لقاء مع مصممة الديكور السعودية سهام عبد القادر 

سهام عبد القادر أو كما تُلقب بـ "دكتورة الهندسة" و "مايستر الفن التشكيلي" مهندسة ديكور سعودية، ورسامة عشقت الفن منذ نعومة أظفارها، بدأت كرسامة ثم اتجهت لهندسة الديكور رغم دراستها للقانون في بداية حياتها، تعشق التصميم بكل تفاصيله، إبداعها لم يتوقف في حدود الرسم والديكور، بل تعدى حتى الرسم على العباءات، وأغطية الهواتف، وكل ما تراه أمامها.


•تنقلتِ بين عدة مجالات من الحقوق ، ثم إلى الرسم وهندسة الديكور .. لماذا كل هذه التحولات؟
أعشق الرسم منذ أن كنت في عمر أربع سنوات، إلى جانب كتاباتي الخجولة في الشعر والنثر، وفي عمر 16 سنة قررت عرض لوحاتي على أحد الرسامين الموهوبين لأخذ رأيه، ثم وافق على عرضها في أحد صالات العرض في جدة، من ثم بدأت أشارك بفعالية في عدة معارض، لكن حينها كنت أدرس القانون، وقررت تركها بعد زواجي، والاتجاه لدراسة هندسة الديكور في جدة  في مركز Future التابع لإحدى المدارس الفنية في لندن، وأحد أسباب دراستي لهندسة الديكور ارتباطها الوثيق مع الفن والرسم اللذين أعشقهما كثيرا رغم معارضة أهلي آنذاك لدراستي أي تخصص للفن.

•كمهندسة ديكور سعودية ما هي المصاعب التي واجهتك في هذه المهنة؟
للأمانة لا توجد أي عقبات أو صعوبات واجهتني خلال مسيرتي المهنية في هذا المجال، لكن أعتقد أن أمرا مشتركا يواجه كافة مصممي الديكور في السعودية، وهي نقص مهارة العمالة الوافدة، وفي تصميم المشاريع بحرفية، لذا برأيي أن الوقت قد حان لتأسيس مراكز مهنية لتدريب العمال لنرتقي بمستوى خدماتنا، لأني أسعى أن يكون كل شيء متكاملا، خصوصا في ظل بعض الأخطاء التي تحصل في بعض المشاريع.

•هل تذكرين أول أعمالك الفنية؟
بالتأكيد أذكر ذلك بشدة، حيث قمت بكتابة قصة في عمر 9 سنوات، وأرفقت القصة بالرسومات، حيث كانت تدور القصة حول قط وفأر، وفزت وقتها عن أفضل قصة ورسم، أما أول لوحة فنية محترفة كانت هدية لوالدي، واللوحة عبارة عن رسمة فرس حيث كان يعشقها كثيرا، خصوصا أني أعتبره الداعم الأكبر في حياتي، توجد أيضا لوحة مفضلة لدي كثيرا وكانت حول طفل فلسطيني مربوط اليدين، وحمامة بيضاء تحلق فوق رأسه وتحمل غصن زيتون في إشارة إلى أن السلام آتٍ لا محالة.

•تعتبرين الفن والرسم تحديدا دواء شاف للتخلص من المشاكل .. حدثينا أكثر عن هذا الأمر.
أُصبت قبل مدة بحالة نفسية إلى حدٍ ما، ودخلت في مرحلة كآبة، بسبب ابتعادي عن الرسم مدة 15 عاما، نظرا لانشغالي بتربية أولادي الأربعة، لكن قررت التخلص من هذه الحالة عبر الرسم، دون الحاجة للجوء لأي شخص، وعلى مساعدة نفسي والخروج من هذه المشكلة بسلام، توجهت لأقرب مكتبة، اشتريت عدة الرسم التي أحتاجها،  بدأت بالرسم على صينية القهوة، على المخدات، وحتى طاولة الشاي، واشارك صوري على حسابي على الانستقرام، وفعلا بعد مدة بدأت أشعر بتحسن حالتي النفسية، وحينها قررت عمل ورش عمل للأطفال وللسيدات، خصوصا للسيدات اللاتي في عمري، وحولت أحد الأماكن في منزلي إلى ورشة عمل، وأطلقت عليها اسم Happy Art” "، حيث لاحظت تخلص العديد من السيدات من الطاقة السلبية التي بداخلهن، وبهذا استطعت مساعدتهن في تطوير مهارتهن في الفن ، خصوصا بعد أن أُثبت طبيا توسعة الرسم لمدارك الشخص.

