"السيلفي"... ظاهرة تحولت لمرض مميت

لم يكن من قبيل الصدفة أن يختار قاموس "أكسفورد" كلمة " سيلفي selfie " ككلمة العام 2013، وهو مصطلح ابتكره الأستراليون لأول مرة عام 2002، ويعني الصورة الشخصية التي ينشرها صاحبها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي. 
 
ومع الانتشار الواسع والكبير لموقع التواصل الاجتماعي وانتشار الهواتف الذكية المزودة بكاميرات ذات دقة وجودة عالية، ازداد الاهتمام بصور السيلفي، حتى تحولت لظاهرة عالمية تجاوزات في بعض الأحيان حدود المعقول، ليتدخل علماء النفس ويدلوا بدلوهم عن هذه الظاهرة التي وصلت حد الموت في بعض الأحيان.
 
قال علماء النفس إن ظاهرة "سيلفي" ليست مجرد حالة إدمان على التصوير الذاتي بل أحد المؤشرات الأولية للإصابة باضطراب تشوّه الجسم الذي قد يؤدي إلى عواقب نفسية قد تصل إلى الاكتئاب ومحاولة إيذاء النفس. وفي أول دراسة حول الأمر، ربط الخبراء بين  الصور الشخصية والأمراض العقلية، واقترحوا أن الناس يبحثون بشكل منتظم عن زاوية مثالية لتصوير أنفسهم ويمكن أن يكون ذلك في بعض الحالات مرضاً.
 
ولم تعد "السيلفي" مجرد محاولات لتصوير النفس، بل أصبحت فلسفة تعكس انشغال الإنسان المعاصر، خصوصاً حين يصل الأمر لأن يعرّض شخص نفسه للخطر ليلتقط لنفسه أغرب صورة، كما حدث مع شاب أسباني حاول التقاط صورة "سيلفي" قبالة ثور هائج، كما انتشرت الصور العجيبة لأشخاص في حالات أعجب وأغرب يحاولون التقاط الصور. 
 
ومن أغرب صور "السيلفي" صورة لطيار مقاتل في القوات المسلحة النرويجية، حين أخذ لنفسه صورة على ارتفاع 30 ألف قدم، حيث قام بذلك وهو يقود مقاتلة طراز F-16، وذلك بعد أسابيع قليلة من قيام طيار دانماركي بالتقاط صورة "سيلفي" لنفسه وهو يطير وبجانب طائرته صاروخ.
 
أيضا من حالات السيلفي المحزنة، هي محاولة فتاة مراهقة إيطالية أخذ صورة في مكان مرتفع ما أدى إلى سقوطها وإصابتها بكسور في الرأس والحوض وجروح متفرقة أسفرت عن وفاتها.
 
ومع التطور التكنولوجي يوما بعد يوم، لن تتوقف "السيلفي" عند حد معين، خصوصا أنها صارت ملازمة لصفوة المجتمع، حيث شاهدنا الإقبال منقطع النظير من مشاهير هوليوود في حفل الأوسكار الأخير على التقاط صور "السيلفي"، كذلك ما نراه يوميا على صفحاتهم الشخصية من صور متجددة التقطوها بأنفسهم ليوثقوا لحظات معينة، ولم يقتصر الأمر على النجوم، بل وصل إلى السياسيين وعلى رأسهم الرئيس الأميركي بارك أوباما الذي يبدو أنه مصاب بهوس السيلفي أيضا.