لماذا يسرق الطفل؟

يعد سلوك أو مرض السرقة إحدى السلوكيات الشائعة بين الأطفال، وهو من أكثر المشكلات المؤرقة للوالدين اللذين ينتابهما الكثير من التخوفات حول ما هي الأسباب التي أدت بالطفل ليسلك مثل هذا السلوك المشين، وكيفية معالجة هذا السلوك بطريقة صحيحة، وقد ينتابهم الكثير من القلق عما قد يصل إليه مستقبل الطفل.

لماذا يسرق الطفل؟

ما لا يعرفه الكثيرون أن الاطفال الصغار، خاصة في سن ما قبل المدرسة، لا يسرقون لسبب بسيط هو أنهم لا يدركون مفهوم السرقة، بينما يدركها الأطفال الأكبر سنا، ويقف وراء هذا السلوك السيء الكثير من الأسباب، التي أوضحها الدكتور أشرف الصالحي أخصائي الطب النفسي والإدمان.

ومن أبرز هذه الأسباب: 
- النقص العاطفي

من أكثر الأسباب شيوعا وراء السرقة عند الأطفال، شعور الطفل بنقص عاطفي من الوالدين وأنه بحاجة إلى مزيد من الاهتمام، فالطفل الذي يفتقد الإشباع العاطفي والتعبير عن مشاعره يشعر من الداخل بفراغ، ويلجأ إلى ملء هذا الفراغ بارتكاب السلوكيات السيئة، ومن بينها السرقة.

- احتياجاته لا تُلبى
في الكثير من الأحيان يلجأ الطفل إلى سرقة المال من والديه أو سرقة زملائه في المدرسة لأنه يشعر بأن احتياجاته لا تلبى، فتكون السرقة هي الطريق البديل لتلبية هذه الاحتياجات.

- لا يستطيع ضبط نفسه
قد يلجأ الطفل إلى السرقة لسبب بسيط، وهو أنه لا يمتلك القدرة على التحكم في نفسه، خاصة إذا كان في سن ما قبل المدرسة، وقد يعرف أنه يسرق ويرتكب خطأ، لكنه لا يستطيع أن يقاوم إغراء الشيء المسروق.

- ضغط أقران السوء
مجموعة الأقران التي يرتبط بها الطفل تؤثر في حياته وتصرفاته بشكل كبير، خاصة إن كان في سن أكبر تمكنه من أن يعي تصرفاته، وإن كانت هذه المجموعة من أقران السوء، فسيقوم بالسرقة تقليدا لهم وإظهارا لشجاعته أمامهم.

معالجة سلوك السرقة
يجب أن يدرك الوالدان أن مشكلة السرقة عند الأطفال مشكلة سلوكية لها حل، ولكنها تحتاج إلى المزيد من الصبر من الوالدين وإصرارهم على أن يقلع الطفل عن هذا السلوك الغير سوي. 

وبحسب رأي الاستشارية الأسرية إيمان الريس، فأنه يجب ألا يصاب الوالدان بصدمة نتيجة سرقة طفلهما وألا يأخذوا في الدفاع عنه حتى لا يتطور الأمر ويبدأ الطفل بالكذب توافقًا مع دفاع أهله عنه بل الواجب أن يتعاونوا من أجل حل هذه المشكلة. وأكدت ضرورة معالجة هذا السلوك في البداية قبل أن يتفاقم، مع ضرورة بناء جسور من الثقة والتواصل والتفاهم مع الطفل، من خلال مناقشة الطفل في هذا السلوك والتوضيح له إنه جرم وخاطئ إضافة إلى تحريمه من قبل كل الديانات السماوية.

ووجهت الاستشارية الريس العديد من التوجيهات الخاصة بمعالجة هذا السلوك، من أبرزها:  

- يجب وضع الثقة بالطفل وتنمية ثقته بنفسه وتشجيعه، ورعايته بالمزيد من الحنان والاهتمام.

- يجب توفير الضروريات اللازمة للطفل من مأكل وملبس مناسب لسنه، مع احترام ملكية الطفل في كل شيء.

- إذا قام الطفل بأخذ شيء من أقرانه، يجب الحرص على إرجاعه مرة أخرى، مع ضرورة الإشراف والمراقبة المباشرة من قبل الوالدين لملاحظة تطورات هذا السلوك على تصرفاته. 

- يفضل مشاركة الطفل في نشاط اجتماعي، ما يساعده على تحسن حالته وإقلاعه عن السرقة. 

- التحذير من تكرار بعض الكلمات السلبية على مسامع الطفل، على سبيل المثال "حرامي" أو "سارق"، حيث أن مثل هذه الكلمات تعمل كنوع من التأكيدات داخل عقل الطفل، ومع تكرارها يشعر الطفل إنه تحول للص وسارق بالفعل، ما يؤدي إلى تدهور حالته واستمراره في ممارسة السرقة بشكل أكبر.

- التحذير من اللجوء للعقاب اللفظي أو البدني اتجاه الطفل، لأن هذه الأمور عادة تؤدي إلى نتائج عكسية وتسهم في تفاقم المشكلة بشكل أكبر.