المخرج الأردنى : اخترنا البطل "ذيب" بالصدفة.. ووصلنا للأوسكار بالواقعية

للمرة الثانية على التوالي ترشح أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأمريكية فيلما عربيا ليكون على بعد خطوة واحدة من الفوز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2016.
 
الأكاديمية رشحت فيلم "ذيب" للمخرج ناجي أبونوار ليكون ممثل العرب في الأوسكار لهذا العام بعدما رشحت العام الماضي فيلم تمبكتو للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو ليكون لدى العرب حتى الآن تسعة أفلام فقط في تاريخ ترشيحات الأوسكار وفيلم واحد فائز بالجائزة هو "زد" الذي يعتبر العمل العربي الوحيد الفائز بجائزة أفضل فيلم أجنبي عام 1969 .
 
"ذيب" هو أول فيلم روائي للمخرج الأردني الشاب ناجي أبو نوار الذى تنفرد معه "هي" بحوار حصري يتحدث فيه عن تفاصيل ترشيح الفيلم للأوسكار ومراحل تصوير العمل وإليكم نص الحوار:
 
في البداية .. كيف استقبلت خبر ترشيح الأكاديمية لفيلم "ذيب" لأوسكار أفضل فيلم أجنبي ؟ 
كنت برفقة أصدقائي نتابع ترشيحات الأوسكار مباشرة، وبمجرد ذكر اسم "ذيب" ضمن قائمة ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي لم نصدق، فإمكانيات العمل بسيطة للغاية وفريق العمل عدده قليل جداً، بعدها أعددنا حفل في البادية لتناول المنسف الأردني مع شركاء النجاح .
 
هل سيعرض العمل جماهيريا مرة أخرة أم تم الاكتفاء بفترة عرضه العام الماضي في عدد من البلدان العربية ؟
خلال أيام قليلة سنعرض العمل للمرة الثانية تجاريا في كل من قطر والسودان ولبنان  مصر والأردن بعدما اتفقنا مع الجهات المنتجة للعمل وبعض دور العرض العربية .
 
حدثنا عن فكرة "ذيب" وكيف بدأت الحكاية ؟
"ذيب" يعني الذئب باللغة المحكية، والفكرة بدأت من الصديق باسل غندور الذى كان له نص قصير يحمل الاسم، وتحدثنا حول تحويل العمل لنص روائي طويل، وبالفعل ذهبنا إلى البادية لدراسة التاريخ والتراث والمنطقة، وعملنا نحن الاثنين لمدة تجاوزت العام لمعالجة الفكرة على أرض الواقع .
 
وماذا عن ملامح قصة "ذيب" ؟
"ذيب" هو طفل صغير يعيش مع قبيلته البدوية في زاوية منسية من الامبراطورية العثمانية، وبعد وفاة والده يرعاه شقيقه "حسين" الذى يحاول تعليمه أسلوب الحياة البدوية، لكن "ذيب" يهتم أكثر بالعبث عن التعليم.
 
وفجأة.. تتغير حياة الاثنين مع وصول ضابط في الجيش البريطاني مع دليله في مهمة غامضة، حيث لا يستطيع حسين رفض مساعدة ضيوفه خوفاً من الإساءة إلى سمعة والده الراحل فيوافق على مرافقتهما إلى وجهتهما والتي هي بئر ماء على طريق الحج القديمة إلى مكة. 
 
خوف "ذيب" من فقدان أخيه حسين يدفعه إلى اللحاق به، فينطلق في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء العربية.
 
لماذا اعتمدت على الواقعية في العمل واختيار أبطال العمل من أهل البدو ؟
أحد أسباب نجاح فيلم "ذيب" هو الواقعية، فبدونها كان العمل سيكون طى النسيان مثل أى عمل آخر، فالنص الروائي يتمحور في عام 1916 وقت حدوث الثورة العربية الكبرى في مناطق وادي رام وجوف وتبوك، وأهل تلك المناطق هم فقط الأدرى بشعابها وثقافتها، فكرنا في البداية الاستعانة بممثلين محترفين يمكنهم الالتزام بالعيش مع البدو ولكننا تغاضينا عن الفكرة، وبعد ذلك تناقشنا حول تحويل السكان المحليين إلى ممثلين، ومن هنا بدأت عملية البحث في بداية 2012 ووجهنا دعوات مفتوحة لجميع البدو في القرى المحيطة بوادي رام حتى توصلنا إلى 250 شخص، قمنا بعمل نقاشات عديدة لتصفية العدد حتى وصل العدد لـ20 شخص كان لديهم الرؤية والحلم لتنفيذ عمل على مستوى عالي.
 
