وفاء الدخيّل لـ "هي": أقترح تقديم تسهيلات للمبتدئين في الأعمال التجارية لمساعدتهم على تخطي العقبات

وفاء الدخيّل سيدة أعمال سعودية شابة شقت طريقها إلى عالم المشاريع الصغيرة عبر إنشاء مؤسسة اختياراتي My Choices قبل أقل من عامين. تحرص وفاء على اسكتشاف أسواق جديدة مثل شرق آسيا لتقدم مزيداً من التنوع الفريد  في مشهد الأزياء بالعاصمة السعودية الرياض. كان لمجلة "هي" لنا هذا اللقاء المميز مع وفاء الدخيّل لتخبرنا عن تجربتها و عشقها لعالم الأزياء.
 
لديكِ خلفية تعليمية ومهنية تنوعت بين التعليم الخاص والعمل المصرفي، فما الذي جذبك إلى عالم الأعمال والأزياء؟
 
منذ صغري كان لدي شغف بعالم الأزياء، ومع مرور السنوات تطور لدي حسي الخاص بالأزياء، إذ أستمتع بتنسيق إطلالتي بشكل مميز ومختلف عن المعتاد؛ مع الحرص على الدمج بين الملابس والإكسسوارات والأحذية بطريقة تناسب عمري، وتنسجم مع المناسبة التي سوف أحضرها. ويبدو أن هذا الاهتمام انعكس بالفعل على مظهري، ما جعل الكثير ممن حولي يبادرون بسؤالي عن اختياراتي وتنسيقي فيما بينها. وقد دفعني هذا الأمر إلى التوغل أكثر في مجال الأزياء، ليكون أساسا أبني عليه مستقبلي. 
 
 حدثينا عن مؤسسة My Choices؟
 
أنشأت مؤسسة My Choices من الصفر بنفسي منذ ما يقارب سنتين. وأول خطوة كانت افتتاح بوتيك نسائي في الرياض مع الحرص على انتقاء موقع يخدم مختلف مناطق الرياض، بحيث يكون خيارا لسيدات الرياض الشابات الباحثات عن تصاميم أزياء وأحذية وإكسسوارات مميزة عن غيرها. وأعمل على أن أعقب هذه الخطوة بتنفيذ بعض الخطط التوسعية مستقبلا فيما يخص المجموعات التي يضمها البوتيك، بحيث تشمل أزياء رجالية وملابس للأطفال. 
 
ما التحديات التي لم تتوقعي مواجهتها عندما أنشئت المؤسسة؟ 
 
تتلخص التحديات التي واجهتني بشكل غير متوقع عند إنشاء المؤسسة في بعض الأمور البسيطة. لعل أبرزها توظيف كادر نسائي مؤهل للعمل في المتجر، حيث واجهت صعوبة في إيجاد الكفاءات المناسبة لهذا الدور. أما النقطة الثانية، فهي العمل على الإجراءات الحكومية الرسمية لإنشاء كل ما يتعلق بالمؤسسة، حيث إن بعضها يشكل صعوبة على المرأة في إنجازها بشكل سريع. أما النقطة الثالثة، فكانت في العثور على موقع مناسب للمتجر، بحيث يكون في منطقة تجارية قريبة من المناطق الحية في الرياض. 
 
كيف تحافظين على التوازن بين هوية المتجر والموضات العالمية؟ وكيف تختارين المجموعات التي يضمها My Choices؟ 
 
ترتكز هوية متجر My Choices على ما يناسب المرأة العربية، ولكن بطابع الموضات العالمية. ومما لا شك فيه أن السيدات في عصرنا الحالي متابعات جديات لما يجري على منصات الأزياء العالمية، ولا بد من مواكبة هذا الأمر. أحرص على أن يكون ذلك عبر تقديم خيارات مختلفة ومنوعة تناسب المرأة العربية بوجه عام والسيدة السعودية بوجه خاص. 
 
ما رأيك بتأثير الفاشيونستاز وشبكات التواصل الاجتماعي على خيارات التسوق والعلامات التجارية؟ 
 
دورالفاشيونستاز مؤثر وفعال للغاية على مختلف الفئات العمرية، وهو أمر لمسته بنفسي بناء على تجربتي حين دعوت الفاشيونستا الكويتية المعروفة بيبي العبدالمحسن إلى متجري My Choices، حيث توافد متابعوها وجمهورها بشكل كبير إلى البوتيك. أرى أن الاستعانة بالشخصيات المعروفة والمؤثرة على شبكات التواصل الاجتماعي للتسويق أمر ذكي للغاية بشرط أن يكون ذلك بشكل صادق يرتكز على الشفافية مع المستهلك. 
 
