منزل سيارة طقم الماس قيمة رضاوة للزوجة السعودية!!

الرياض – شروق هشام

"الرضاوة" عادة اجتماعية لدى المجتمع السعودي، وتعني ما تطلبه بعض الزوجات الغاضبات من أزواجهن على أثر خطأ ارتكبه الزوج بحق زوجته، سواء كانت هذه الرضاوة مبلغ مادي أو هدية قيمة مقابل الرجوع إليه بعدما يخطيء. وبالرغم من أن "الرضاوة مادية" إلا أنها تتفاوت بين الرجال بحسب مستوى دخلهم المادي، فإذا كان"الزوج كاش" فانه يتعدد في تقديم رضاواته مابين المال والذهب والألماس والسفر إلى الخارج، بينما "الزوج الطفران" قد يقدم هدية بسيطة تتمثل في عطر أو قطعة أثاث جديدة.

فما هي أراء الزوجات السعوديات بالرضاوة، هل يجدن "الرضاوة" تعويض كفيل برد الكرامة؟ وهل تفضل الزوجة ألا تشترط قيمة محددة لها بل تترك الأمر لزوجها وتقديره؟ أم تغالي بقيمة الرضاوة، وكلما ارتفعت قيمتها المادية كلما كانت دليلاً أقوى على حب زوجها لها واعترافاً كبيراً منه بخطئه ودليلاً على ندمه؟

"هي" التقت بعدد من السيدات المتزوجات ليدلين بآرائهن حول هذا الأمر.

قالت "أم عبد الله" وهي في العقد الخامس من عمرها: الرضاوة أمر ضروري وحتمي والرجل يعرفها قبل المرأة، وبدأ تاريخ الرضاوة قديماً عندما كان الرجل الذي يرغب في الزواج على زوجته يجهز رضاوة الأولى حتى قبل ليلة دخلته، مما يشير إلى أن هذه المسألة بديهية لا نقاش فيها بعكس ما نراه اليوم، فالمرأة لدينا تربت على أن الرضاوة دليل أن زوجها مازال يحبها ولها مكانتها عنده حتى لو تزوج بأخرى وكلما ثقلت الرضاوة يطيب خاطر الزوجة.

أما "أم صالح" وهي بالعقد الرابع من عمرها فلقد قالت: برأيي أنه لا يوجد محظور أبداً إذا قدم الزوج لزوجته الرضاوة من تلقاء نفسه، ولا أؤيد أن تشترط الزوجة قيمة الرضاوة، فهي وسيلة إرضاء للزوجة بتقديم الاعتذار من الزوج، وكان لي صديقة نوت أن تطلب من زوجها رضاوة مبلغ مادي لا يقل عن 100ألف بعدما تركها في منزل أهلها 5شهور، ولكنه فاجأها برضاوة أكبر حيث اشترى لها منزل باسمها فكان ذلك أكثر مما توقعت وعلى الفور عادت إليه وشعرت بتقديره الكبير لها.

أما "أم عبد العزيز" وهي بالعقد الثالث من عمرها فلها رأي مختلف حيث قالت: قد تظن المرأة أن "الرضاوة" دليلاً على الحب واعترافاً بالخطأ، ولكن بنظر الرجل قد يقلل هذا الأمر من قيمتها وقدرها واحترامها بنظره، وبرأيي أن أفضل رضاوه للزوجة من زوجها إذا أخطأ بحقها هي المعاملة الحسنة والتقدير والاحترام وإظهار الحب والود لها.

ولقد عبرت "أم فيصل" عن رأيها فقالت: "الرضاوة" وسيلة لإرضاخ الزوج، كما تعد عقاباً له، ولكن المبالغة فيها تزيد الأمور سوءاً، لأن الرضاوة قد يفهما الزوج على أنها رسالة مبطنة مفادها "افعل ما شئت، وأخطئ بحقي كما تريد، فما دمت تقبل بشروطي المادية فسأعود لك" فتفتح مجالاً للزوج ليخطئ بحق زوجته كما يحلو له، بما أن رضاها يُشترى بالمال، ف"الرضاوة" ليست تعويضاً عن كرامة مفقودة، وإنما هي هدية تعبر عن ندم الزوج على خطئه.

أما "أم خالد" فهي ترفض الفكرة تماما حيث قالت: من المستحيل في حال أخطأ زوجي في حقي  أن أطلب منه رضاوة مادية، فأنا أرى أن الإحساس بالذنب هو أكبر عقاب يُعاقب به الرجل وأن المعاملة الحسنة أكبر هدية يجازي به زوجته، فالمال يذهب لكن المحبة بين الزوجين تبقى.

محمد موظف في قطاع عام أكد إنه لم يتعرض شخصياً لهذا الموقف وأضاف: لقد سمعت عن قصص الرضاوة كثيراً وأذكر أن والدتي سردت لي إحدى قصص بنات الجيران التي استطاعت الحصول على رضاوة عندما اشترى لها زوجها منزلاً مقابل العودة إليه، وبصراحة لا أستطيع أن أؤيد أو أعارض الرضاوة فأحياناً الزوجة تكون محقة وتستحق التعويض لما قد تكون تعرضت له بينما أحيانا نجد زوجات متسلطات ويطالبن بالرضاوة حتى وان لم يكنَ على حق.

الجدير بالذكر انه بلغت تكلفة الرضاوة أكثر من مهر الزوجة حينما تتزوج أحياناً، حيث تكون الرضاوة إما بشراء منزل، وأحياناً تكون وزن كيلو من الذهب أو مبلغ مادي يعرضه الرجل على زوجته، أو سفرة لدولة أجنبية أو طقم ألماس أو أحدث سيارة بالسوق.