هل يؤثر الحول على النمو البصري السليم للاطفال؟

يعتبر الحول حالة شائعة تصيب الاطفال الذكور و الاناث على حد سواء، اضافة الى امكانية حدوثه في مرحلة لاحقة من العمر، و يمكن تعريف الحول ببساطة على انه عيب بصري او عدم توازن في حركة العينين، و تكون فيه العينان غير مستقيمتين و تنظران الى اتجاهين مختلفين، حيث تكون احدى العينين متجهة للامام مباشرة، بينما العين الاخرى تنحرف الى الداخل او الى الخارج او الى اعلى او الى الاسفل، كما ان عدم الاستقامة هذا قد يكون ملاحظا دائماً او انه يظهر و يختفي، بصورة متقطعة في مراحله الاولى.

تاثير الحول على النمو البصري السليم


اوضح الدكتور راشد فطاني، استشاري عيون الاطفال بمجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية، ان حول العينين لدى الاطفال يؤثر بشكل مباشر على قوة الابصار، و هو من الحالات الشائعة و علاجها يتم ببساطة و سهولة فقط اذا تم اكتشافها و ملاحظتها في وقت مبكر، و عولجت لدى طبيب مختص و ذو خبرة كافية. 

وبين الدكتور فطاني الى ان هناك ست عضلات تتحكم في حركة العين، و لكي يمكن تثبيت و تركيز كلتا العينين على هدفٍ مرئي واحد، يجب ان يكون هناك توازن و تنسيق في العمل بين العضلات الست الموجودة حول كل عين ، مشيرا الى ان عدم استقامة العينين في مرحلة الطفولة قد يسبب تدني في القدرة البصرية او كسل في احدى العينين حيث يستقبل المخ الصورة الاتية من العين المستقيمة التي ترى بشكل افضل، متجاهلاً الصورة الاتية من العين الاخرى غير المستقيمة مما يؤدي الى كسلها، كما ان مثل هذا الكسل يؤدي ايضاً الى فقدان القدرة على ادراك البعد الثالث للاشياء (اي الصورة المجسمة و العمق).

الحول الكاذب والحول الحقيقي


يجب استشارة الطبيب المختص في حالة الشك بوجود حول في عين الطفل، حيث يقيم الطبيب حالة الحول الفعلية، بالتمييز بين حالات الحول الحقيقي و الحول الكاذب، فمن الملاحظ على بعض الاطفال الرضع في بعض الحالات وجود حول نتيجة لكون الانف لديهم عريضاً و مفلطحاً مع وجود ثنية داخل الجفن، و التي قد تخفي العين عند التحديق جانباً الامر الذي قد يظهر العينين و كأن بهما حولاً، و هو ما يسمى بالحول الكاذب، و هذه الحالة تتحسن مع نمو الطفل، بينما الحول الحقيقي فلا يتحسن مع نمو الطفل اذا تجاوز عمره اربعة اشهر. 

علاج الحول


اكد الدكتور فطاني الى ان علاج الحول يختلف من حالة الى اخرى باختلاف السبب المؤدي للاصابة، و على ضوء الفحص العيني الشامل لاجزاء العين الداخلية و الخارجية، يقرر الطبيب نوعية العلاج الملائم للحالة فقد يشمل العلاج استخدام النظارات الطبية او القطرات او تمرينات العين او تغطية العين السليمة بهدف تحسين القدرة البصرية في العين المصابة ان لزم الأمر.

و في بعض الحالات قد يتطلب الامر اجراء عملية جراحية لتعديل وضع عضلات العين، و من الممكن ان يتحقق ذلك بالجراحة بعين واحدة او بالعينيين معاً حسب الحالة نفسها، و يتم ذلك عادةً تحت التخدير العام، و كذلك استئصال الماء الابيض (عدسة العين المعتمة ) في حالة وجوده، اضافة الى تصحيح اي عيوب اخرى تكون السبب في انحراف العين عن وضعها الطبيعي. 

ونصح الدكتور فطاني بالحرص على اجراء التدخل الجراحي لعلاج الحول في سن مبكرة اذا كان هناك داعٍ للعلاج الجراحي، مشيراً الى انه كلما تم ذلك في مراحله المبكرة كلما تحسنت الفرصة امام الطفل لتحقيق نمو بصري سليم في كلتا العينين، و مشدداً على ان جراحات الحول بشكل عام تعد من الجراحات الآمنة اذا ما اجريت بأيد خبيرة و ماهرة.

علما بان قرار توقيت اجراء العملية يتم من قبل طبيب العيون المختص حسب كل حالة على حدة، و ليس بناءاً على رغبة الوالدين ، كما ان الاجراء الجراحي يعتمد في مقداره و نوعه بناءاً على جداول عالمية معروفة و متداولة و ذلك حسب قياسات الحول التي لدى المريض نفسه، و تستقيم العينين في اغلب الحالات الا ان بعضاً منها قد يحتاج الى اجراء جراحة ثانية.