هل تقبلين بهذا الزواج هرباً من العنوسة؟

عندما يمر قطار العمر سريعا، وعندما يتخلى الأمل عن الفتاة التي تأخرت عن الزواج، يبدأ اليأس في تملكها والسيطرة عليها ليقودها إلى قبول بعض الأمور لتنجو بنفسها من بحر العنوسة وظلماته القاسية التي لا تستطيع كل الفتيات تحمله، إذ توجد فتيات تعوض هذا النقص بالبحث عن ذاتها والتفكير في مستقبل لا يتوقف على وجود الرجل في حياتها.
 
وعلى الجانب الآخر، لا تجد بعض الفتيات بديلاً للرجل في حياتها، فتبدأ بالتنازل لتجد نفسها تقبل بأمور لم تكن لتفكر بها أبدا لولا أن الحظ خذلها ولم يأتِ إليها فارس الأحلام الذي طالما حلمت به، فقد تقبل بزوج متزوج أو أرمل مثلا، حتى أنها تقبل أحيانا بنوع من الزواج الذي قد يهدرها حقوقها، وهذه هي الكارثة الكبرى.
 
الهروب من العنوسة
نتيجة إرتفاع نسبة العنوسة في العالم العربي، توجد بعض الفتيات اللاتي يلجأن إلى القبول بأنواع معينة من الزواج وحالات خاصة هربا من العنوسة مثل:
 
زواج المسيار
يعرف بزواج "الإيثار" وقد انتشر مؤخرا بسبب تفاقم نسبة العنوسة في الدول العربية، خاصة في السعودية والإمارات، حتى أن هناك مواقع متخصصة لذلك. تلجأ إليه الفتاة الميسورة الحال التي لا تحتاج لنفقة الرجل، فنجد الفتاة تقبل برجل متزوج ليس ذلك فحسب بل يشترط فيه عدم النفقة عليها أو المبيت عندها، على أن تكتفي فقط ببعض الوقت الذي يقضيه معها في السر، فتهرب الفتاة مرغمة إلى نصف حياة، ففي مخيلتها أنه وقاية لها من الإثم الأكبر، وأنه أفضل من كونها بلا رجل، هكذا قادها عقلها.
 
الزواج العرفي 
لا مجال أبدا هنا للحكم على مدى شرعية هذا الزواج ولكننا نتحدث عن واقع أليم تقابله فتياتنا وهن مرغمات عليه في كثير من الأحيان، فالفتاة هنا تقبل بزواجا عرفيا لتشارك الحياة مع رجل يؤنس وحدتها ويوقظها من كابوس العنوسة المظلم، تلجأ إليه الفتاة لتحصل على زوج يرضى بذلك دون التأثير على حياته ودون علم زوجته.
 
الزواج برجل متزوج بأكثر من إمرأة
ففي بعض الأحيان تكون الزوجة متفهمة لطبيعة الرجل، فتوافق على زواجه بثانية وثالثة، فتقبل الفتاة العانس أن تكون محطة للزوج في يوم من الأيام لتحظى بلقب متزوجة هربا من كلمة عانس.
 
الزواج برجل يكبرك في السن
كأن يتعدى فارق السن العشرين عاما مثلا أو ربما أكثر من ذلك بكثير، إذ نجد فتيات في ربيعهن يتزوجن من رجال كبار في السن بسبب تأخرهن عن الزواج.
 
وأخيرا، سؤالي لك الآن عزيزتي الفتاة الغالية هل تقبلين بما سبق لتهربي من العنوسة إلى ما هو أسوأ منها، هل تقبلين بهدر كرامتك وبأن تكوني مهمشة مهدور حقك في الحياة، هل ترضين بحرمانك من حياة زوجية سوية ومستقرة في العلن، هل تقبلين بأن تقتل أمومتك بسبب قبولك إذا ما أشترط عليك ذلك في أي نوع من الزيجات السابقة، هل ترضين لنفسك بحياة جارحة ومهينة؟ .. فلتفكري مليا في الأمر، فهذه الزيجات قد تقبل بها بعض الأرامل والمطلقات مجبرات عليها، أما أنت فأنت فتاة تأخر زواجها ولا يعيبك شيء أبدا فكله من عند الله فلا تقبلي بإهدار حقوقك وكرامتك أبداً.
 
فالأصل في الزواج أن تحظي بالإستقرار وأن تجدي من يشاركك لحظات الحزن والفرح، وأن يكون زوجك سنداً لك وأن تسعدي بحياة أسرية كاملة ودافئة بيت وزوج وأطفال فلمَ تتنازلين عن ذلك كله مقابل بعض الوقت مع رجل قد لا يكون زواجك منه بالنسبة له إلا علاقة عابرة لا تلزمه بأي واجب تجاهك.. فتخيري لنفسك ما يريحك ويسعدك لا لمن يزيد ألمك وتكثر معه جروحك. 
 
يسعدنا أن تشاركونا الرأي ..