•عشقك للرسم تحول للرسم على العبايات، وشاركتِ مؤخرا في معرض "الماس بازار" في دبي .. حدثينا عن هذه التجربة.
الرسم على العبايات ليس الأمر الوحيد الذي أقوم به، أنا أرسم على أي شيء يصادفني، حتى أغطية الهواتف والحقائب، لكن الرسم على العباءات يستهويني كثيرا، والحمد لله لاقيت صدى واسعا في دبي بعد مشاركتي الأخيرة في معرض "الماس بازار العاشر" وأتطلع للمشاركة في مزيد من المعارض مستقبلاً.

•من أين تستوحين افكار الديكورات .. وكيف تتجنبين الوقع في فخ التكرار؟
بداية أجتمع مع أي عميل قبل بداية أي مشروع، وأرفض استنساخ أي فكرة قد يقترحها العميل، على سبيل المثال كنت أعمل على مشروع مطعم شوكولاتة، حيث اقسم المطعم لقسمين: الأول خاص بفكرة مشاهدة الشيف لدى إعداد وطبخ الشوكولاته، بالإضافة إلى وجود منطقة خاصة للأطفال، أما الطابق السفل يكون خاص بتناول الطعام، لذا بدأت باستلام المطعم بدءً من الصحون إلى ديكورات المطعم حتى مقبض الباب.

•هل تميلين للديكور الكلاسيكي أم الحديث .. أم تفضلين الدمج فيما بينهما؟
أفضل الدمج ما بين الاثنين، خصوصا لو اخذنا باعتبار الراحة التي يوفرها الأثاث الحديث، لكن القطعة الكلاسيكية تزخر بالتفاصيل، خصوصا ألوانها الهادئة المريحة للنظر، لذا لا أستطيع تفضيل أسلوب ديكور عن الآخر.

•سهام إبداعك وصل أيضا لحفلات الزفاف .. حدثينا عن مساهماتك في هذا المجال.
مجال الأعراس رغم التعب الذي يصيبني أثناء العمل عليه لكني أشعر بسعادة غامرة بعدها، خصوصا أن العمل عليه لا يتطلب الكثير من الوقت كالمشاريع الأخرى، لكن ما يهمني هو اختراع فكرة غير موجودة خصوصا مع كثرة الأعراس في السعودية، وتجنب الوقوع في فخ التكرار، لذا أحرص على أن تكون فكرتي مبتكرة، فعلى سبيل المثال رغبت إحدى العرائس أن يكون طراز زفافها شرقي، فاخترت لها ثيم تركي مستوحى من حريم السلطان، وكانت كافة التفاصيل متعلقة بهذا الأمر، حيث حولت الصالة إلى طابع تركي لكن بشكل حديث، وقمنا بتصوير فيديو مدته ثمان دقائق في تركيا ضم كافة ملامح تركيا، قمنا بتصميم بعض الأشياء يدويا كالمفارش، والرسم على المخدات، حتى بطاقة الزفاف كانت على شكل باب يشبه الأبواب التركية التاريخية.

•إلى أي مدى تهتمين بالمشاركة ببرامج المسؤولية الاجتماعية، خصوصا بعد مشاركتك الأخيرة للرسم مع ذوي الاحتياجات الخاصة؟
أهتم كثيرا بهذا الأمر لإيماني القوي بأن هذه البرامج تعزز من الانتماء الوطني، وروح المشاركة، وأحلم أن يكون لي دوراً أكبر من ذلك في تقديم كل ما يخدم وطني و مجتمعي.

