Miuccia Prada... ميراث الأناقة المتجدد

إعداد: أريج عراق
 
عندما تقرر نجمة بحجم Meryl Streep أن تقدم فيلماً عن صناعة الموضة، فلا ريب أن الاسم الذي ستختاره له مكانته المميزة في هذه الصناعة سواء قبل أو بعد الفيلم، حتى ولو كانت تقدمه باعتباره "أناقة الشياطين"، وهل هناك وسيلة دعاية أفضل من ذلك؟ الشيطان نفسه عندما يقرر التخفي والتأنق، فإنه يختار Prada ليبدو في أبهى صورة.
 
لا عجب في ذلك، فما قدمته Miuccia Prada في ثلاثة عقود من الزمان لمؤسسة جدها العريقة، إنجاز لا يعرف حدود للزمان أو المكان، ما جعل الدار الإيطالية الكبيرة، على قائمة أهم بيوت الأزياء العالمية، وواحدة من أرقى الماركات في العالم كله.
 
ولدت Maria Bianchi في العاشر من مايو 1949 بمدينة ميلانو الإيطالية، وتلقت تعليمها في مدرسة Liceo Classico Berchet، ثم التحقت بجامعة ميلانو، لتحصل منها على درجة الدكتوراة في العلوم السياسية والتربوية، ثم التحقت بعدها بمسرح Teatro Piccolo لتتعلم فن التمثيل الصامت (البانتومايم)، والذي ظلت به لخمس سنوات كاملة، قبل أن تهجر كل ذلك، وتقرر الانضمام لعائلة والدتها في أعمالهم بصناعة الموضة التي أسسها جدها Mario Prada عام 1913، وتبدأ حياة مختلفة تماماً مع النصف الثاني من السبعينيات.
 
في دار Prada تحولت Maria إلى Miuccia، وقررت أن تضع اسم عائلة والدتها إلى جانب اسمها، وهناك أيضاً التقت بحبها الكبير وشريك حياتها حتى هذه اللحظة Patrizio Bertelli، ليبدآ معاً مرحلة جديدة من بداية الثمانينات لمع فيها اسم Miuccia وPradaفي نفس الوقت.
 
في عام 1985 قدمت Miuccia أول أعمالها، وكانت مجموعة من الحقائب النسائية وحقائب الظهر من النايلون الأسود، والتي أحدثت ضجة كبيرة في ذلك الوقت، وفي عام 1989 قدمت أول خط أزياء نسائياً للملابس الجاهزة، وفي عام 1992 أطلقت خطها الخاص MiuMiu المستوحى اسمه من اسم التدليل الخاص بها، وحقق لها المزيد من النجاح والشهرة، خاصة أنه اعتمد على الملابس الأقل كلفة، ليصل إلى عدد أكبر من الجمهور، وبدأت في حصد الجوائز والتكريمات من Council of Fashion Designers of America، وBritish Fashion Awards2013، وجائزة Turner Prizeعام 2010، وقدمت عروضها في أسبوع نيويورك ولندن، إلى جانب مكانها الدائم في أسبوع ميلانو، وقدرت مجلة فوربس العالمية ثروتها بما يقارب 10.8 مليار دولار أمريكي، واحتلت المركز 115 في قائمة أثرياء العالم، بينما يرى الإيطاليون أنها لو ترشحت لأي منصب سياسي، فإنها سوف تفوز باكتساح.
 
لقد استطاعت Miuccia Prada أن تطور ميراثها من جدها، لتحول مؤسسته القديمة إلى أحد أهم وأكبر بيوت الأزياء في العالم، لتوفر الأناقة لأي شخص، حتى إذا أراد الشيطان أن يتأنق، فعليه أن يرتدي Prada.