ما طموحاتك فيما يتعلق بمؤسسة My Choices؟
  
أود أن تضم خريطة متجري المستقبلية افتتاح فروع في العواصم العالمية للأزياء، إضافة إلى المدن العربية المهمة. لكن الأهم في ذلك حقا هو طموحي بأن ينمو ويتطور متجر My Choices إلى مستوى يتيح لي تبني المواهب الشابة، ليكون متجري بيئة حاضنة للمصممين الذي هم على عتبة عالم الأزياء، فأمد لهم يد العون، وأقدم لهم كل ما أستطيع من توجيه ومساعدة.  
 
نرى أن الموضة تعيد تقديم تصاميم الحقبات الماضية بطريقة جديدة. ما الحقبة المفضلة لديكِ من حيث الأزياء؟ 
 
أحب كثيرا حقبة التسعينيات، ولها مكان خاص في قلبي، حيث إنها الفترة التي نما فيها شغفي بعالم الأزياء؛ أعشق أزياء التسعينيات، لأن المصممين فيها من مختلف المستويات كان لهم لمسة إبداعية خاصة وخطوط منوعة برزت في المجموعات التي لا يمكن أن ننساها.  
 
ما تقييمك لمستوى خيارات الأزياء في الرياض؟ وكيف يمكن أن تكون أكثر تطورا في هذا المجال؟ 
 
من المؤكد أن مستوى خيارات الأزياء في الرياض قد تطور بشكل لافت وملموس للغاية، حيث تضم مدينة الرياض حاليا بوتيكات عالمية ومتاجر كبرى منوعة جعلتها إحدى أهم الوجهات الخليجية للأزياء. كما لا بد من أن أشيد بدور المرأة السعودية في هذا الأمر، حيث إنها من أكثر النساء أناقة في الخليج العربي، وذوقها في الأزياء مميز وفريد. ربما يعود السبب في ذلك إلى الكثير من العوامل، منها السفر وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث تحرص معظم السيدات في السعودية على متابعة ما يناسبهن من الموضة العالمية. 
 
 
هل هناك خطة لأن يدخل  My Choices في مجال التسوق الإلكتروني؟
 
نعم بدأنا ذلك بشكل مبسط عبر حساب المتجر على إنستغرام، حيث يمكن أن يطلب أي أحد من متابعينا عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، ومن ثم يقوم فريق My Choices بتجهيز المشتريات، وشحنها إلى أي مكان في العالم.
 
من منطلق تجربتك الخاصة. هل لديكِ مقترحات لتطوير مجال الأعمال التجارية النسائية في السعودية؟ 
أقترح تقديم تسهيلات للمبتدئين في مجال الأعمال التجارية من نساء ورجال بشكل يساعدهم على تخطي العقبات بسهولة ويسر. أود أن أتقدم أيضا باقتراح لأصحاب الأعمال التجارية الكبيرة والضخمة بتبني أصحاب المشاريع الصغيرة، وتقديم النصح لهم ومساعدتهم في مشوارهم بناء على خبرتهم الطويلة في مجال الأعمال.
 
هل من كلمة أخيرة تودين أن تختمي بها هذا اللقاء؟ 
 
أود أن أتقدم بشكري الخاص لجميع أفراد عائلتي، حيث آمنوا بقدراتي، وقدموا دعمهم بشتى الطرق والوسائل لكي أمضي في حقل صعب نوعا ما، على شخص مبتدئ. كما أني ممتنة للغاية لصديقاتي اللاتي كان لهن دور خاص في مشواري وانطلاقتي في هذا المجال. كما أشكر أخيرا عملائي الوفيين الحريصين على متابعة كل ما يقدمه متجر My Choices.
 
أشكر أيضا من كل قلبي بلدي السعودية التي قدمت للمرأة العاملة الدعم للدخول في عالم الأعمال التجارية بمختلف جوانبه، والشكر أخيرا لمجلة "هي" التي أتاحت لي هذا اللقاء.