"Red Notice".. كلاشيهات من أفلام قديمة تنقذها كاريزما "ريان رينولدز"!

أسهل الطرق للوصول إلى قلب مُشاهد أفلام المغامرات والأكشن تبدأ بإشراكه وإغراقه في مطاردات مثيرة، لا تتوقف إلا مع كلمة "النهاية"، وأن يكون غرض المُطاردة السعى خلف غرض هام؛ مثل كنز أثري، أو سر علمي خطير، أو أى شىء مُحفز للأحداث، ولكنه في حد ذاته بلا قيمة للمُشاهد، وهو ما يُسمى في كتابة السيناريو "ماكجافن"، أو الشىء الذي تطارده كل شخصيات الفيلم، وكما يُقال المتعة في الرحلة وليس في الوصول؛ فإن المتعة في فيلم Red Notice "نشرة حمراء" لا تكمن في العثور على ثلاث بيضات ذهبية أثرية، أهداهن أنطونيو إلى كليوباترا، وليست الحبكة التي تجتر حبكات أفلام مغامرات ناجحة سابقة، ولكنها ربما نجدها في كاريزما "ريان رينولدز"، وقدرته على منح شخصية اللص الظريف جاذبية على الشاشة، ويُمكن أن نضيف متعة تصميم وتنفيذ بعض مشاهد الأكشن الإستعراضية، وقطعاً أزياء "جال جادوت"، التي قد تُهم المُشاهدات المُهتمات بالموضة.

مُطاردات ومصادفات!

بميزانية بلغت 200 مليون دولار صنعت "نتفليكس" فيلم Red Notice، وهو فيلم أكشن كوميدي، عن كنز أثري يسعى خلفه لص شديد الذكاء ومنافسته الفاتنة، ويًطارد عُملاء الأنتربول الجميع.

يسعى الفيلم لخطف إنتباه المُشاهد منذ الدقائق الأولى، وذلك بمشهد مًطاردة طويل؛ حيث يُحاول ضابط الأنتربول جون هارتلي (دوين جونسون) القبض على نولان بوث (ريان رينولدز)، وهو لص أثار بارع، وتدور المطاردة داخل أروقة مبنى متحف إيطالى كان يعرض واحدة من بيضات كليوباترا الثلاث، والمشهد يعتمد على الإيقاع السريع، والمُبالغة في الكر والفر بين البطلين، والحس الفُكاهي للص حتى في أخطر المواقف، وخلال الفيلم سنكتشف قدرته على ضرب عشرات الأشخاص من المجرمين، ورجال الأمن الأشداء بسهولة، كأنه "فريد شوقي" في فيلم (30 يوم في السجن).

الفيلم يعتمد على المُصادفات، وتجميع الشخصيات في كل مشاجرة أو مُطاردة؛ فالعميل هارتلي يصل المتحف، بصحبة الشرطة الإيطالية بعد لحظات من تبديل اللص البيضة المزيفة بالأصلية، وبعد الشو الذي يؤكد فيه للشرطة أن البيضة غير أصلية يتم إغلاق غرفة العرض على من فيها، ولحظتها يهرب اللص قبل غلق الباب الإلكتروني، وتبدأ المطاردة، بين اللصوص وعُملاء الأنتربول ورجال الأمن وكل من لديه صحة للجري والقفز، ويتكرر الأمر بتفاصيله مع إختلاف الأماكن والبلاد.

صقيبال

كوميديان وصخرة وموديل!

هذا النمط من تفصيل المنطق الدرامي لحساب الأكشن والفكاهة جعل الفيلم يحتاج كل الدعم البصري والمؤثرات الجذابة؛ التي تًساهم في جعل المشاهد مقبولة ومنطقية، حتى لو كان العكس هو الصحيح، ولكن كل المجهود المبذول والجيد في إطار الصورة والمشاهد السياحية في عدة دول يحتاج إلى دعم بشري من ناحية الأداء.

يُمكن أن نقول أن 2021 هو عام الحظ بالنسبة للممثل "ريان رينولدز"؛ فهو قدم عدد من الشخصيات الناجحة في أفلام تصدرت شباك التذاكر في مرحلة تُعاني فيها السينما من أثار جائحة كورونا؛ ومنها شخصية لعبة الفيديو الجيم التي يُحولها الذكاء الصناعي إلى شخصية تُحاكي البشر في فيلم الخيال العلمي والكوميديا Free Guy "جاى حراً"، وشخصية الحارس الشخصي في فيلم الأكشن الكوميدي Hitman's Wife's Bodyguard "حارس زوجة قاتل محترف"، وما يجمع بين أدواره في تلك الأفلام ونجده واضحاً في Red Notice هو قدرته على توظيف الكاريزما الشخصية لخلق شخصية سينمائية لطيفة وجذابة على الشاشة، رغم فقر صناعة الشخصيات داخل السيناريو، وهو أمر أخفق فيه "دوين جونسون"، وكان مثل صخرة تُحاول التمثيل، بأداء فاتر وجامد لشخصية العميل الفيدرالي الجاد.

تقدم "جال جادوت" شخصية لصة الأثار الفاتنة الغامضة التي يُطلق عليها لقب "فيل الشطرنج"، وأدائها في الفيلم أثقل من حركة فيل في الغابة، وقد حاولت تعويض أدائها ببعض القفزات البهلوانية الرشيقة في مشاهد الفنون القتالية، ولم تنس طبعاً إرتداء الأزياء الجذابة؛ ولكن النتيجة كانت فقيرة درامياً.

ت

فيلم جديد وأفكار قديمة!

يسير الفيلم على نهج أفلام المغامرات وسرقة الكنوز الشهيرة شديدة الحراسة؛ وهو يحكي من خلال حبكته المتواضعة حكاية لها مرجعيات من حبكات أفلام قديمة مثل  National Treasure"كنز وطني"، وEntrapment "فخ"، وسلسلة أفلام "إنديانا جونز"، وسلسلة أفلام "المومياء" التي كان بطلها "براندون فريزر" و"راشيل وايز"، والسيناريو الذي كتبه مخرج الفيلم "روسون مارشال ثاربر" لا يُخفي تأثره بتلك المرجعيات، سواء بإفيهات داخل حوار الممثلين، أو إشارات من ثيمات موسيقية معروفة، أو حتى مُحاكاة أسلوب إخراج مشاهد أكشن ومطاردات سبق مُشاهدتها قي أفلام شهيرة (مُطادرات الغابة والمنجم من إنديانا جونز).

الفيلم قد يصلح كفيلم تسلية عادي، وهو أمر لا مشكلة فيه، لكن مشكلة الفيلم الأكبر أنك لو كنت مًشاهداً متابعاً جيداً للسينما خلال أخر 30 عاماً ستكتشف أنك شاهدت عشرات الأفلام المشابهة من قبل، وأن معالجة فيلم "نشرة حمراء" مجرد فكرة خضراء غير ناضجة لفيلم لم يقدم جديد، حتى على مستوى السخرية من نوعية تلك الأفلام.
 

الصور من برومو فيلم Red Notice