سلمى ارجش لـ"هي": عشقت السلطانة خديجة وحققت حلم طفولتي

جميلة من نوع مختلف، تمتلك حضورا واداء فنيا مختلفا على الشاشة، استطاعت سلم ارجش ان تحصل على شعبية واسعة  بادائها لدور السلطانة خديجة في مسلسل "حريم السلطان"، وادراكها الجيد ونظرتها المختلفة للحياة. قضت سنوات في المانيا مع أم المانية  تعمل كممرضة واب تركي يعمل كطبيب واثنين من الاخوة، وهي في طريقها لكي  تصبح طبيبة قامت بتحويل الدفة الى التمثيل. هي الممثلة التركية "سلمي أرجش" الشهيرة بالسلطانة خديجة عن دورها في مسلسل "حريم السلطان" ولكن  هناك كلمات نستطيع ان نختصر بها مشوار حياتها وهى تخصصها في الطب وعلم النفس، والفلسفة ، اليوجا، عرض الازياء، بالاضافة الى الملاكمة.
 
انتِ الآن في اي درجة من درجات سلم حياتك؟ 
لو اعتقدنا انا هناك سلم بلا نهاية، فإن لذلك السلم درجات معينة في المنتصف ولكن اين هو منتصف السلم ، ليست لدي اهداف مسبقة تجعلني اقول "اريد ان اصل لهناك ، اريد ان اكون هكذا" ببساطة لا أخطط لشيء انا حريصة جداً، ولكن في بعض اعمالى التى قمت بها، ابدأ العمل واقوم به بكل حرص وارغب أن أوديه على اكمل وجه وبشكل افضل، ولكنني لا اقول "سأصل لتلك النقطة او سافعل ذلك" هذا ليس حرصاً، عندما ارى أناس حريصون ، ارغب في ان اكون مثلهم، ولكن لا يحدث هذا الحرص في الاساس فإما ان يكون داخل الانسان او لا يكون، كل همي ان اقوم بعملي على الوجه الامثل.
 
عائلتك تعيش في المانيا، لماذا فضلتِ ان تكوني في تركيا؟
لم يكن هذا ضمن حساباتي ولم يكن مخططاً له، اتيت لتحضير الماجستير. ووجدت نفسي اتوجه للتمثيل وعندما جاءني عرض المسلسل بقيت في تركيا.
 
هل دخل التمثيل حياتك بالصدفة البحتة؟
كنت اتخذ التمثيل كهواية، اساسا كنت ادرس الطب، بالطبع هناك العديد من الاشخاص يقومون بالتمثيل بجانب ممارستهم الطب، ولكن من الصعب الجمع بين الطب والتمثيل. كلاهما من الاعمال التى تتطلب وقتا طويلا، ولانني فضلت الطب فلم ارَ التمثيل هدفا. وعندما اصبح التمثيل هدفا كان يجب ترك الطب وقد كان كذلك، ولكنني لم اتخذ هذا القرار بمفردي فقد كانت الحياة هي التى وجهتني، فالصدف جاءت الواحدة  تلو الاخرى، بعضها كان سيئا والبعض الاخر كان جيداً، تلك هي الحياة تأتي بك تارة يمينا وتارة يسارا حتى تدخلك فى طريق ما، وانا فضلت دخول هذا الطريق.
 
كيف كانت طفولتك في ألمانيا؟
كان احساساً جيدا جدا، ولكن لا اعرف هل هو جيد اكثر من احساس ان اكون طفلة فى تركيا،في تركيا ذهبت الى المدرسة الابتدائية حتى العامين الاولين ثم اكملت بعد ذلك فى المانيا.
 
كان هناك مزيد من الحرية في المدرسة فى المانيا، هناك تستطيعين ان تبحثي عن نفسك، عن الموضوعات المختلفة، يجب ان تحصلي على اذن من اجل ان تسالي سؤالا، وينتظر منك ان تسألي باستمرار، ولان تلك الاشياء تكون منتظرة منك تكونين اكثر استقلالية، عقلك يتجول في كل الاماكن بلا حدود، لهذا اشعر هناك انني اكثر استقلالية وراحة.
 
ما هي الآثار التى تركتها نشأتك هناك على شخصيتك؟
كان جيدا ان اكون بعيدة عن نظام يضغط على الاشياء الموجودة بداخلي، كانت الحياة في المانيا كلها حرية.
 
عندما ستلدين طفلك هل سترغبين في تنشئته في تركيا ام ان لك لك خطط اخرى؟
انا احب تركيا، فى كل مكان اكون فيه ، كل اصدقائي اتراك و اشخاص تربوا في تركيا وامضوا هناك طفولة سعيدة، لا اقول ان تركيا لاتصلح لتمضية فترة الطفولة، في الحقيقة ارغب في ان يكون هنا مكانا جميلا للتربية وآمل ان يتقدم للاحسن مستقبلا.
 
