مصممة الديكور الكويتية لولوة الرضوان: لدينا مهندسون معماريون في الكويت على مستوى عالمي

لولوة الرضوان موهبة كويتية فذة لمعت في عالم التصميم الداخلي، وهي أيضا شخصية دافئة ذات ابتسامة خجولة تواجه التحدي بقلب شجاع. بين جدران غاليري نقاش الأنيقة في حي التصميم دبي تحاورنا مع المصممة الداخلية لولوة الرضوان، التي تألقت أيضا في عالم تصميم الأثاث، حيث شاركت في معرض أيام التصميم دبي بنسخته الخامسة عام 2016. وإليكم تفاصيل الحوار الممتع الذي أجريناه معها ..

حدثينا عن شغفك بعالم التصميم الداخلي .. كيف بدأ؟

بدأ شغفي بعالم التصميم الداخلي منذ سنوات طويلة، وعملت فيه مع شركة في الكويت قبل أن أنشئ الاستديو الخاص بي Interia ، والذي يكمل عامه العاشر هذه السنة. أفضل العمل على المشاريع السكنية، ما عدا مشروع تجاري واحد توليته بشكل كامل. وقد لاحظت خلال العمل على المشاريع السكنية أني أميل إلى ابتكار قطع أثاث أصممها بنفسي تنسجم بتكامل مع المفهوم الداخلي الذي أعمل عليه مثل تصميم السقف والجدران وغيرها. ومن هذه النقطة انطلقت إلى عالم ابتكار وتصميم الأثاث، حيث شاركت عام 2015 في مسابقة الفنان الناشئ التي تنظمها "فان كليف أند أربلز" بالتعاون مع معرض أيام التصميم دبي، وكنت ضمن المراكز الأربعة الأولى في نهائيات المسابقة. جعلتني هذه التجربة أتشجع للانضمام إلى قائمة المشاركين في معرض أيام التصميم 2016.

ما الصعوبات التي واجهتك عندما توجهت نحو ابتكار وتصميم الأثاث؟

نقص الخبرة هو العائق الأبرز في أي مجال نقتحمه للمرة الأولى، وهو الأمر الذي واجهني، خاصة من حيث اللمسات الأخيرة finishing، والعمالة، وكذلك من حيث الخامات، مثل الرخام الذي عملت به للمرة الأولى من خلال تصميم الطاووس الذي شاركت به في معرض أيام التصميم دبي 2016. ولذا أمضي الكثير من الوقت في المصنع لكي أحرص على أن تظهر القطع بالمعايير العالمية.

حدثينا عن تصميم الطاووس الذي شاركت به في معرض أيام التصميم دبي 2016؟

اخترت أن يكون التصميم من وحي الطاووس النادر ذي الريش الأبيض، حيث استخدمت رخام الكرارة الذي كان له حضور مهيمن في منطقة الخليج العربي، خاصة خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات. أردت أن أبرز جمال وأناقة هذا النوع من الرخام الذي مع الأسف، فقد بعضا من بريقه وجماله في المنطقة بسبب إساءة استخدامه. قدمت في المعرض تصاميم منوعة من رخام الكرارة جميعها مستوحاة الطاووس الأبيض؛ مثل طاولة يمكن فصلها، ومرآة معلقة من السقف، ومكتبة مخفية واجهتها مزينة بالنحاس على شكل الجزء الأوسط من ريشة الطاووس.

ما الخامات التي تفضلين العمل عليها من خلال تصميم الأثاث؟

أحب كثيرا أن أعمل بالخشب، وأرى أنه خامة مرنة للغاية، ومثالية لتصاميمي، ويجذبني دائما إليه؛ كما أحب أيضا النحاس الذي رأيتموه في تصميم الطاووس. أؤمن بأن استخدام خامات جديدة واكتشاف أبعاد وإمكانيات العمل عليها له لذته الخاصة، ولذا أحاول التنويع في هذا المجال.

