منظم الأحداث والمناسبات للمشاهير برستون بايلي Preston Bailey يحول الأمكنة ويحقق الأحلام

من الكراسي المستوحاة من النجمة الراحلة "أودري هيبورن" Audrey Hepburn إلى الزلاجات المصنوعة من الورق، يبدو الاطلاع على أعمال "برستون بايلي"Preston Bailey، والتمعن في تصاميمه، تجربة سريالية تشبه الدخول إلى عالم غريب وخيالي، حتى إنني تخيلت نفسي أستكشف منزل السكاكر الموصوف بدقة في قصة "هنزل آند غرتل". 

لكن ذلك لا يعني أنني لم أكن أتوقع ابتكارات برستون بهذه الروعة، فهو من أشهر منظمي الأحداث والمناسبات في العالم. ويعمل منظم الحفلات الشهير، المقيم في نيويورك، منذ أكثر من ثلاثين عاماً مع العائلات الملكية وأقطاب عالم الأعمال والشخصيات البارزة في المجتمع ومختلف المشاهير من "دونالد ترامب" Donald Trump، إلى "أوبرا وينفري" Oprah Winfrey، و"أوما ثورمان" Uma Thurman، و"جون ريفرز" Joan Rivers، و"دونا كاران" Donna Karan، و"ليزا مينيلي" Liza Minnelli، و"كاثرين زيتا جونز" Catherine Zeta- Jones، و"إفانكا ترامب" Ivanka Trump وغيرهم.

أما المناسبات التي صممها، فتتنوع من الأعراس الملكية إلى أعياد ميلاد المشاهير. إضافة إلى ذلك، ألف برستون بايلي الكثير من الكتب حول فن استقبال الضيوف، مثل "مصادر وحي" Inspirations، و"أعراس الأحلام"  Fantasy Weddings، و"تصاميم للاستضافة" Design for entertainment، و"احتفالات برستون بايلي" Preston Bailey Celebrations. وأخيراً تعاون مع "معهد تنظيم الأعراس" Wedding Planning Institute ليقدم دروساً.

تحدثنا إلى برستون في أوائل شهر نوفمبر / تشرين الثاني، لنكتشف مصادر وحيه، ولنحصل منه على نصائح وإرشادات حول التغيرات التي تجري في عالم الاستقبال والضيافة.

س أطلقت على تصميم الحفلات أو تنظيم المناسبات عبارة "تحويل المكان"، فما هو أروع ما في تحويل الأمكنة والمساحات؟
ج المفاجآت، ولعل أكثر ما يسحرني هو عملية ابتكار عالم جديد ومساحات مسرحية تحقق أحلام الزبائن. فأنا أعشق خلق تجربة فريدة لن تتكرر، لتبقى محفورة مدى العمر في ذاكرة الزبائن وضيوفهم.


س كيف تصف أسلوبك في التصميم؟
ج مترف وجذاب، أحاول دائماً ابتداع تصاميم فاخرة نابضة بالحياة وتخطف الأنفاس. كما أحب أن أضفي جمال الطبيعة على تصاميمي وأتلاعب بعناصرها.  


س نلاحظ البروز القوي للأزهار في ابتكاراتك، ما الذي يميزها؟
ج أولاً الأزهار تلهب المشاعر القوية والأحاسيس الجميلة. وثانياً، لا يمكن ارتكاب الأخطاء حين نعتمد على الطبيعة، فهي غنية جداً وعناصرها، مثل الأزهار وغيره تسهم في خلق مناظر خلابة. 


س هل تعلمت "حس التصميم" من أحد أفراد عائلتك؟
ج بصراحة، لا. كنت بحاجة إلى وظيفة حينها، فدخلت إلى هذا العالم مصادفة. كنت قبل ذلك عارض أزياء، وعندما بدأت في التصميم أدركت أنه شيء أحبه وأعشقه وأجيده، لكنني لم أفكر يوماً خلال طفولتي بأنني سأمارس هذه المهنة.  

س ما الأصعب وما الأسهل في التصميم والتنظيم؟
ج الأصعب هو استيعاب ما يريده الزبائن والتصميم المتناغم مع رؤيتهم، فعلي أن أنسى ذوقي وتفضيلاتي، وأدرك أنني أصمم لهم. أما الأسهل، فهو التصميم بحد ذاته، لأنه أكثر ما أحب فعله.    

س ما هو المشروع الذي أثر فيك أكثر من غيره؟  
ج العمل مع "أوبرا وينفري"Oprah Winfrey ، فالتعاون معها دائماً رائع. نفذت مشاريع كثيرة لها، ولمحطتها الجديدة أيضاً، وأذهلتني قوتها الشخصية. كما أحب العمل مع السيدة الشابة "إفانكا ترامب"Ivanka Trump . أستمتع كثيراً بالعمل مع هاتين المرأتين المدهشتين صاحبتي الآراء والأذواق المختلفة.  

س عملت على مشاريع في الشرق الأوسط، أخبرنا عنها.
ج نظمت الأعراس الملكية في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، من أبو ظبي إلى الكويت وقطر وغيرها. أظن أنني أفهم جيداً ما تمثله المناسبات والحفلات في هذه المنطقة المميزة. فالأحداث والمناسبات في الشرق الأوسط لها معنى مختلف عن معناها في أمريكا، ولديها أهمية مغايرة أيضاً. النساء يردن التعبير عن أذواقهن وشخصياتهن، فتكون كل مناسبة مختلفة وفريدة واستثنائية. 


