عبد الرحيم كمال..هكذا وقع في فخ "التبرير" وصمته على "سرقة" فيلم "خيال مآتة" يهدد تاريخه!

على مدار أكثر من 10 سنوات، استطاع الكاتب المصري عبد الرحيم كمال إحداث تغيير في الدراما المصرية، وتقديم أعمالًا باتت من العلامات المميزة في تاريخ الدراما، ولا يختلف على جودتها اثنين، فاستطاع أن يكون المؤلف الوحيد في جيله الذي يجمع بين إشادات الجمهور والنقاد معًا.

لم يستطع الجمهور أن ينسى مسلسلات تفاعلوا معها وقت عرضها، ولازالوا يتابعوها حتى الآن بنفس شغف المشاهدة الأولى، مثل "شيخ العرب همام" و"الرحايا" و"الخواجة عبد القادر" و"دهشة" و"ونوس" وغيرها، فبفضل نص جيد في المقام الأول؛ نجحت تلك الأعمال في تصدر مكانة مميزة في الدراما المصرية، لكن يبدو أن الكاتب -العامل المشترك- في تلك الأعمال أصبح تفكيره لا يختلف كثيرًا عن بعض أبناء جيله، الذين يهتمون بتقديم عمل فني يقوم ببطولته نجوم كبار فقط لا غير، بغض النظر عن جودته الفنية!

صورة ذات صلة

أعمال صدمت جمهور عبد الرحيم كمال

محبو عبد الرحيم كمال والواثقون في فكره المختلف والمتجدد، أثارتهم حيرة خاصة خلال العام السابق بعد تقديم عملين من تأليفه هما "أهو دا اللي صار" و"زلزال"، لكنهم لم يكونوا بنفس القوة التي انتظرها منه متابعيه، فكانت الحبكة ضعيفة وغير متماسكة، إلا أن ردود أفعال المؤلف المصري وقتها سواء بتوضيح بعض أحداث العمل الأول، أو التبرؤ من العمل الثاني، جعلت الجمهور لايزال متمسكًا بالثقة التي أعطاها لـ"كمال" منذ سنوات، ولم يخذلهم وقتها!

لكن يبدو أن الجمهور لن يغفر لعبد الرحيم كمال هذه المرة ما قدمه في أحدث أفلامه "خيال مآته" الذي يعود به الفنان أحمد حلمي بعد غيابه 3 سنوات عن السينما، والذي نال انتقادات لم ينالها حلمي على مدار تاريخه الفني بسبب ضعف القصة والأداء!

فيلم خيال مآته

فمنذ بدء عرض الفيلم في موسم أفلام عيد الأضحى، نال هجومًا شديدًا لأنه تجاهل الجودة الفنية العالية المعتادة في أعمال عبد الرحيم كمال، كما أنه ليس العمل الفني المختلف المنتظر أن يعود به حلمي لجمهوره بعد غياب، بالإضافة إلى اتهامات سرقة الفكرة من كاتبة شابة، والتي انتشرت بشكل واسع بالأمس.

تبريرات عبد الرحيم كمال 

عبد الرحيم كمال لم يستطع تحمل النقد في أعماله الثلاثة الأخيرة، لكنه ظل يدافع بطريقته الخاصة، فبالرغم من نجاح "أهو دا اللي صار" إلا أن الجمهور افتقد تماسك بعض الأحداث وقت العرض، وبدأ يتسائل عن سبب حدوث مواقف معينة، لم يستطع فهمها، فحرص الكاتب على الدخول في مناقشات مع الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي لتوضيح ما كان يقصده من تلك الأحداث.. فهل من المنطقي أن يشرح الكاتب ما يقصده بعد عرض العمل، أم كان من المفترض توضيح رؤيته بكل الطرق الممكنة في العمل نفسه؟!

صورة ذات صلة

لم تمض أسابيع قليلة إلا وعُرض مسلسل "زلزال" للفنان محمد رمضان، المعروف عنه تدخله في أعماله الفنية بشكل ما، إلا أن المسلسل نال هجومًا واسعًا أيضًا، وما كان من عبد الرحيم كمال إلا أن تبرأ من المسلسل بعد مرور أكثر من 10 حلقات منه، مبررًا ذلك بأن المخرج وبطل العمل قاما بتغيير بعض الأحداث وخلقوا شخصيات جديدة وهو ما أثر على فكرته الرئيسية.

لكن تبريره لم يلق تأييد قطاع واسع من متابعيه، خاصة وأنه سرد أنه تعرض لأكثر من مرة للتدخل في النص، ومع ذلك استمر في كتابة باقي الحلقات للنهاية بسبب وعود جهة الإنتاج وفريق العمل بعدم التدخل فيما كتبه، فأثار ذلك تساؤلات البعض حينها، ولماذا لم يكشف عن ذلك فور حدوثه وأعلن تبرؤه فقط مع تصاعد الانتقادات للمسلسل ومرور أكثر من ثلث حلقاته؟!

هل يؤثر "خيال مآته" على إبداع مؤلف "ونوس"؟

أما مع أزمة "خيال مآته"، فيبدو أن عبد الرحيم كمال لم يجد تبريرًا لما يواجهه الفيلم، سوى الطريقة التي يستخدمها الكتاب المبتدئين في الترويج والدفاع عن أعمالهم، أو محاولة إثبات نجاحها حتى وإن لم تكن كذلك!، فلم يعلق الكاتب على الانتقادات التي واجهت الفيلم، مثلما فعل أحمد حلمي؛ أو على سرقة الفكرة واتهامات البعض بأنه تحول من صاحب فكر يُجبر من حوله على الاستمتاع بإبداعاته، إلى "كاتب ملاكي" يكتب ما يحلو لنجم العمل! 

بل تجاهل "كمال" كل ذلك وركز على الإشادات فقط، وإعادة نشر أي تدوينة لكل من يعلن إعجابه بالفيلم عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أو الترويج للإيرادات الكثيرة التي حققها الفيلم -رغم أنه لم يتصدر شباك التذاكر منذ طرحه- وهو ما جعل البعض يفسر تلك الطريقة بأنه شخصيًا أصبح متشككًا في نجاح الفيلم.