•ما هو أكبر خطأ تقع به السيدة لدى تصميم ديكور منزلها؟
أكبر خطأ هو نسخ الديكورات، أي أن تصمم ديكور منزلها مثل منزل جارتها، وهذا خطأ، حيث يجب على ربة المنزل أن تضع بعين الاعتبار شكل منزلها من ناحية: النوافذ، والجدران، والمساحات، أما الخطا الثاني هو تنفيذ مهندس الديكور لرغبة العميلة دون نصحها، وهذا أكبر خطأ، حيث من غير المجدي حينها الاستعانة بمهندس ديكور.

•هندسة التصميم الداخلي تتطور يوما بعد يوم .. كيف تستطيعين الحفاظ على لمستك الخاصة؟
هندسة الديكور لها بصمة تماما كالرسام، ويمكن تمييز هذا الأمر من خلال جودة التصميم أو الألوان.

•يُقال أن ديكور المنزل يعكس شخصية صاحب المنزل .. هل تؤيدين هذه المقولة؟
أتفق مع هذه المقولة 100%، على سبيل المثال الألوان التي يختارها صاحب المنزل تعبر عن شخصيته خصوصا أن عالم الألوان حبر واسع في تحليل الشخصية، لذا أستطيع فعلا أن أحلل شخصية صاحب المنزل من أشكال الأثاث، وألوانها، وحتى اللوحات.

•ما هو الحلم الكبير الذي تسعى إليه سهام لتحقيقه؟
كنت أحلم كثيرا بتصميم كورنيش جدة لكن للأسف لم تسنح الفرصة لي، وكانت لدي رؤية خاصة لتنفيذ المشروع، ورغبتي بإضافة جلسات أرضية من الحجر تشبه الجلسات العربية، ويمكن لكل شخص استئجار مخدات  مقابل سعر رمزي، أما حلم حياتي الوصول إلى العالمية.

•بعيدا عن الرسم وهندسة الديكور .. ما هي هوايات سهام؟
أعشق الطبخ كثير، وأتفنن في تجربة طبخ أطباق جديدة، كما أهوى القراءة كثيرا، وأفضل كثيرا قراءة الكتب التي تنمي الثقة بالنفس، كما أفضل قراءة كتب علم النفس، لأنها تساعدني أيضا في عملي، حيث أدرب موظفي الشركة على كيفية التعامل مع العميل، واكتسابه بدلا من خسارته، أحب أيضا القراءة في كتب التغذية، وتحديدا الطب البديل، لأني انسانة تكره التداوي بالأدوية.

•في ظل كل هذه المشاغل .. كيف تجدين الوقت للعناية بزوجك وأولادك الأربعة؟
أبدأ يومي في تمام الساعة الخامسة فجرا، وأحاول إنهاء كل أعمالي قبل الساعة العاشرة صباحا، ثم أتجه إلى المكتب لإنهاء أية مشاريع خاصة بنا، وفي تمام الساعة الـ 2:30 في المنزل وقت عودة أولادي من المدرسة، وفي تمام الساعة الثالثة أنا أم بشكل رسمي، وألغي كافة المواعيد في هذا الوقت.

•أكثر مكان ترغبين بزيارته دائما؟
أعشق كثيرا منطقة سان ريمي في بروفاس جنوب فرنسا، وارتبط عشقي بها لغنائها بالآثار، وعاش بها العديد من الرسامين والأدباء والنحاتين.

•ومن هو الرسام المفضل لكِ؟
رغم رسوماته السريالية إلا أني أعشق رسومات سلفادور دالي، وأشعر بانتمائي له، أيضا أعشق بيكاسو كثيرا، حتى أسلوبه في العيش.

• مقولة تؤمنين بها كثيرا.
ليس للحلم آفاق.