نجمات قهرن صورة المرأة المسكينة في السينما العربية

السينما امرأة .. وفي عالمنا العربي تتميز دوما بكونها صناعة قامت على أكتاف النساء... ورغم أن البدايات كانت أسيرة الصورة النمطية عن المرأة الشرقية المسكينة التى تقبل صاغرة الذل والهوان، الا أنها تخلصت سريعاً من هذه القيود، بل وساهمت بقوة في دعم وتعزيز حقوق المرأة  وبخاصة ضد عنف الرجل..
 
ضد الجهل
عندما تتصدر سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة قائمة أهم نجمات السينما، فلم يكن هذا من فراغ، فالتاريخ يسجل لها أنها صاحبة "الضربة الأولى" ضد الصورة النمطية للفتاة التافهة الجاهلة، وضد عنف العرف الذي كان يمنع النساء من مزاولة المهن الصعبة كالمحاماة، وفى فيلمها "الأستاذة فاطمة" كانت فاتن تهدم أسطورة ذكاء الرجل المتفوق على النساء، وتعلن أن سلاح العلم فى يدها يمنحها الأفضلية دوما.
 
ضد الطبقية
فاتن مجددا وسلاحها هنا مزيج من الحب والكرامة فى مواجهة نزوة رجل لا ينصت بدقة ل"دعاء الكروان" فيعرف أن القلوب التى عشقته ودفعت ثمن عشقها حياتها، لا زالت أناتها حاضرة مع دعاء الكروان، وهذا الفيلم المصنف سادسا فى قائمة أفضل 100 فيلم مصري، اخترق مباشرة قضية قتل الفتيات العاشقات فى صعيد مصر، ومنح مشاعر الرومانسية احتراما لم يكن حاضرا فى عقلية سكان الصعيد التى تري عشق النساء فضيحة ومدعاة للقتل.
 
مراتي مدير عام
لولا خفة ظل شادية والنجم صلاح ذو الفقار لواجه الفيلم الشهير أزمة كبري فى المجتمع المصرى، الذى تقبل على مضض فكرة مزاحمة النساء للرجال فى مواقع العمل، وإذا به يواجه أزمة أن تكون الزوجة مديرة زوجها فى العمل، لتفك شادية بخفة ظل وقبول لا يتوفران الا فيها "عقدة كرامة الرجل" في مواجهة زوجته، وتواجه قضية التمييز والعنف الإداري ضد المرأة العاملة.
 
شيء من الخوف
العنف ضد المرأة بمعناه الحرفي وسبل مقاومته مجتمعيا كان الشاغل الأول لرائعة "شادية" وعتريس السينما المصرية "محمود مرسى" فى الفيلم الخالد "شيء من الخوف"، وهو على المستوى الأول يعالج قضية تزويج الفتيات بالإكراه، ولكنه في إطار الرمز يضع كرامة النساء فى صلب كرامة المجتمع.
 
عنف القانون
نعود لسيدة الشاشة العربية مجددا، فأمام سلطة القانون لم يكن للمرأة ان تأخذ أيا من حقوقها فكلها مهدرة بنصوص لا تنحاز الا للرجل، وهذا كله توقف بمجرد عرض فيلم "أريد حلا" الذى يعد نموذجا فنيا لمواجهة التمييز بعدما تسبب فى ثورة بقوانين الأحوال الشخصية المصرية لصالح النساء.
 
المرأة تنتقم
فى نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات كانت المواجهة بين المرأة والرجل على شاشة السينما دموية، بعدما احتلت النجمة نادية الجندي قائمة الأكثر مشاهدة بشباك التذاكر بخلطة سينمائية تعتمد على تقديم صورة المرأة القوية المتسلطة التي تستغل جمالها وثروتها وأنوثتها في تحطيم أعتى الرجال في افلام منها جبروت امرأة، شبكة الموت، عصر القوة، الأمبراطورة، وهي الخلطة التى جذبت النجمة نبيلة عبيد فيما بعد وخاصة فى فيلمها "المرأة والساطور" ولكن الأخيرة كانت تبدا دوما ضعيفة ويأتي العنف كانتقام من عنف الرجل ، وهو ما فعلته نجلاء فتحي فى فيلمها الشهير "المرأة الحديدية" وهو أول فيلم يقدم نجمة سينما تجيد الألعاب القتالية، وترد على عنف الرجل بعنف مماثل وقاتل.
 
وفي مطلع الألفية الثالثة ومع افول نجم نبيلة عبيد ونادية الجندي وانتشار ظاهرة الكوميديا كانت قضايا العنف ضد المرأة حاضرة أيضا، فقدمت هند صبري فيلمها المثير أسماء ولعبت شخصية فتاة مصابة بالايدز وتواجه مجتمعا يرفض حتى علاجها، كما تعاونت منى زكي مع المخرج يسري نصرالله فى فيلم "إحكي يا شهرزاد" لفضح العنف الجنسي ضد المرأة، ولكن يبقى فيلم "678" لبشرى ونيللي كريم النموذج الوضح لمواجهة عنف التحرش.