المضادات الحيوية وراء سمنة الأطفال في الكِبر

تمثل المضادات الحيوية إشكالية هامة جدا، إذ يحيطها الكثير من الجدل، فهناك أطباء يدركون جيدا مدى خطورة الأثار الجانبية للمضاد الحيوي على الطفل، فهم يرفضون اللجوء إليها في بداية مرض الطفل، في حين أن هناك أطباء آخرين يقومون بوصف المضاد الحيوي للطفل من أول زيارة، ومن المدهش أن بعض الآباء والأمهات لا يعترفون إلا بالفئة الثانية من الأطباء، وذلك أملا في شفاء الطفل سريعا، وهنا وجب تنبيه الآباء والأمهات من خطر المضادات الحيوية الذي طالما أوضحته الدراسات المختلفة، وعدم صرفها أبدا إلا بعلم الطبيب وتحت إشرافه، مع ضرورة أن يتأنى الطبيب جيدا قبل أن يعتمد على المضاد الحيوي في وصفة العلاج.
 
المضادات الحيوية والسمنة
تدخل الإصابة بالسمنة ضمن الأعراض الجانبية الخطيرة للمضادات الحيوية، فقد ذكرت دراسة حديثة نشرتها مجلة دورية العلمية  "International Journal of Obesity"أن كثرة الإعتماد على المضادات الحيوية خلال مرحلة الطفولة ترفع إحتمالات الإصابة بالسمنة عند الكبر، مسببة زيادة الوزن.
 
وقد توصل الخبراء والباحثون إلى هذه النتيجة من خلال فحص بيانات صحية تخص 164 ألف طفل ومراهق تقريبا في المرحلة العمرية من ثلاث سنوات وحتى 18 عاما، مع تضمين عدد مرات تناول الأطفال للمضادات الحيوية وطول ووزن الجسم في ذلك الوقت، ومقارنتهم، حيث تبين لهم أن الأطباء كانوا قد وصفوا المضادات الحيوية أكثر من مرة لواحد من كل خمسة أطفال ممن شملتهم الدراسة. 
 
لذلك يوصي الخبراء بتوخي الحذر عن إستخدام المضادات الحيوية، كما أوصوا بضرورة الإقلال منها قدر الإمكان حفاظا على صحة الطفل، حيث أن كثرة تناول الطفل لها يفقد أثرها بعد ذلك في وقت ما، كما حذروا أيضا من تعرض الحامل لها لنفس الأسباب وهي إصابة الطفل بالسمنة في مراحل عمرية لاحقة.