ما مصدر وحيك؟

الطبيعة هي مصدر الوحي الأول بالنسبة لي، ولكني أرى الطبيعة بشكل مختلف عن الصور الكبرى لها. أميل كثيرا إلى التفاصيل في الطبيعة، سواء في الأشجار أو الحيوانات والنظر في أجزائها مثل ريشة الطاووس التي استوحيت منها تصميمي الأخير. كما أن الاطلاع أمر أساسي ومهم لكل مصمم فهو يغذي الإلهام مثلما تفعل القراءة للعقل.

ما البلد الذي ألهمك بعد زيارته وأثر فيك على المستوى الشخصي؟

المغرب من البلدان التي زرتها، وبكيت بعد مغادرتها. أثر في كثيرا من حيث الطابع الإسلامي؛ وأرى أنه لم يأخذ حقه بشكل وافٍ! فهو بلد ينضح بالحضارة والتاريخ. فاس على سبيل المثال تحتضن أقدم جامعة في العالم، هل لك أن تتخيلي سلسلة الأجيال التي ضمتها فصولها؟ أعشق المدن القديمة، فهي مليئة بالروح والإلهام. أتذكر بالتحديد جولة قمنا برفقة أحد المرشدين السياحيين بها في أحد قصور المغرب، حيث أذهلتني التفاصيل والجماليات التي اهتموا بها، والتي لا نراها اليوم في عالم التصميم الداخلي. مع الأسف؛ وقعنا في وقتنا الحالي في فخ العملية التي لا تفسح مجالا لمتعة العين والجمال في التصميم.

أين ترين موقع المواهب الخليجية في عالم المعمار والتصميم الداخلي بالنسبة للمستوى العالمي؟

تتطور الأجيال الخليجية بشكل ملحوظ في عالم المعمار والتصميم الداخلي. لدينا في الكويت مثلا مهندسون معماريون على مستوى عالمي؛ وتوجد جامعات عالمية خرجت الكثير من الأجيال الموهوبة والمتميزة، ولكن ما نحتاجه حقا هو تسليط الضوء عليهم عالميا، كما يحصل في البلدان العالمية الأخرى. 

ما خططك المستقبلية فيما يتعلق باستديوInteria ؟

أنوي تحويل الاستديو إلى متجر إلكتروني متاح للمتسوقين في الخليج العربي، وسوف يضم قطعا بسيطة من الأثاث والإكسسوارات، وكذلك مكملات المنزل التي نعاني من نقصها في الكويت والخليج العربي. وسوف تكون معظم معروضات المتجر الإلكتروني من تصاميمي مع مساحة 10 في المئة لمصممين آخرين أعمالهم تنسجم مع توجه الموقع وأسلوبه. كما أني في رحلة بحث عن الغاليري المناسب لعرض تصاميمي في الكويت. أما خط لولوة الرضوان، فأطمح إلى أن أصل به إلى العالمية، وخطوة الاشتراك في معرض أيام التصميم دبي هي الانطلاقة في هذه الرحلة نحو أوروبا وأمريكا بمشيئة الله.

كيف تصفين تجربتك في معرض أيام التصميم دبي 2016؟

كانت تجربة رائعة للغاية؛ هي خطوة لا أصفها بأقل من جريئة، ولست نادمة ابدا على اتخاذها؛ كما أني سعيدة لكوني الكويتية الأولى التي تشارك في هذا المعرض المميز. كان للعلاقات دور كبير في سهولة إجراءات انضمامي إلى قائمة المشاركين، وذلك لأني كنت أحرص دائما على حضور المعارض في دبي، خاصة أن مدير المعرض حريص على تواجد المواهب الخليجية في المعرض.

هل تنوين المشاركة في النسخة المقبلة من المعرض؟

بكل تأكيد! أنوي بمشيئة الله الاستمرار في المشاركة في المعرض، وقد عبرت بالفعل لمدير المعرض عن استعدادي لذلك. سوف تكون المشاركة مختلفة عن هذا العام، ولكنه سيكون أقرب إلى غاليري مع الحرص على تقديم قطع منوعة مع قصة مختلفة لكل تصميم.