زوايا لن نراها

بقلم المصممة الإماراتية إيمان المدفع
 
هناك من يعتقد أن مجال تصميم الأزياء سهل وعفوي، والمردود المالي وفير، وعندما يبدأ تجربته ينبهر من المفاجآت، فهناك العديد من الزوايا التي لم نرها ولن نراها إلى أن نخوض التجربة بأنفسنا.
 
ولهذا الفكر السائد والسطحي بدأت طفرة المصممين الجدد ورواد اﻷعمال، الذين بدؤوا مشوارهم كغيرهم في زيارة محلات الأقمشة، ليتبضعوا ما يحلوا لهم من الأقمشة، ويتبعونها بزيارة محلات الخياطة، ليطرحوا أفكارهم، أو يزودوهم بصور تصاميم جاهزة، ويتم تنفيذ تصميم أو أكثر، وبعد الانتهاء يتم عرضها على الأقارب والأصدقاء لتبدأ مرحلة البيع.
 
حقا هذه هي العفوية بعينها، ولكن هل هذه هي الأجندة الصحيحة للمصمم المحترف؟ بالطبع لا، ولا يمكن لمن يتبع هذه الطريقة أن نطلق عليه اسم مصمم إلا من أخذ هذه الحرفة بجدية، وسلك طريق المحترفين.
 
فما الزوايا التي لم يرها الشباب الطموح والمتسرع في عالم تصميم الأزياء المليء بالإبداع الفني والجمال والموضة الفاخرة؟
 
الزاوية الأولى: التصميم فن وإبداع، وخاصة عندما تترجم أفكار هذا الفن في تشكيلة متناسقة ومتناغمة لتسرد وحي المصمم عبر مجموعة لا تقل عن 20 قطعة متنوعة من الملابس الجاهزة كبداية، والحرص على تنفيذها بتقنية عالية.
 
الزاوية الثانية: تسويق المجموعة بين الأهل والأصدقاء أو عبر التواصل الاجتماعي مثل الإنستاغرام وغيره غير كاف. 
 
التطور في هذا المجال واجب ومهم، لذا تتم دراسة استراتيجية لتسويق كل مجموعة لا تقل عن أربع مواسم في السنة، والتي يتم عرضها للبيع في المحلات والمراكز التجارية، وغيرها من المشاركات في أسبوع الموضة والفعاليات الأخرى التي تخص هذا المجال.
 
الزاوية الثالثة: تطوير الذات وتنمية المهارات الإدارية والمالية في هذا المجال لا يقل أهمية عن تطوير تقنية التصميم والتنفيذ، والعمل ضمن فريق أجدر من العمل المنفرد. لذا يجب انتقاء الفريق المبدع والفني الصحيح للوصول إلى النجاح.
 
الزاوية الرابعة: الالتزام والمتابعة، وعدم التكاسل في طرح الأفكار الجديدة اتباعا للأجندة العالمية للموضة. فهناك مواسم لطرح المجموعات الجديدة، منها صيف وربيع، والتي يتم طرحها ما بين سبتمبر وأكتوبر في أسابيع الموضة والأزياء العالمية، وأخرى في فبراير ومارس من كل سنة لأزياء الخريف والشتاء.
 
تستهدف هذه العروض القطاع الإعلامي والتجاري لتتم تغطية آخر خطوط الموضة، وتنسيق الطلبيات لتنفيذها حسب كمية الطلبات من المراكز والمحلات التجارية.
 
ذكرت هنا بعض الزوايا التي اكتشفتها بحسب تجربتي في هذا العالم الساحر والمثير. متمنية النجاح المميز للجميع.