ملكا هولندا.. قصة حب تحدت إغراءات العرش

التقى الملك فيليم ألكسندر بزوجته المستقبلية ماكسيما زوريجويتا في حفل مدينة إشبيلية في عام 1999، وكان وقتها يحمل لقب ولي عهد هولندا، وسرعان ما وقع الاثنان في الحب وذهبت ماكسيما وأسرتها لقضاء عطلة بصحبة الأمير فيليم ألكسندر في شهر أغسطس من نفس العام بناء على دعوة الأمير، وبالطبع تابعت وسائل الإعلام والصحف قصة الحب الجديدة التي جمعت بين الفتاة الأرجنتينية ماكسيما زوريجويتا وولي عهد هولندا، وبدأ الجميع يحاولون معرفة المزيد عن تلك الفتاة الشقراء الجميلة ذات الابتسامة الساحرة، وكانت المفاجأة هي وجود صلات وثيقة تربط بين عائلتها والحقبة الديكتاتورية سيئة السمعة في الأرجنتين بقيادة الديكتاتور خورخه فيديلا، والتي قتل واختفى فيها آلاف الأشخاص، حيث اكتُشفَ أن والدها كان يعمل وزيرا للزراعة في عهد خورخه فيديلا، وأن والداها كانا يساندان خورخه فيديلا ونظامه.
 
تنازل عن العرش
وبعد أن كشفت هذه الحقيقة تحول الكثيرون من داعمين للعلاقة بين ولي عهد هولندا وماكسيما زوريجويتا إلى مشككين في مدى ملاءمة ماكسيما بتاريخ والدها المثير للجدل لتكون جزءاً من حياة ملك هولندا المستقبلي، وفي ظل ذلك الجدل المشتعل تم الإعلان عن خطبة الأمير فيليم على ماكسيما ولقد حسم الأمير فيليم ألكسندر الجدل حول زواجه من ماكسيما زوريجويتا بأن أعلن عن استعداده للتنازل عن حقه في ولاية عرش هولندا حتى يتزوج المرأة التي يحبها، وبالفعل تزوج الاثنان في يوم 2 فبراير عام 2002، وكما يعلم الجميع لم يضطر الأمير فيليم ألكسندر وقتها للتخلي عن العرش وأصبحت زوجته تحمل لقب أميرة هولندا حتى تم تتويج فيليم ألكسندر ملكا للبلاد في يوم 30 إبريل عام 2013 وأصبح هو وزوجته يحملان لقب ملك وملكة هولندا، وفي هذا العام وتحديد في يوم 2 فبراير احتفل الزوجان بمرور 14 عام على زواجهما والذي اعتقد البعض في مرحلة ما أنه زواج لن يتم.
 
زفاف أسطوري
الملكة ماكسيما ارتدت فستان زفاف حريرياً أنيقاً ذا ياقة طويلة وذيل فستان طويل بطول 5 أمتار وطرحة زفاف طويلة مصنوعة من الدانتيل ومجموعة من قطع المجوهرات الماسية الأنيقة في حفل زفافها على الملك فيليم ألكسندر في عام 2002، ولقد كانت الملكة ماكسيما في ذلك الوقت في التاسعة والعشرين من عمرها، ولقد أقيمت مراسم حفل الزفاف المدني الملك فيليم ألكسندر والملكة ماكسيما في مبنى بورز فان بيرلاج في مدينة أمستردام.
 
حضر مراسم حفل الزفاف العديد من أفراد العائلات المالكة الأوروبية والشخصيات الهامة ومنهم الملكة صوفيا ملكة إسبانيا وابنها الأمير فيليب ولي عهد إسبانيا والذي توج فيما بعد ملك لإسبانيا، وحذر الحفل أيضا الأميرة كارولين شقيقة أمير موناكو وزوجها أرنست أوجست أمير هانوفر، وبعد انتهاء المراسم غادر ملك وملكة هولندا مبنى بورز فان بيرلاج كزوجين وكان أول ما قاما بفعله هو الاتصال بوالدي الملكة ماكسيما اللذان شاهدا مراسم حفل الزفاف من مدينة لندن نظرا لعدم حضورهما لحفل الزفاف منعا لإثارة الجدل.
 
بعدها استأنف الزوجان الاحتفال بحفل زفافهما وقاما بقطع كعكة الزفاف الكبيرة قبل أن يقف الزوجان في نهاية الاحتفال في شرفة القصر الملكي لتقديم التحية للآلاف الذين تجمعوا أمام القصر لتهنئة الزوجين ولمشاهدة الفتاة الأرجنتينية الجميلة التي أحبها الهولنديين مثل مثلما أحبها أميرهم على الرغم من ماضي أسرتها المثير للجدل.