س أكثر ما تحب "تحويله" هو الخيام، لِمَ ذلك؟
ج أحب الخيام، لأنها تمثل قماشة رسم فارغة. وإذا سمحت لنفسي بأن أعتبر نفسي "فناناً"، فإن القماش الفارغ يمنح الفنان القدرة على ابتكار أي شيء. وصار بالإمكان اليوم تحويل الخيام إلى مواقع راقية وأنيقة ومختلفة الأحجام والامتداد.


س تكتب باستمرار على "البلوغ" الخاص بك على موقعك الإلكتروني، كما أنك تقدم من خلاله النصائح حول الشق الإداري للتصميم والناحية المتعلقة بالأعمال، ما هي أهمية ذلك في النجاح كمصمم؟ وهل تعلمته بعد التجارب ومواجهة المشقات؟
ج أعجبني السؤال كثيراً. في الواقع إن كتابة "البلوغ" تجربة غيرت حياتي، وسمحت لي بتقاسم خبرتي مع الآخرين.
فتطوير الأعمال فن بحد ذاته، وإدارة الأعمال فن مثير ومشوق جداً من المبيعات إلى تمكين الموظفين، وكل تفاصيل المهنة تعلمتها بعد مواجهة المشقات، وأنا دائماً متشوق إلى مشاركة المصممين الصاعدين هذه المعرفة.

س هل من مشروع تمنيت أن تعمل عليه؟
ج تمنيت لو أنني نظمت تنصيب الرئيس الأمريكي أوباما، وكان بودي تصميم حفل زفاف تشيلسي كلينتون.
مقاربتي للحياة منفتحة جداً وروحانية، وأنا سعيد بكل ما لدي. توفرت لي فرص كثيرة لأعمل على مشاريع رائعة.

س هل لاحظت أي تغيير في الطريقة التي يستقبل فيها زبائنك ضيوفهم وأساليب الاستضافة منذ أن بدأت ممارسة هذه المهنة حتى الآن؟
ج طبعاً، لم يكن الاستقبال والاستضافة مهمين، بل كانا محدودين جداً في الماضي. خلال الأعوام الثلاثين الماضية، أثبت عالم الضيافة وجوده، فهو ليس فن العطاء فقط، بل عطاء ما هو مميز وفريد.
وفي الشرق الأوسط تحديداً، تغير مفهوم الاستضافة مع التطورات التكنولوجية والاقتصادية. فالناس يطلبون المزيد والجديد والغريب، وعلينا أن نبتكره.

س لماذا قررت إعطاء دروس تنظيم المناسبات؟
ج ليتني تعلمت هذه المادة حين بدأت في المهنة، فهناك أمور واضحة وجلية الآن لم أكن أعرفها من ذي قبل، وأريد أن أشارك المصممين الصاعدين هذه المزالق التي واجهتها. أنقل إليهم المعلومات التي تجمعت في ذهني خلال السنوات الثلاثين الماضية. ويتوفر هذا الصف على الإنترنت، كما يترجم حالياً إلى اللغة الإسبانية.

س من أين تستلهم ابتكاراتك؟ وكيف تحافظ على تدفق الأفكار؟
ج هذا أيضاً سؤال جيد جداً. هناك الكثير من مصادر الوحي، من طلبات الزبائن وأحلامهم إلى المسارح والمتاحف وغيرها. كما أنني محظوظ بالعمل مع فريق من المصممين الموهوبين. وللتجديد الدائم والابتعاد عن التكرار، علي أن أغوص في هذا العالم وأتعلم وأكتشف وأجول.

س أعددت أيضاً عدداً من المنشآت الفنية، ما هو الممتع في ابتكارها؟ وكيف تشبه تنظيم المناسبات وتختلف عنه؟
ج أعشق تنظيم المناسبات والأحداث، لكنها بالنهاية تستمر يوماً واحداً، ويراها عدد محدد من الضيوف. غير أن المنشآت الفنية تدوم لفترة أطول ومفتوحة للجمهور، فيستطيع الجميع الاستمتاع بها.

س هل تأثرت بكتاب ما أو فيلم معين أو قطعة فنية محددة؟
ج تأثرت بكتب كثيرة، من الكتب الروحانية مثل "صدى الحب الأبدي"‘Eternal echo of love’ إلى كتب الأعمال، مثل "استراتيجية المحيط الأزرق"‘Blue ocean strategy’. ومن الكتب التي أعشقها "طريقة الفنان"‘The Artist’s Way’ للمؤلفة "جوليا كاميرون" Julia Cameron.
ولن أنسى فيلم "أفاتار" Avatar الجديد الرائع والمختلف بعالمه الخيالي المشوق. وتعجبني كثيراً أعمال المصمم "مونيك لويه" Monique Lhuillier، الذي يدخل الكثير من عناصر الطبيعة في ابتكاراته.

س هلا أخبرتنا المزيد عن التيارات الجديدة في عالم الاستضافة للموسم الاحتفالي المقبل؟
ج في هذا الجزء من العالم، نلاحظ أن الناس عادوا إلى الأبيض والأساليب الأنيقة، وابتعدوا عن الألوان التي كانت مسيطرة منذ فترة وجيزة. لفن الاستضافة طبقات متعددة، وأصبح الناس أكثر كرماً وعطاءً.
في الشرق الأوسط تحديداً، كان الأسلوب العصري هو الرائج والشائع والمحبوب، لكن أهل المنطقة يبتعدون عنه الآن. فزجاج البلكسي مثلاً برز في كل المناسبات تقريباً، غير أنه الآن يكاد لا يحضر في أي حدث. تغير المزاج واختلفت الأذواق، فتحولت الموضة من العصري إلى الانتقائي.

وأود أن أقول لقرائكم أن يستمروا في الاستقبال والاستضافة وإقامة أروع الحفلات، فالاحتفالات هي أجمل الأوقات.