Donatella Versace... ماسة الأحزان الأنيقة

 

وُلدت Donatella في الثاني من مايو 1955، في مدينة Reggio Calabria، وبدأت رحلتها مع الأحزان مبكراً، عندما توفيت شقيقتها الكبرى Tina في سن العاشرة بعدوى مرض التيتانوس، وتجاوزت هي أزمتها الأولى، ومضت في حياتها لتتبع خطوات شقيقها الأكبر Giovanni "Gianni" في تصميم ملابس السهرة في مدينة Florence في منتصف السبعينات من القرن الماضي، ورغم أن الاتفاق كان على توليها مسؤولية العلاقات العامة، إلا أنها بدت أكثر فائدة في المجال الإبداعي، وهو ما قدره شقيقها بشدة، فأصدر عطراً خاصاً لها في بداية الثمانينات أطلق عليه Blonde، ثم منحها خط أزياء خاصا بها، مازال موجوداً حتى الآن تحت اسم Versus، لينطلقا معاً في عالم الأزياء، ويحجزا مكانهما الدائم كأحد أكبر أسماء الموضة على قمة هرم الأناقة.

 

في 15 يوليو 1997، عادت الأحزان لتقتحم حياة Donatella، فشقيقها وصديقها ومعلمها Gianni رحل فجأة وبشكل صادم عن حياتها، ففي مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، وأمام قصره الشهير المعروف باسم Casa Casuarina، أطلق قاتل مجنون اسمه Andrew Cunanan الرصاص على Gianni، ليرديه قتيلاً في الحال، ويترك شقيقته كريشة في مهب الريح، لا تعرف ما ينبغي لها عمله بغياب سندها في الحياة، وكأنما كان غياب Gianni رسالة مهمة لها، تخبرها بأنها قد تجاوزت مرحلة التعلم والبقاء في الظل، وأنها الآن هي المسؤول الوحيد عن استمرار نجاح هذه الإمبراطورية الكبيرة.

 

تلقت Donatella الرسالة، وحفظتها في أعماق روحها، وبينما تتجرع أحزانها في صمت، تستمر في النجاح والصعود، رم أنها ليست الوريثة الفعلية لشقيقها، بل ورثته ابنته Allegra التي تحولت لرئيس مجلس إدارة المؤسسة الكبيرة، بنسبة مساهمة 50%، بينما تملك Donatella 20% فقط، ويملك شقيقها الثاني Santo Versace 30%. 

 

نجاح علامة Versace لا يحتاج إلى دليل، يمكنك أن تلمسه في كل مجال ومكان، لقد تحولت إلى أسلوب حياة، وليس مجرد ملابس أنيقة، فهناك النظارات والعطور والأحذية والحقائب والملابس الرجالية وغيرها، وتشهد على ذلك السجادة الحمراء في كل المناسبات الكبيرة، وأيضاً نجمات هوليوود اللاتي يتألقن دوماً بتصميمات Versace، ومازالت Donatella Versace مستمرة في النجاح والصعود، من دون أن تلتفت إلى انتقادات الصحافة اللاذعة، أو أحزانها التي لا تنتهي، وهذا هو شيم العظماء.