محمد بن راشد يوجه بصرف مكافأة لفرق عمل المراكز الحكومية الأفضل وتغيير مدراء المراكز الأسوأ
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، أن الخدمات الحكومية هي نافذة المواطنين على حكومتهم .. وتحسينها وتطويرها أولوية رئيسية ومستمرة، موضحاً سموه بالقول: جودة الخدمات هو هدف متحرك وليس ثابتاً.. وتوقعات الناس اليوم غير توقعاتهم قبل 5 أو 10 سنوات .. والحكومة المواكبة للتوقعات هي الحكومة الناجحة ،لافتاً سموه إلى أن تقييم الخدمات سيكون سنوياً.. ولدينا تقييم سنوي للوزراء وكافة الوكلاء ومدراء العموم .. وتقييم سنوي للوزرات والهيئات أيضا .. وسنعرض كافة تقاريرنا بشفافية.
جاء ذلك خلال اطلاع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على نتائج تقييم 600 مركز خدمات في 29 جهة حكومية اتحادية، حيث كان سموه قد وجه في يوليو الماضي بتقييم مراكز الخدمات الحكومية وتحديد المراكز الخمسة الأفضل وتلك الأسوأ.
تغيير مدراء أسوأ المراكز فوراً
وعلى إثر نتائج التقييم، وجه سموه بتغيير مدراء أسوأ المراكز فوراً، وإحلالهم بمدراء يعرفون كيفية التعامل مع الجمهور بمستوى يليق بدولة الامارات، كما وجه بأن ينزل مدير عام الجهة أو الوزارة التي تتبع لها المراكز المتأخرة ليباشر عمله لمدة شهر في هذه المراكز ويطور خدماتها، بحيث سيقوم سموه بزيارة هذه المراكز وتفقد آلية العمل فيها بنفسه.
وقال سموه: حكومتنا حكومة ديناميكية.. ومتغيرة.. ومواكبة لتطلعات الناس .. ومن لا يستطيع مسايرتنا يمكن أن يرتاح بعيداً عن العمل الحكومي والميداني، مذكراً سموه برسالة الموسم الجديد التي أكد فيها من بين بنود الرسالة الستة بأن مكان المسؤولين هو الميدان، بعيداً عن أروقة المنتديات والمؤتمرات، للمتابعة والمعاينة والتأكد من تنفيذ الخطط والبرامج وترجمة الأهداف والسياسات التنموية على الأرض.
وأشار سموه بالقول: نعيش في عالم مفتوح ومترابط .. ولا أحد يستطيع أن يتخفى بتقصيره .. وكل مجتهد هو نجم ونموذج نحتفي به.
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم : التقييم الميداني يعطينا تقارير أدق .. وسنسعى لإشراك المواطنين في تقييم الخدمات.. وتقييم المسؤولين.. وتقييم السياسات التي تمس حياتهم، مؤكداً سموه: لدينا الجرأة لتقييم أنفسنا وفرق عملنا بكل شفافية.. لأن تكلفة إخفاء الأخطاء والتقصير أكبر بكثير.
صرف مكافأة لفرق عمل المراكز الحكومية الأفضل
وبحسب نتائج التقييم، فقد تصدر مركز الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية بالفجيرة قائمة أفضل خمسة مراكز خدمية حكومية على مستوى الدولة، فيما حل مركز بريد الإمارات في الشارقة في ذيل القائمة، منتزعاً لقب أسوأ مركز لتقديم الخدمات الحكومية في الدولة .. وقد وجه سموه بصرف مكافأة راتب شهرين لكافة الفرق في المراكز الخدمية الحكومية الخمسة المتقدمة لتفانيهم في العمل وإخلاصهم وحرصهم على ترجمة رؤية العمل الحكومي في الإمارات القائم على التميز والإنجاز، ومنح مراكزهم تصنيف 5 نجوم.
