"بلو جايد-الريتز كارلتون": إحتفالٌ بروعة وأصالة المطبخ الآسيوي

 

لا شك في أن تناول الطعام خارجاً هو متعةٌ وراحةٌ نفسيةٌ ملؤها التجدد. وإذا وفقَنا بمكان رائع يقدم لنا الطعام اللذيذ والجو الجميل والخدمة المميزة، نكون حققنا أعلى درجات الإستمتاع بالأكل خارج البيت.

 

عملي يتطلب مني الكتابة عن المطاعم التي أتناول الطعام فيها، وهي ليست مسألةً سهلة بالحقيقة. فالهاجس موجودٌ دائماً بأن يكون المكان الذي تقصده غير مريح أو أن يكون الطعام ليس كما توقعته، لكن "بلو جايد" في "الريتز كارلتون-جي بي آر" لم يخيَب ظني.

 

فالمكان بديكوره الآسيوي الهادئ والساحر يبعث الطمأنينة في النفس وينبئ بتجربة تذوق جميلة. ذهبتُ للعشاء مع مدربتي الشخصية بعد إنهاء التمرين في النادي، وكلتانا تخشى أن تفرط في تناول الطعام أو أن يكون الطعام دسماً وغير صحي. لكن مهلاً، نحن نتحدث عن مطعم آسيوي، وبالتالي لا بد أن يكون الشاي الأخضر أو شاي الياسمين حاضراً على المائدة، كذلك فاجأنا الشيف الفيتنامي تا فان بمجموعة أطباق منوَعة وخفيفة على المعدة.

 

يمتاز "بلو جايد" بأنه يقدم مزيجًا من أبرز المأكولات الآسيوية الكلاسيكية المحضَرة بأسلوب معاصر والمستوحاة من أبرز المناطق الآسيوية التي تشتهر بنكهاتها المميّزة.

 

إختار الشيف الفيتنامي مجموعة متنوعة من المأكولات ترتكز على مطبخ وطنه الأم، بالإضافة إلى بلدان آسيوية أخرى. واستعان أيضًا بوصفات عائلية سريّة تتضمن طبق سمك القاروص بالزنجبيل الملفوف بورق اللوتس وهي وصفةٌ إبتكرتها جدته.

 

بدايةً كنا مع الإستقبال الحافل المفعَم بالحرارة والترحاب، ليحضر أولاً فنجانٌ من شاي الياسمين الذي أنعش القلب وحضَرنا لتجربة الأطباق التي عمل الشيف تا على تحضيرها خصيصاً لنا. كان لنا شرف لقاء الشيف والتحدث معه، وهو بلطفه وذائقته العالية أمتعنا بالطعام الآسيوي الذي نقل بعضه بنفسه إلى طاولتنا متمنياً لنا طعاماً هنيئاً.

 

الكوكتيلات كانت خفيفة ومنعشة، ليبدأ تقديم السلطة أولاً وهي سلطة بوميلو مع الروبيان والخضار الجميلة، الطعم فريدٌ بقدر تفرَد هذا الطبق. تبعه لفافات الروبيان (الديم سم) المعدَة على البخار مع فطر الشيتاكي، والروبيان المقلي مع صلصة خاصة، وكذلك نقانق البط وحساء ميزو الياباني بلسعة حارة بعض الشيء. وبالطبع لا تخلو أي مائدة آسيوية من السوشي اللذيذ مع مخلَل الزنجبيل والوسابي وصلصة الصويا.

 

عرضت علينا المضيفة الشاي الأخضر، والحقيقة أنه وبسبب شربنا للشاي خلال تناول الطعام، لم نشعر بأي ثقل أو تعب في المعدة على الرغم من أن الأطباق التي تذوقناها تجاوزت العشرة.

 

جاء بعدها دور الأطباق الرئيسية، متوجةً بالرز الفيتاميني المقلي مع الروبيان والخضار المتنوعة، والذي كان لذيذاً جداً وخفيفاً. بعدها طبق سمك القاروص المطبوخ بالزنجبيل والملفوف بورق اللوتس في أسلوب تقديم مميز لا تجده إلا في المطبخ الآسيوي. ثم طبق الروبيان الكبير بتتبيلة خاصة من سلق قشر الروبيان ومزجه مع جوز الهند والكاري مصحوباً بصلصة مميزة.

 

أما الحلوى، فكانت مفاجأة لي ولضيفتي، تمثَلت بآيس كريم من الشاي الأخضر المقدَم مع كريم بروليه بالزنجبيل، في حين كان طبق الحلوى الآخر عبارةً عن ساغو الموز الفيتنامي مع جوز الهند والآيس كريم. ما زال طعم هذين الطبقين مطبوعاً في ذائقتي لليوم، فالطعام الجميل والمميز يعلق في الفم والقلب معاً.

 

كل التجربة كانت جميلة ومميزة، بأجواء هادئة وحفاوة وخدمة مميزين، وأطباق أرضت فضولنا الذي لا يتوقف أبداً عند تذوق الطعام الآسيوي الذي يحمل المفاجآت لمتذوقيه دوماً. وقد نجح الشيف الفيتنامي تاو في ترسيخ كل طبق على حدة وفي إعطائه نكهةً مميزة وفريدة عن الأطباق الأخرى. لا تسألوني عن الحمية التي طارت بعد تناول هذه الوجبة الكاملة، كان لا بد من زيادة التمرين بعدها.

 

بالتأكيد أنصح الجميع بارتياد هذا المطعم لتجربة تذوق مختلفة، وكذلك للإستمتاع بأجواء المطعم الخاصة.

 

بلو جايد في الريتز كارلتون-جي بي آر، يقدم المطبخ الآسيوي من خلال قائمة طعام مستوحاة من تقاليد الشرق الأقصى العائلية الأصيلة في فن الطبخ. وقد أطلق على المطعم اسم بلو جايد Blue Jade أي حجر اليشم الأزرق نسبةً لرمز السلام والسكينة الذي يتمتع بمكانة مميزة في الحضارة الآسيوية. وتنعكس هذه الصفات المرتبطة بالإسم جليًا في جو المطعم الرائع حيث تمتزج الأنغام الآسيوية الراقية مع التصميم العصري بألوانه الغنية من العنبر والخشب. بينما يسمح مفهوم المطبخ المفتوح للضيوف بالاستمتاع بعرض مميّز لفنون الطبخ الآسيوية فيشاهدون الطهاة وهم يحضرون أشهى الأطباق.