تربية الولد أو البنت .. أيهما أسهل؟

تختلف الكثير من الأمهات حول سهولة وصعوبة تربية الأطفال الذكور عن الإناث، فنجد البعض منهن تؤكد أن تربية الذكور أسهل، بينما البعض تجدن تربية الإناث أسهل، والحقيقة أن التربية لا يوجد فيها أسهل أو أصعب، فكلها تربية تعتمد على السهر والمعاناة والمشقة لكلا الجنسين، ولكن الاختلاف الحقيقي في التربية بين الجنسين، يعود لاختلاف الخواص الطبيعية في التركيب الوظائفي بينهما، والصفات العامة لكل منهما. 

أدمغة الأطفال تختلف بين الجنسين


أشارت الدكتورة هند الانشاصي، استشاري طب الأطفال، الى أن علماء النفس قاموا بتحديد اهتمامات الأطفال بحيث قسموا الأطفال حسب نوعية جنسهم (قسم ذكوري وقسم للإناث)، ولجأوا في هذا المجال وبواسطة شرائح كمبيوترية غاية في الدقة، إلى تحديد عدد من الفروقات في دماغ كل جنس من أولئك الأطفال، حيث أظهرت تلك الشرائح بان هنالك مساحات في أدمغة هؤلاء الأطفال تختلف بين الجنسين في حجمها، بحيث تكون اكبر لدى جنس وتكون اصغر لدى الجنس الآخر، وتنعكس بالتالي على الصفات العامة ومجموعة الاهتمامات والعادات بين الجنسين.

الصفات العامة للبنات:


- الألعاب الهادئة: تفضل الفتيات اختيار الألعاب الهادئة والثابتة، فنجدهن يفضلن احتضان دمية أو دب مثلا، فهذا يشعرهن بالأمان والمسؤولية.

- التقليد: البنات يقُمن بتقليد ومحاكاة حركات المحيطين بهن، فقد تتفاجأ الأم بحركة معتادة على فعلها، لتجد ابنتها تقوم بتقليدها.

- التعامل والمهارات اليدوية: البنات أسرع في الأعمال المعتمدة على استخدام اليدين، فهن يستطعن تجميع ألعابهن بسرعة، وأيضاً استخدام أدوات المائدة مثل الملعقة والشوكة قبل الأولاد. 

- يستمعن جيداً ويتكلمن أولا: أثبتت اﻷبحاث أن البنات ينتبهن ويفرقن بين أصوات الأشخاص حولهن، وتحتل البنات المرتبة اﻷولى في النطق بأول الكلمات، وهن أيضاً كثيرات الكلام، سواء كان مفهوما أو غير مفهوم فهن محبات لترديد الكلمات.

الصفات العامة للأولاد:


- الألعاب المتحركة: وفقاً لأراء علماء النفس بجامعة كامبريدج بإنجلترا فان الأطفال الذكور يفضلون وينتبهون أكثر للأشياء المتحركة عن التحدث أو الألعاب الثابتة، فإذا أحضرتِ كرة سوف يستمتعون باللعب بها لأنها تتحرك أمامهم، ولأنهم أكثر حركة ونشاطا من الفتيات، فهم يحبون الألعاب الخشنة والقفز والتأرجح بين ذراعي والديهم. 

- تعدد الاهتمامات: يمتلك الأولاد فضولا أكثر واهتمامات متعددة في كل ما يحيط بهم، فحتى في طفولتهم يفضلون النظر في أكثر من وجه وأكثر من اتجاه بدلاً من النظر في وجه شخص أو اتجاه واحد فقط. 

- أقل خوفاً نسبياً: تعبير الذكور عن خوفهم من شيء يعد أقل نسبياً عن تعبير البنات عن خوفهن، فالأولاد لا يخافون من الأصوات الصاخبة أو الزحام مثلا كالبنات، فهم أكثر ليونة في التأقلم مع الظروف المحيطة بهم. 

- الثقة بالنفس: يمتاز الولد بالثقة بالنفس في اتخاذ القرار، حيث انه عادة ما يوازي الأمور ويوزنها بعقله قبل أن يتخذ القرار بينما تتأخر البنت في اتخاذ قرارها، وهذا ما يجعل تصرفات الأولاد أكثر خطورة وجرأة، لذا نجدهم أقل طاعة من البنات.

وأخيراً.. 


تختلف الأمهات أنفسهن في طريقة تربية وتوجيه أطفالها الأولاد والبنات، حيث أن الأم توجه الطفل الذكر لينمو رجلا مسؤولا والبنت يتم توجيهها لتنمو كامرأة تتشرف بها الأسرة، وعليه فإن الصعوبة والسهولة متساوية في تربيتهما، ولا يوجد نجاح أو فشل في تربية البنت أو الولد، وإنما تختلف المجهودات والأساليب المتنوعة بحسب صفات كل جنس منهما.