وليمة عشاء وعروض زواج وباقات ورد..سيناريو ركيك وتصرفات مصطنعة لإنقاذ "ذا فويس"

محمد حماقي يجلس على الأرض ويطلب يد متسابقة، النجم الصامت الخجول يقوم بتصرف مثل هذا لاستمالة موهبة إلى فريقه ويعزف على البيانو لإفناع موهبة أخرى، إليسا تقدم وجبة العشاء إليها أيضا لتفوز بها، فضلا عن غزلها المتواصل في المتسابقين الشباب خصوصا "الوسيمين"، عاصي لا يجلس تقريبا يظل واقفا للتعبير عن حماسه وترصده بل وصل الأمر بإعلانه الاتصال بصابر الرباعي ليستثيره لمنحه وساطته، ويقدم الزهور للمواهب كذلك، أحلام تحاول المبالغة كثيرا في توصيف المواهب وكأنهم معجزات تمشي الأرض.. مهلا: من صاغ هذا السيناريو بالغ الركاكة من أجل إنقاذ البرنامج الذي بات واضحا جدا أنه يعاني من خفوت نجمه منذ بدء الموسم الرابع؟

تصرفات مزيفة في "ذا فويس"

التصرفات التي كان يجب أن تأتي تلقائية مثلما يحدث فيما مضى "حتى لو كان هناك خطط فقد كانت أكثر احترافية"، أصبحت مصطنعة ومزيفة، الأمر يكاد أن يكون مؤسفا، حيث يظهر أعضاء لجنة التحكيم، وكأنهم لا يتصرفون وفق ما تمليه عليهم قناعاتهم وصفاتهم الشخصية ولكن وفقا لما يريده "رجل التسويق" في البرنامج، وبالتالي كان طبيعيا ألا يصدق الجمهور ما يجري، المشاهد يبحث عن إليسا التي لديها شخصية قوية، وتعرف ماذا تريد، وعن محمد حماقي الرزين الذي لا يبادر أبدا بتصرفات هيسترية لإقناع أحدهم ليكون ضمن فريقه، ونفس الأمر بالنسبة لعاصي الحلاني الذي لم يكن حماسه يجعله غير حقيقي أبدا في المواسم السابقة، كذلك يبحث عن أحلام العفوية مهما كانت الخسائر، وليس هؤلاء الذين كأنهم يرتدون أقنعة، أو يحاولون تمثيل أدوارا أخرى "تشعل السوشيال ميديا"!

هل لازالت السوشيال ميديا تشتعل؟

اللافت أن السوشيال ميديا توقفت عن الاشتعال أصلا منذ بدء الموسم قبل ثلاثة أسابيع، فليس بالسيناريوهات والخطط التي ولي زمنها، يمكن للبرامج أن توقع بالمشاهد، الخلطة ينقصها التلقائية.. الخلطة ينقصها الحقيقة.. المشاهد لم يعد ينخدع، بل الواهمون هم من لايزالون يفكرون بتلك الطريقة!

المتسابقون متورطون أيضا؟

اللافت أن الأمر وصل إلى شك متابعي البرنامج في أن المتسابقين أنفسهم لهم دور مرسوم بالسيناريو، فما فعلته سها المصري من تلاعبها بمشاعر اللجنة، وإعلانها محبتها أولا لأحلام ثم قولها أنها تفضل إليسا أو حماقي، ثم عودتها لأحلام مرة أخرى، وسط دهشة مبالغ فيها من أحلام، أمر من شأنه أن يجعل الجمهور  يعبر عن استياءه من مستوى "التمثيلية".

كيف لمدرب لا يعرف من سيدخل عليه الاستديو ولا حتى مستوى الموهبة المقرر أن تغني، أن يقنعنا أن تصرفه بطلب يدها كان عفويا وأنه لم يتمالك نفسه من قوة صوتها وبراعة أداءها فحاول استمالتها بهذا التصرف، هل الشائع أن يسير الرجال بالمجوهرات في جيوبهم، خوفا من أن تفلت المتسابقات من قبضتهم؟

من يحقق الأمنيات للمدربين بهذه السرعة؟

ومن أين أتت إليسا بوجبة العشاء، هل كان الأمر عفويا أيضا؟، أنها أنبهرت من جمال الصوت، ففكرت سريعا في أن تحضر لصاحبته الأكل وخلال الثوان تحققت أمنيتها، أين يقف هذا المارد الذي يحقق طلبات المدربين "العفوية" غير المرتب لها "بحسب ما يدعون وليست متفق عليها كما هو بديهي"؟، وماذا سيفعل في المراحل القادمة، نرجو أن يكون أكثر تعقلا، أخر ما يريده المشاهدون هو قضاء ساعتين في متابعة كل هذا التصنع، وأخر ما يريدونه أيضا أن يتم إفساد واحد من أكثر برامج المواهب تميزا بهذه الطريقة البدائية!