المصممة هيفاء السديري لـ"هي": تصميم الأزياء هو عالمي الذي أعشقه

حوار: لمى الشثري
هيفاء السديري مصممة أزياء سعودية بدأت خطواتها في عالم تصميم الأزياء منذ عشر سنوات في مدينة الخبر بالمملكة العربية السعودية حين كانت لا تزال في المرحلة الجامعية. بدأت بخطوات صغيرة ولكن ثابتة مع ثقة وإرادة وحب لمهنتها التي تطورت لتصبح علامة مميزة باسم Estilo by Haifa تقدم عروض أزيائها في مدن عالمية مثل باريس ودبي.  
 
حدثينا عن علامة Estilo وكيف بدأ المشروع؟  
يعود أساس المشروع حقيقة إلى هواية الرسم التي كنت أمارسها منذ الطفولة، حيث كانت مواضيعي ولوحاتي الصغيرة تدور دائما حول الفساتين والعارضات بشكل خاص. ومنذ ذلك الوقت تطور لدي حس خاص بالأزياء، حيث كنت أحرص على اختيار ملابسي بنفسي، وأرفض أي تدخل في هذا الأمر! أثناء مرحلة الدراسة الجامعية عام 2003م انطلقت المعارض المجتمعية التي يجري تنسيقها بشكل غير رسمي في الأحياء السكنية الخاصة، والتي كان زوارها من الطبقة الراقية في المجتمع. تجرأت على الرغم من قلة خبرتي على حضور أحد هذه المعارض، ومن هنا كانت انطلاقة Estilo، وتعرفت بشكل أعمق إلى عالم الأقمشة وتصاميم الأزياء، فكنت أجربها أولا على أخواتي، حيث كنت الأصغر فيهن. أما البداية الحقيقية، فكانت بعد مشاركتي في معرض فتاة الخليج الذي تشرف عليه الأميرة جواهر بنت نايف، حيث بدأت بأزياء الكاجوال التي لاقت نجاحا كبيرا. والآن لدي ولله الحمد بوتيك رائع مكون من طابقين، وهو وجهة للباحثين عن الأزياء الفاخرة في الخبر.  
 
ماذا يمثل لك عالم الأزياء؟ ومن أين تستوحين الأفكار لتصميم مجموعاتك؟  
عالم الأزياء هو عالمي وكل حياتي، فالأزياء تحيط بي 24 ساعة من كل يوم، حيث تلتقط عيني الجميل منها، وتنتقد الأخطاء في الإطلالات. أما عن وحي الأفكار، فهي تعتمد حقا على المجموعة التي أطلقها، حيث أصمم مجموعتين كل عام، وأستوحي من المواسم الكثير من الأفكار لتصاميمي مثل الورد والبحر.  
 
إلى أي فئة من النساء تتوجه تصاميم Estilo by Haifa؟  
تصاميمي موجهة للمرأة الناضجة الواثقة من نفسها، إذ إن تصاميمي تميل إلى الكلاسيكية.   ما العنصر الذي يغذي شغفك بالأزياء ويجعلك تعملين باستمرار لتقديم مجموعات مميزة؟  أؤمن بقوة بأهمية الانطلاق إلى عوالم أخرى، والتعرف إلى ثقافات أخرى بالنسبة لكل مصمم، فذلك بالتأكيد هو البوابة لتقديم المزيد من الإبداع. أعشق التسوق بجنون! وأحب كثيرا أن أقتني كل ما هو جديد من الأزياء والأحذية والحقائب من أسواق عالمية.  
 
ما التحديات التي تواجهينها باعتبارك مصممة أزياء سعودية؟  
الحقيقة هي أن بعض المعوقات الخاصة بتراخيص أنشطة الأزياء هي العائق الأكبر بالنسبة لي؛ على سبيل المثال ليس من المسموح بأن أنظم عرض أزياء لمجموعاتي. يفتقر عالم الأزياء في السعودية إلى الاهتمام المطلوب، وهو لا يزال بالمعنى الحقيقي للكلمة في مرحلة النمو، كما نحتاج إلى التوعية به حتى من الجانب الاجتماعي. أتمنى حقا أن أرى تطورات ملموسة في مجال الأزياء خلال الأعوام المقبلة.  
 
عرف عنكِ اختيار أقمشة فاخرة من أسواق عالمية لتنفيذ تصاميمك .. أخبرينا المزيد عن هذا الأمر؟  
أعشق الأقمشة التي لدي، إذ أختارها بكل حب وعناية! أختار أقمشتي من لندن بشكل خاص، حيث كونت الكثير من التعاملات التجارية التي تحولت إلى صداقة مع موردي الأقمشة هناك. كما أحرص على اختيار الأقمشة الإيطالية أيضا المعروفة بجودتها وجمالها. بصراحة لا أتردد في اختيار الأقمشة حتى تلك الغالية منها، حيث لا أضع سقفا للأسعار، خاصة في عروض الأزياء الخاصة بي، وذلك لأن استخدامها يعتبر مصدر رضا لي. كما أن هناك أسماء عملاقة في عالم الأقمشة في السعودية أحرص كثيرا على التعامل معها، مثل شركة صالح الرماح وشركة باكيلي والسقاف.  
 
ماذا يعني لك السفر؟ وما وجهتك المفضلة؟  
السفر هو غذاء الروح بالنسبة لي، ودائما ما يكون لعملي جزء كبير من سفري حتى في الرحلات الخاصة مع الأهل. أحب إيطاليا وباريس، ولكن تظل لندن هي الأقرب إلى قلبي بكل تفاصيلها ومتاجرها وأزيائها.  
 
بعد نحو عقد من الزمان على انطلاقتك في عالم تصميم الأزياء، كيف تصفين هذه الرحلة؟ وما طموحاتك؟  
رحلتي في عالم الموضة رحلة جميلة، وقد تحولت هذه الرحلة إلى عالمي الحقيقي الذي لا أرى نفسي من دونه، وأدعو الله أن يمدني بالصحة والقوة الدافعة للاستمرار فيه. طموحاتي هي أن يكون للمصممين في السعودية منصة مدعومة للتواصل وتبادل الأفكار والخبرات بشكل يمكن للأعمال التجارية الخاصة بالمصممين أن تزدهر فيها. أطمح إلى أن يتوسع بوتيك Estilo ليصل إلى مدن رائعة مثل دبي ولندن.  
 
هل من نصيحة تقدمينها للمبتدئات في عالم تصميم الأزياء؟  
هي نصيحة واحدة، وأستغرب حقا أن البعض يهملها، وهي أهمية الرسم! لا بد لمصمم الأزياء أن يتقن الرسم، كيف يمكن أن أوصل فكرتي لفريقي أو لعملائي من دون إمكانية رسم ذلك بشكل تفصيلي واضح؟ أنصح المصممين بالالتحاق بدروس رسم تدعم أفكارهم وتمكنهم من تنفيذ تصاميمهم بشكل دقيق. أما النصيحة الأخرى، فهي التواصل السليم وشرح المعلومة للعميل، خاصة في التصاميم الخاصة. أختم أخيرا بأهمية أن يكون تصميم الأزياء شغفا للمصمم، وليس مهنة تتم جدولتها تلقائيا بعد دراسة الأزياء، لأن تصميم الأزياء ذوق وفن ومهارة.  www.Haifaalsudairi.com