احذروا زرقة شفتي الطفل عند السباحة!

مع بداية موسم الصيف يبدا اطفالنا بممارسة هوايتهم المفضلة والمحببة وهي هواية السباحة، والتي تعد من اكثر الهوايات المحببة لنفوسهم، ومن اهم الرياضات اللازمة لبناء جسم الطفل ونموه الصحي والنفسي، ولكن يجب ان ينتبه الاهل الى ان هذه الهواية المحببة قد ينجم عنها اضرار صحية للطفل ويجب عليهم معرفتها والحذر منها، ومن ذلك ملاحظة زرقة شفتي الطفل عند السباحة.

اسباب زرقة شفتي الطفل 
بعض الاطفال لديهم القدرة على تحمل البرد ودرجات الحرارة المنخفضة، بينما البعض الاخر لا يملكون هذه القدرة على التحمل، فاذا كان الطفل من الصنف الاول فغالبا ما تبرد اطرافه ويتغير لونها وقد يصل الامر الى تلون الشفتين بالزرقة، علما بان هذا الامر غير مقلق حتى في الازرقاق الظاهر على اطراف اصابع اليدين او القدمين طالما هو ظاهر نتيجة التعرض للبرد الشديد، ويعرف بظاهرة "رينود"، اي ان هذا التلون لا يحتاج الى عمل تحاليل او فحوصات خاصةً لانه يرتبط في تعرض جسم الطفل للبرودة، بينما لو كان هذا التلون في كل الاوقات، فيجب عمل فحوصات طبية لمعرفة سبب وجود مشكلة ايقاف سريان وضخ الدم للاطراف، ما يؤدي الى هذه الزرقة.

تحذير من زرقة شفتي الطفل اثناء السباحة

اكد المتحدث باسم الجمعية‬ 

معلومات هامة بخصوص زرقة اطراف الطفل 

هناك الكثير من المعلومات الهامة والواجب معرفتها والتي تتعلق بتعرض الطفل لازرقاق الاطراف بسبب البرودة، والتي اشار الى ابرزها استشاري الباطنية الدكتور حسن صندقجي، وهي:

- ان الاطفال لديهم مقدار اعلى مقارنة بالبالغين، في نسبة حرارة الرأس الى الجسم، اي ان حرارة رؤوس الاطفال اعلى من حرارة رؤوس البالغين، ما يجعلهم عرضة بشكل اكبر لفقد حرارة الجسم عند التعرض للاجواء الباردة.

- يتميز الاطفال بسهولة وسرعة فقدهم الحرارة المكنوزة في اجسامهم، بالمقارنة مع الاصحاء البالغين، علما بان الجسم عندما يفقد جزءاً من حرارته، فان احدى الاليات البدائية الاولية لانتاج شيء من الحرارة لتعويض ما فقده، هي الرعشة او القشعريرة، ذلك ان القشعريرة هي عبارة عن تكرار انقباض وانبساط عضلات صغيرة، يُؤدي الى انتاج طاقة حرارية تعمل على تدفئة الجسم، والاطفال لا تتوفر لهم عمل هذه الآلية بكفاءة تكفي لتزويد اجسامهم بالحرارة.

- يجب الحذر من اجراء تدليك او فرك لجسم الطفل المعرض للازرقاق، بل من الضروري التعامل معه برفق، كما يجب عدم تعريضه للحرارة العالية مباشرة، كاستخدام الماء الحار، بل يجب تدفئة الطفل وفق خطوات عدة، اهمها نقل الطفل ووضعه في مكان دافيء، ويمكن تغطيته بغطاء دافيء او بطانية عادية، هذا مع الحرص على خلع اي ملابس مبللة يرتديها الطفل، ويمكن الصاق جسم الطفل بجسم شخص آخر سليم، لنقل الحرارة في ما بين جسديهما.

- يجب ان يكون الاهتمام منصباً بالدرجة الاولى على تدفئة الاجزاء المركزية من جسم الطفل، اي الصدر والرقبة والرأس والحوض، لا الاطراف العلوية او السفلية، لان البدء بتدفئة الاطراف يُؤدي الى توسع الاوعية الدموية فيها، ما يُؤدي بدوره الى سحب كميات كبيرة من الدم الموجود في القلب والاوعية الدموية الكبيرة في الصدر والبطن والرأس، ما قد يعرض الطفل حينها الى هبوط في عمل القلب وتدني مقدار ضغط الدم، وبالتالي تدني حرارة الاجزاء المركزية المهمة من الجسم. 

- سيفيد الطفل حال تعرضه لازرقاق تناول مشروبات دافئة، وليس ساخنة، تعمل على رفع حرارة الجسم، ما لم تكن درجة الحرارة متدنية جداً، وقد تكون ماكولات سائلة كالشوربة الدافئة افضل واكثر اماناً من مجرد المشروبات الساخنة، خاصة تلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة او الشاي.