"تأتأة الطفل" .. متى نلجأ إلى الطبيب؟

تأتأة الطفل وتسمى أيضاً "التلعثم" هي اضطراب في القدرة على الكلام بسهولة مما يتسبب في تكرار أو إطالة كلمة معينة أو جملة أو مقطع لفظي وقد يؤدي إلى تجنب أو استبدال ألفاظ معينه خوفاً من الخطأ والتلعثم، وينتشر بين الأطفال في الفترة التي يتعلمون فيها الكلام ولكن معظمهم يتخلصون منها بأنفسهم.

مساعدة الطفل
الكثير من الأطفال يتلعثمون عند فترة تعلم الكلام، فهو منتشر عند الأطفال بين عمر 2 و5 سنوات، لكنه غالباً ما يختفي من نفسه، وتسمى "التأتأة التنموية"، ويقع على الوالدين الدور الأكبر في مساعدة الطفل في التخلص منها عن طريق عدم لفت الانتباه لتلعثم الطفل وتوفير الهدوء والراحة في المنزل، مع الأخذ في الاعتبار النقاط التالية:  

- الإنصات بانتباه إلى الطفل، والمحافظة على الاتصال العيني الطبيعي عندما يتكلم ولكن دون تركيز النظر فيه كثيراً.

- الانتظار حتى ينطق الطفل الكلمة التي يحاول قولها، أي عدم المسارعة لإكمال الجملة أو الفكرة بدلاً عنه.

- الجلوس لبعض الوقت مع الطفل، والتحدث معه بأريحية وصداقة ولكن بدون تشتيت. 

- من المهم للأب والأم أن يتعودا على التحدث بهدوء وبطء من غير عجلة.

- تشجيع جميع أفراد العائلة على الاستماع الجيد والتناوب في الحديث وعدم انتقاد بعضهم البعض.

- إيجاد جو من الهدوء في المنزل ينعم به الأطفال فيتحدثون ويلعبون براحة وحرية.

اللجوء إلى الطبيب
هناك العديد من حالات "تأتأة الطفل" تستدعي اللجوء إلى الطبيب، وفقاً لرأي الدكتورة ليلى محمد باطرفي، من أبرزها:

- عندما تستمر التأتأة لعمر فوق 5 سنوات، ولفترة متواصلة أكثر من 6 شهور.

- عندما تصبح التأتأة أكثر تكراراً مع الوقت.

- اذا صاحبت تأتأة الطفل أثناء الحديث توتر في الوجه والضيق والخوف.

- حدوث حركات غير طبيعية في الوجه والجسم.

- أصبح يؤثر على المستوى الدراسي للطفل.

-  بدأ يسبب مشاكل نفسية، كالخوف أو تجنب لجوءه للكلام للتعبير عما يريده.

التشخيص والعلاج
من أجل تقييم التلعثم ربما يقوم الطبيب بالسؤال عن التاريخ الصحي للطفل، شاملاً متى بدأ التلعثم ومتى يكون أكثر تكراراً، ومتابعة الإشارات بين دماغ الطفل وأعصابه والعضلات التي تنظم الكلام التي قد لا تعمل بشكل متوافق وتسمى "التأتأة العصبية"، وغالباً ما ينصح الطبيب بتقييم الطفل من خلال الإحالة إلى مركز علاج نطق أو إلى أخصائي معالج للغة الكلام الذي يستطيع أن يحدد قدرة الطفل اللغوية والنطقية، حيث تساهم مراكز علاج النطق مع دعم الأسرة والطبيب المعالج من التقليل من التلعثم ومضاعفاته.