يأتي هذ التقييم بالاستناد إلى دراسات ميدانية مكثفة ومستفيضة قامت بها فرق عمل تتبع مكتب صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء مباشرة، حرصت على مدى شهرين على القيام بزيارات يومية لمختلف المراكز الحكومية في الدولة ومتابعة آلية عمل الموظفين ضمن مختلف مستويات الهرم الحكومي، وقياس رضا المتعاملين وسعادتهم ورفع تقارير يومية في هذا الخصوص.
وبناء على هذه النتائج، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتغيير مدراء أسوأ المراكز، واستبدالهم بمدراء يعرفون كيفية التعامل مع الجمهور بمستوى يليق بدولة الامارات، يتمتعون بالكفاءة والفاعلية، وأكثر كفاءة وأقدر على ترجمة توجهات الحكومة.
إعادة تأهيل الكوادر الإدارية في المراكز الأسوأ
كما وجه سموه بإعادة تأهيل الكوادر الإدارية في المراكز الخدمية التي احتلت المراكز الدنيا، سواء من المراكز الخمسة التي تذيلت النتائج أو من المراكز الأخرى التي نالت تقييماً غير مرتفع أو ذات الأداء الضعيف والمتوسط، وذلك من خلال إلحاقهم بدورات تأهيلية، بحيث تُمنح فرق العمل في المراكز الخدمية المتواضعة الأداء وذات التقييم المتدني فرصة لتحسين أدائهم وإعادة بناء منظومة العمل لديهم بما يتوافق مع معايير العمل الحكومي في الدولة المصنف من بين الأفضل عالمياً.
ووجه سموه كذلك بأن يلتحق مدير عام الجهة أو الوزارة التي تتبع لها المراكز المتأخرة بالمركز ذي الصلة، بحيث يباشر عمله فيه لمدة شهر، ليتابع الوضع عن كثب، ويرصد مواطن الخلل ويضع الخطط المناسبة لتحسين الأداء العام والارتقاء بنوعية الخدمات وكفاءتها.
ووفقاً للنتائج التفصيلية التي خلص إليها التقييم، وجه سموه بتشكيل لجنة متابعة لتطوير خدمات الطب الوقائي ومراكز خدمات الهوية الملحقة بها في الدولة، لما يشكله هذا القطاع من محور أساسي في تقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين.
كما وجه سموه بإخضاع مراكز القطاع الخاص التي قامت وزارة الموارد البشرية والتوطين بتعهيد خدماتها إليها، مثل مراكز "تسهيل" و"تدبير"، لعملية تقييم شاملة لمستوياتها في تقديم الخدمات، وقياس كفاءتها وقدرتها على مواكبة المعايير العالية التي تتبناها الحكومة في هذا المجال.
في الإطار ذاته، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بسحب تصنيف النجوم الحاصلة عليه بعض المراكز الخدمية الحكومية الواقعة ضمن المراكز الأسوأ في تقديم الخدمات، ضمن نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات المعتمد في دولة الإمارات، وحرمان هذه المراكز منه في المرحلة الحالية، بحيث لا تستعيده إلا بعد إجراء إعادة تقييم شامل لأدائها والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها.
وأثنى سموه على عدد من الكوادر الإدارية المتميزة من أمثال المساعد أول محمد الظهوري الموظف المتميز في مركز المرور والترخيص في إمارة عجمان، وسارة الجسمي مسؤولة مركز وزارة التربية والتعليم في إمارة عجمان، والمساعد أول فاطمة الدرمكي الموظفة المتميزة في مركز شرطة واسط بالشارقة، ومريم الزعابي المسؤولة بمركز برنامج الشيخ زايد للإسكان برأس الخيمة.
وأشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأداء مراكز الخدمات الحكومية الخمسة التي حققت أفضل تقييم على مستوى الدولة، من خلال حرصها على تطبيق أعلى معايير الخدمات الحكومية التي تتماشى مع أهداف برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميزة، على نحو يضمن كفاءة الأداء ونوعية الخدمات وسعادة المتعاملين ورضاهم.