مجلة "هي" في كان: مونيكا بيلوتشي ترفع حرارة اليوم الأول للمهرجان وفيلم الافتتاح يحبط الكثير

كما هو متوقع انطلقت الدورة الجديدة لمهرجان كان بشكل صاخب.. الدورة السبعينية التي يترقب الجميع تفاصيلها انطلقت بأحداث ساخنة على المستويات السياسي والفني وبالطبع الجماهيري.

النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي التي اختارها المهرجان لتقديم فقرات حفلي الافتتاح والختام فاجئت الجميع بقبلة أهدتها على المسرح لزميلها في تقديم الحفل الممثل الكوميدي الفرنسي أليكس لوتز، لتنطلق الصورة فوراً بين متابعي المهرجان ومحبي بيلوتشي على شبكات التواصل الاجتماعي وتصير حديث من تمكنوا من حضور الحفل.

فيلم افتتاح محبط

بخلاف أحاديث المتابعين وتحليل الدلالات السياسية للأزياء انصب اهتمام النقاد ومحبي السينما على فيلم الافتتاح "أشباح اسماعيل" للمخرج الفرنسي أرنو دبليشان، الفيلم المرتقب الذي انتظرنا منه الكثير قياساً على الأعمال السابقة لمخرجه، لكنه للأسف جاء فيلماً مشتتاً، ينطلق من فكرة ذكية لكنه لا يطورها إلى أي حكاية متماسكة أو قيمة يمكن بلوغها بنهاية الفيلم.

الفكرة هي الانتقال الحر بين حكايتين متوازيتين، الأولى حكاية المخرج اسماعيل فولار (ماتيو أمالريك) الذي يعكف على كتابة سيناريو فيلمه الجديد، وخلال عملية الكتابة تظهر فجأة زوجته التي تركته واختفت قبل 21 عاماً (ماريون كوتيار) لتغير حياته كلياً وعلاقته بحبيبته (تشارلوت جاينسبورج).

أما الحكاية الثانية فهي الفيلم الذي يقوم اسماعيل بكتابته، عن دبلوماسي شاب غريب الأطوار لم يكمل تعليمه النظامي لكنه اجتاز اختبارات الالتحاق بالخارجية الفرنسية بنجاح هائل دفعهم لتوظيفهم وهم يشكون في كونه جاسوساً.

على المستوى النظري يبدو ما سبق جذاباً وصالحاً لرسم علاقات متشابكة وحكاية تقول الكثير، لكن على المستوى التنفيذي يتعثر الفيلم كثيراً في الربط بين مشاهده ووضعها ضمن سياق متكامل، لننتقل على مدار الأحداث بين مشاهد بعضها مكتوب بشكل ممتاز حقاً، لكنها عندما تتوالى لا تمنحنا القدر الكافي من المنطق كي نواصل مشاهدة الفيلم باستمتاع. ليكون "أشباح اسماعيل" هو أول إحباطات مهرجان كان 2017، في انتظار أفلام أخرى تحسن هذا الوضع.

مخرجة لأول مرة في الثمانين

حدث آخر شهده اليوم الأول للمهرجان، هو عرض صحفي خاص أقيلم للفيلم التسجيلي "أسف البحر" من إخراج فانيسا ريدجريف، الممثلة والنجمة البريطانية المخضرمة ذات الثمانين عاماً، والتي تمتلك مسيرة مبهرة من العمل في السينما والمسرح تمتد لحوالي الستين عاماً، لكنها قررت أن تقدم للمرة الأولى على تجربة الإخراج، ليكون فيلمها مرشحاً للتنافس على جائزة الكاميرا الذهبية المخصصة للعمل الأول، والتي يتنافس عليها عادة المخرجون الشباب الذين يقدمون أفلامهم الأولى.

في الحقيقة من الصعب وصف ما قدمته ريدجريف بالفيلم، فهو تقرير مطول عن رؤيتها لقضية اللاجئين والنشاط السياسي الذي تقوم به في الدفاع عن ضرورة استقبال اللاجئين في موطنها بريطانيا، حتى إنها تظهر لحوالي ربع زمن الفيلم (74 دقيقة) لتحدث الكاميرا بشكل مباشر وتتلو على المشاهدين وجهة نظرها، في النموذج المعاكس تماماً للفيلم السينمائي بمعناه الإبداعي.

لكن في المقابل من السهل تفهم الأسباب التي دفعت المهرجان لإدراج الفيلم وسط برنامجه، فالمخرجة هي نجمة عالمية بالغة الشهرة تقدم على تجربة الإخراج في هذا الفيلم، والموضوع هو قضية الساعة التي تشغل أوروبا بأكملها مع توافد مئات الآلاف من اللاجئين على شواطئ القارة ومطاراتها بشكل يومي، وفي النهاية الفيلم معروض في برنامج العروض الخاصة الذي يستوعب تجربة كهذه، وتنافسه على الكاميرا الذهبية هو مجرد أمر شكلي باعتبار كل عمل أول ضمن المهرجان هو مرشح تلقائياً لهذه الجائزة.

بداية ممتازة للمسابقة

أما آخر فقرات اليوم الحافل فكانت العرض الصحفي لأول فيلم من أفلام المسابقة الدولية للمهرجان، والتي يتنافس فيها هذا العام 19 فيلماً. الفيلم هو "بلا حب" للمخرج الروسي أندري زفيانتسيف واحد من أهم مخرجي السينما الروسية حالياً. حكاية عن زوجين يرتبان إجراءات الطلاق ويتشاجران باستمرار على تفاصيل الانفصال وعلى رأسها رغبة كل منهما في التهرب من رعاية ابنهما الوحيد ذي الأثني عشر عاماً. الابن يسمعهما خلال إحدى المشاجرات فيصدمه ما يقولانه ليكتشفوا اختفائه بشكل مفاجئ.

وخلال رحلة البحث عنه التي يشارك فيها الزوجان الشرطة الروسية وجماعة من المتطوعين للبحث عن المفقودين، نكتشف أن "بلا حب" ليس فقط عنوان العلاقة بين الزوجين، وإنما هي حالة من البرود المسيطر على المجتمع بأكمله بصورة تكاد تفرغ أي شيء من معناه، حتى لو كان هذا الشيء هو أم تفتش عن طفلها الضائع. لتبدأ المسابقة بمنافس قوي سيظل في الأغلب ضمن العناوين المطروحة ضمن ترشيحات الجوائز حتى نهاية المهرجان.