والدتك المانية، هل تشبهينها؟
انا خليط بين والدتي ووالدي، ولكن اعتقد انني اشبه والدتي اكثر.
 
هل كانت دراسة الطب هدفا وراثيا بالنسبة لك ام انك فضلتيها عن طلب ورغبة؟
لم يطلب مني ولم يقل لي ابي "كونى طبيبة يا ابنتي" حتى انه كان يقول لى دائما عكس ذلك ودائما كان يكرر علي أن الطب مهنة صعبة جداً, لقد تعب والدى وتألم كثيرا لانه كان يعشق عمله، كان طبيبا مثاليا جدا ومن الصعب ان تكون مثاليا فى كل مهنة، فإنك إن تطلب من هذا الانسان المثالي ان يسير بطريقة عكسية فهذا يؤدي الى اذى شديد لنفسه، في الاساس انا ايضا اشبه والدتى فى مجال عملها "التمريض" ، ووالدي كشخصيته في الحياة.
 
والدى كان يطلب مني كثيرا ان اذهب الى باريس لاصبح مصممة ازياء، اساسا انا كنت انام واستيقظ واقوم بعمل رسومات للازياء، ولم أكن أهتم  لامر التمثيل كثيراً.
 
 ويعود الفضل لوالدي في تحديد مستقبلى المهنى، كان قدوة حسنة لي، فقد كان مثاليا فى عمله وكان يقوم بفحص العديد من المرضى مجاناً. 
 
ما هو الاثر الجيد الذى تركه دراستك للطب ثلاث سنوات؟
رأيت انه عندما يوضع الناس في ظروف صعبة وتشعرين انهم في حاجة للعطف، وعندما يكونون فى حاجة لان تمد لهم يد العون بشكل محترم وانساني، ان تلك اليد لم تمد لهم فى اغلب الاوقات. وانتِ تعملي فى ذلك المجال ستشعرين ان من لا يحتاج الى مساعدة نهتم به ونحترمه، اما الذي يحتاج العون بشكل حقيقي لا نعطيه ادنى اهتمام.
 
من الواضح ان لديك حساسية مرهفة في ما يتعلق بالتعامل مع الناس والوضع الاجتماعي والعدالة فهل هذا صحيح؟
بالفعل انا حساسة  بدرجة كبيرة جدا في ما يتعلق باشكال التعامل مع الناس والعدالة، ومقاييس التفاوت بين الطبقات، والوضع الاجتماعي، من الممكن ان اكون شديدة العصبية بسبب هذا. وانا صغيرة  نشأت في اماكن يتعامل فيها الناس مع بعضهم البعض صغيرهم وكبيرهم بإنسانية، لم انشأ في المدن الكبرى، لا اقصد بذلك الفرق بين دولة ودولة لقد نشأت في تركيا في اماكن الطبقات محدودة الدخل واصبحت اجتماعية جدا ومتآلفة مع الناس دائما ولكنني حساسة تجاه هذا الموضوع.
 
ما هي اكثر شخصية ارتبطتِ بها ضمن الشخصيات التي قمتِ بادائها؟
كانت شخصية السلطانة خديجة من اكثر الشخصيات التى ارتبطت بها ارتباطا قويا، كانت قصتها مليئة بالآلام ومفعمة بالكثير من المشاعر، لم اشعر انني قريبة من السطانة خديجة كشخصية، ولكن كانت تلك الشخصية من اكثر الشخصيات التى امدتني بكم من العوطف الجياشة، كانت تجربة جديدة وغريبة بالنسبة لي.
 
هل فكرتي أن ترتدي ثيابك مثل السلطانة خديجة؟
نعم بالطبع فكل الأعقاد والاكسسوارات التي أشتريتها وأخذتها من أمي أرتديها. يوجد لصديقتي محل مجوهرات، عندما اذهب الى هناك وتعجبي أحدى القلادات، أجربها حتى ولو لم تكن تليق بي الا انني أعجب بها كثيراً لشكلها. عندما كنت أرتدي القلادات في مسلسل القرن العظيم كنت أرتديها لحماس وعشق السلطانة خديجة وكنت أيضاً ارتديها بهدف تحقيق حلم طفولتي، وفي النهاية يوجد العديد من الشخصيات بداخل كل انسان حتى وان لم يتقبل الانسان ذلك.
 
ما الذي يبكيكِ؟
 أبكي أكثر شيء من عصبيتي، ولكن هذا لا يحدث وسط الناس. فيوجد بداخلي حاجز ضد البكاء. فالأشخاص الذي أحبهم أكثر هم الأشخاص العقلانيين والمحليين والأصحاء والغير عاطفيين. ولكن على كل حال فبداخلي شخصية مثل السلطانة خيدجة وقد خرجت وانا أمثل دورها.