هل يحق للزوج إخفاء دخله المادي عن زوجته؟!

تزدحم الحياة الزوجية بالكثير من المشكلات التي تعكر صفوها أحياناً، ورغم الحب الكبير الذي يكنه بعض الأزواج لزوجاتهم، إلا أن ذلك لا يحول دون إخفائهم أحياناً بعض الأمور عن زوجاتهم، حيث أن نسبة كبيرة من الرجال يميلون إلى الاحتفاظ ببعض اﻷسرار عن زوجاتهم وخاصة في ما يتعلق بالدخل المادي الذي يجنيه الزوج.
 
فهل يحق للزوج اخفاء دخله المادي عن زوجته من وجهة النظر النفسية والاجتماعية؟
 
الرأي النفسي
أوضح الأخصائي النفسي الدكتور إيهاب عبدالحميد، أن هناك العديد من اﻷسباب النفسية التي تدفع الأزواج لإخفاء دخلهم الحقيقي عن زوجاتهم، منها خشيتهم من كثرة طلبات الزوجة والادخار والنفقة على أهله وغيرها الكثير، وليس بالضروري أن إخفاءه المال من أجل أن ينفقه على امرأة أخرى فيجب على الزوجة إدراك ذلك وأن تتميز بالحكمة في تفكيرها وتصرفاتها.
 
ولكن في نفس الوقت هذا ليس مبررا للزوج للإخفاء بل يفضل على الزوج أن يظهر مقدار دخله المادي ويتعاون مع زوجته في كل أمور الحياة في مقدار الادخار والإنفاق، فالمصارحة بحقيقة الراتب والدخل المادي عموما أمر ضروري.
 
 أما من ناحية الشرع، فقد أشار الدكتور إلا أننا لم نجد في السنة النبوية ما يلزم الزوج بإظهار قدر دخله، ولكن شدد الشرع على ضرورة الإنفاق على الزوجة والبيت بالمعروف، فهم أولى الناس بماله.
 
الرأي الاجتماعي
باستشارة الأخصائية الاجتماعية جيهان توفيق، حول هذا الموضوع أكدت أن نجاح الشراكة في الحياة الزوجية تقوم على الصراحة والصدق بين الطرفين، إلا أنه أحياناً يميل الرجل الى إخفاء بعض أسراره عن زوجته ويأتي في مقدمة هذه اﻷسرار اﻷمور المادية، ويعود ذلك إلى عدة مبررات فقد يخشى الرجل من عدم تأمينه المال ولذلك يميل الى إخفاء عدم امتلاكه المال عن زوجته وذلك باعتباره المخوّل تأمين حاجات المرأة وبالتالي يخاف من أن يهدد عدم حصوله على المال مكانته كرب أسرة. وكذلك، قد يخفي الرجل جزءاً من دخله عن زوجته إذ يعتقد أنها لا تقدر قيمة المال.
 
وفي المقابل نرى في مجتمعاتنا أن الزوج لن يسمح لزوجته أن تداري عنه راتبها، من مبدأ أن ليس هناك حرية شخصية بين الأزواج.
 
ويجب ان يدرك الازواج أن إخفاء الدخل الذي يعتقد بعضهم انه اخفاء بسيط وبريء ، قد يؤدي إلى احداث ثغرة بين الزوجين، وقد يكون مبررا لاثارة شكوك الزوجة وربما يصل أحيانا إلى الطلاق نتيجة شعور المرأة بأن الرجل يخفي عليها حقا من حقوقها فلا تشعر معه بالأمان أو الثقة.
 
وأخيرا، تظل الصراحة المطلقة والشفافية الواضحة بين الزوجين في كافة اﻷمور هو ذلك السد المنيع الذي يحمي أواصر هذه العلاقة ويحافظ على استمراريتها واستقرارها.