فن المزمار السعودي بانتظار تسجيله في قائمة "اليونسكو"

تمتاز الشعوب بفنونها وتتباين باختلاف مشاربها الثقافية وأنساقها الإنسانية ويبقى لكل خصوصيته وفلكلوره، بما يحتويه من ممارسات وسلوكيات وفنون مختلفة، وفي منطقة الحجاز المترفة بالأدب والفن والجمال يبرز "فن المزمار" كواحد من الفنون الشعبية التي عرفت بها المدن الرئيسية بالحجاز منذ قديم الزمن. 
 
فن المزمار
يعتبر فن المزمار من أكثر الفنون الشعبية التراثية انتشارا في مختلف مدن الحجاز، وينصب المزمار عادة في المناسبات البهيجة، ويحظى بشعبية كبيرة بين أوساط المجتمع باختلاف أعمارهم وطبقاتهم الاجتماعية، كما يتميز بالزي الفلكلوري الخاص المستمد من الطبيعة الحجازية وهو لا يقل أهمية عن الأداء الحركي والصوتي المصاحب لطقوس فن المزمار.
 
ويصاحب فن المزمار أناشيد الفخر والمديح والبطولة والفروسية، حيث يتم تدريب ممارسيه على أدائه وأنغامه وأهازيجه منذ الصغر مع أقرانهم في الحارة.
 
ويشمل فن المزمار حركات التحطيب على أنغام "العدة" التي تتكون من مجموعة من الطبال من الجلد الطبيعي المشدود، وهي عبارة عن "النقرزان" الذي يقرع بخشبتين صغيرتين و"الطار" و"المرد" وهما يقرعان بأصابع وأكف اليدين، وعادة يقف أمام صف اللاعبين أحد كبار الحارة، ويقول أهازيج ذات معنى ومدلول يرمز إلى الخصال الحميدة والترحيب والتفاخر وغيرها من أهازيج الفروسية، ويردد خلفه المشاركون تلك الأهازيج.
 
تسجيل "فن المزمار" في "اليونيسكو"
قدمت وزارة الثقافة والإعلام في يونيو 2015 ملفاً متكاملاً عن فن المزمار إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" لتسجيله في القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي، حيث ستتم مناقشته في نوفمبر- ديسمبر 2016 وعرضه لتصويت الأعضاء.
 
حول ذلك أوضحت الدكتورة مها السنان، المدير التنفيذي لجمعية المحافظة على التراث، أنهم قد انتهوا من إعداد ملف فن المزمار مع وزارة الثقافة والإعلام، والملف قيد الدراسة لدى منظمة "اليونسكو" منذ عام أو أكثر، وكان فريق توثيق رقصة المزمار من الجمعية السعودية للتراث على مدى عامين قد اجتمع بعدد من الخبراء والمختصين والمهتمين في فن المزمار من أهالي مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة للوقوف على ملامح هذا اللون، وتسجيل عدد من ألحانه ووصلاته الشهيرة.