة من عضل "عمّيها"

يبدو أن تسليط الضوء على ظاهرة العضل بعد أن تناولتها وسائل الإعلام السعودية بشكل مكثف في السنوات الأخيرة، ساهم في ارتفاع عدد الدعاوى، وشجع الكثير من الفتيات على المطالبة بحقوقهن في المحاكم، حيث ارتفع عدد دعاوى العضل لفتيات سعوديات رفض أولياء أمورهن تزويجهن من 304 قضية في 2012 إلى 382 قضية في 2013 بمعدل قضية واحدة كل يوم.
 
أخر هذه الدعاوى تقدمت بها فتاة سعودية من إحدى المحافظات التابعة لمدينة جدة للمحكمة العامة بجدة، تفيد فيها بأن عميها يرفضان زواجها من عريس تقدم لها، مؤكدةً أنها يتيمة ومطلقة وليس لها إخوان، طالبة إثبات عضلها وتزويجها عن طريق المحكمة.
 
وعقب تثبّت المحكمة من عضل عمي الفتاة لها، ورفضهما لتزويجها مع أنها قد بلغت الثلاثينات من عمرها، بهدف الاستئثار بورثها الكبير، وعلى الرغم من تقدم عريس لها من ذوي الكفاءة في الدين والحسب والنسب، جاء الحكم برفع ولاية عمي الفتاة عنها. 
 
وقضت محكمة الاستئناف بمنطقة مكة المكرمة بتأييد الأحكام الابتدائية الصادرة عن المحكمة العامة بجدة برفع ولاية عمي الفتاة عنها، لتكون الولاية للحاكم الشرعي، مقررةً تزويج الفتاة من الشاب الذي تقدم لها إثر ثبوت كفاءته.
 
وأوضح وكيل الفتاة المستشار القانوني سعد الباحوث، إنه كان حريصاً على معرفة كل تفاصيل قضيتها والجلوس مع العريس الذي تقدم لها للتأكد من كفاءته لهذه الفتاة اليتيمة والسؤال عن التزامه وخلقه بين معارفه الذين أثنوا عليه كثيراً وعلى صفاته الحميدة والتزامه بأمور دينه.
 
وأشار الباحوث وفقاً لأحد الصحف المحلية إلى أنه قد تبيَّن كذلك لناظر القضية أثناء مثول عميها في مجلس القضاء أن أحدهما يريد تزويجها لولده بهدف الاستئثار بنصيبها من العقارات والعمائر والأراضي التي ورثتها عن والدها المتوفى، لافتاً إلى أن الفتاة أعلنت في مجلس القضاء أن ابن عمها ليس زوجاً مناسباً لها للعديد من الأسباب منها فارق السن والتعليم، حيث إنها حاصلة على المركز الأول في الشهادة الجامعية مع مرتبة الشرف بأحد التخصصات العلمية النادرة، مطالبةً بتزويجها من الشاب الذي يرفضه عماها.
 
وأكد الباحوث أن ناظر القضية أصدر حكمه بتزويج الفتاة للشاب الذي تقدم لها ووافقت عليه، لثبوت عضل عميها، بعد رفع ولايتهما عنها وجعل الولاية للحاكم الشرعي.