هل الحمى الشوكية عند الأطفال منتشرةٌ في الإمارات؟

إعترى القلق بعض الأهالي بسبب دعوة عدة مدارس في دولة الإمارات لتلقيح جديد لالتهاب السحايا المعروف بالحمى الشوكية، والقلق كان من تفشَي المرض بين الأطفال في الدولة.
 
وفيما سارعت هيئة الصحة في دبي إلى تأكيد خلو إمارة دبي من أي حالات لمرضى الحمى الشوكية، توجهنا بالسؤال إلى الدكتور قيس أبو طه، أخصائي الأمراض الباطنية في المركز الأميركي الجراحي بأبوظبي، لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع وحول مرض الحمى الشوكية وعوارضه وكيفية علاجه.
 
إنتشار المرض في دولة الإمارات  
يقول د. أبو طه أن الحمى الشوكية أو التهاب السحايا هي من الأمراض النادرة، ولأنها خطيرة فإنها من الأمراض المهمة طبياً واجتماعياً. ومن الضروري أن يتم التشخيص والعلاج بسرعة. 
 
ففي الولايات المتحدة الأمريكية، فإن نسبة الإصابة بهذا المرض هي حوالي حالة واحدة في كل 11 ألف مواطن، 70% يصيب الأطفال أقل من خمس سنوات، و30% بعد ذلك العمر.
 
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، أعتقد أن النسبة هي مشابهة لمعظم دول العالم الأخرى. وفي الأشهر الستة الأولى لهذا العام، فإن مجمل عدد الحالات في العاصمة أبوظبي بين الأطفال والكبار بلغت 42 حالة، وهذا أيضاً مشابه لمعظم السنين السابقة، بل قد تكون النسبة أقل من غيرها من السنوات الفائتة.
 
ما هي الحمى الشوكية أو التهاب السحايا عند الأطفال؟
السحايا هي الأغشية التي تغلَف المخ والنخاع الشوكي، وهي معرَضةً للإصابة بالإلتهابات الجرثومية أو الفيروسية أو الفطريات مثل أي أنسجة في الجسم. وتكمن خطورتها بأنها تتعلق مباشرةً بالمخ والنخاع الشوكي. 
 
الحمى الشوكية تصيب جميع الأعمار، وبالنسبة للأطفال الذين تقلَ أعمارهم عن خمس سنوات فإن أغلب الحالات يكون سببها إلتهاباتٌ فيروسية. ومن المعروف أن المناعة الذاتية للطفل في أغلب الأحيان كفيلةٌ في شفائه من هذا المرض إلى جانب العلاجات المساعدة في المستشفى. 
 
الأعراض المصاحبة
- الحمى وارتفاع درجة حرارة الطفل.
- صداع شديد يصاحبه غثيان وتقيوء. 
- تشنَج في عضلات العنق، وهذه علامة تشخيصية في أغلب الأحيان، فعندما يرفع الطبيب رأس الطفل المستلقي على السرير فإن الجسم كله يرتفع لأن عضلات العنق تكون متشنجةً ومتصلبة، بحيث لا يرتفع الرأس فقط. 
- ضبابية في الوعي. 
- عدم القدرة على تحمل الضوء.
- فقدان الشهية للطعام والشراب. 
- نعاس وعدم القدرة على الإستيقاظ الطبيعي.
- تشنجات.
- أحياناً يصاحب هذه الأعراض طفح جلدي. 
 
كيفية تجنَب المرض
كثيراً ما ينتج هذا المرض عن عدوى من الغير من خلال السعال أو العطس أو القبلات، لذا الأفضل تجنَب التجمعات التي ظهرت فيها حالات الحمى الشوكية.
 
كذلك لا بدَ من التحصين من خلال أخذ التطعيم الخاص والإجباري بالحمى الشوكية، والإنتباه إلى تزايد حالات الإلتهابات الفيروسية التي تكثر مع بداية فصل الخريف، والنظافة العامة بشكل خاص.
 
معالجة المرض
بسرعة وعند الشكَ بإصابة الطقل بالحمى الشوكية بسبب بعض الأعراض المذكورة أعلاه، يجب التوجه بالطفل إلى الطبيب الذي يقوم أولاً بأخذ عينة من سائل النخاع الشوكي لفحصها الذي يبيَن ما إذا كان الإلتهاب فيروسياً أو جرثومياً لمعرفة نوع العلاج، ويتم إعطاء الطفل السوائل والمضادات الحيوية عن طريق الوريد.