تم إعطاء العشرين دورات مكثفة لرؤية إمكانياتهم على أرض الواقع حتى تقلص العدد لمرة الأخيرة لـ11 شخص، قمنا بإعداد ورش تمثيلية لمدة تجاوزت الثماني أشهر بين أهل البادية وأنا سعيد من وصول طاقم العمل من حياة البادية للأوسكار والعالمية.
 
كيف تمت عملية اختيار بطل العمل "ذيب" ؟
كانت عملية اختيار بطل العمل الأساسي هي الأسهل، فكما وضحت لك تفاصيل باقي أبطال العمل فعملية اختيار "ذيب" كانت كالآتي، طلبنا من "عيد صويلحين" - أحد معارفنا البدويين - أن يساعدنا على إيجاد صبي صغير يلعب دور "ذيب" أرسل لنا عيد ابنه جاسر لمساعدتنا، وكان ذلك بدافع توفره للمساعدة وليس بدافع إجراء اختبار لاختياره كممثل، إلا أنه ما أن وقف جاسر أمام الكاميرا حتى عرفنا أنه كان يملك شيئاً مميزاً، كان يملك حضوراً حقيقياً على الشاشة.
 
بعد اختيار أبطال العمل .. هل كانت هناك صعوبة في تعامل الممثلين مع النص الروائي ؟
بعض الممثلين كانوا أميين ولم يتلقوا تعليماً نظامياً كافياً، لذلك عرفت أنه سيكون من الصعب لهم حفظ النصوص، لذلك قررنا أن نعطيهم إرشادات عامة والسماح لهم بالتحدث على طريقتهم الخاصة لتحقيق العفوية والأداء الطبيعي الذي كنت أنشده.
 
 وهكذا أصبح النص أشبه بمخطط أساسي نعود عليه عند الوقوع في مشكلة، لكن كانت هناك عدة نصوص مهمة جداً للقصة وكانت تلك المشاهد الوحيدة التي تدربنا عليها جيداً.
 
متى شعرت أن العمل سيكتب له النجاح؟ 
في الأيام الأولى للتصوير كان هناك مشهد حساس وصعب للغاية بين "ذيب" و"حسين"، وشعرت وقتها أن هذا المشهد تم تنفيذه على مستوى عالمي، وهنا فقط تأكدت أن الفيلم سينجح من خلال هذا المشهد وأن ممثلي البادية سينتقلوا إلى العالمية.
 
ما هى أبرز التحديات التي واجهتكم كصناع للعمل ؟ 
أبرز التحديات التي واجهتنا كصناع عمل هو أن تصوير العمل كله في الصحراء، فحرارة الجو كانت قاسية للغاية ومعظم الأوقات كانت درجة الحرارة تتخطى 40 درجة مئوية خاصة في الأماكن التي تم اختيارها في وادي رام، كما واجهتنا عواصف رملية لأكثر من مرة لدرجة أننا علقنا في الرمال وكان البدو هم السند لنا في تلك المشاهد وأنقذونا من المهالك، كذلك تعرضنا لطوفان مفاجىء تسبب في إخلائنا لموقع تصوير بئر الحجيج حتى أننا شعرنا أننا لن نكمل تصوير العمل بسبب أماكن التصوير الصعبة للغاية.
 
لمن توجه الشكر بعد الوصول للأوسكار ؟
أنا أريد أن أوجه الشكر لكل من "صندوق الملك عبدالله للتمنية"، "مؤسسة سند"، "مؤسسة الدوحة" وكل طاقم العمل وأهالى وادي رمل والشاكرية.