محمد ممدوح لـ"هي": فيلم "أبو صدام" تجربة مرهقة وأفخر بمشاركتي في "السرب"

النجم المصري محمد ممدوح، هو صاحب موهبة فريدة من نوعها، احترم موهبته ويحاول كتابة تاريخ فني لاسمه، فاحترمه الجمهور، لديه أداءه الخاص، الذي لا يشبه أحدًا، فأصبح تميمة الحظ في الأعمال التي يشارك بها، ولا يشغل ذهنه بالأقاويل الكثيرة والأحداث المثيرة التي يشهدها الوسط الفني، بين الحين والآخر؛ فجاءت النتيجة بحصده أهم جائزة يسعى لها فنان مصري وعربي، وهي جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ43، عن فيلمه "أبو صدام".

يتحدث محمد ممدوح لـ"هي" بعد حصوله على جائزة أفضل ممثل من القاهرة السينمائي، عن هذه اللحظة البارزة في مشواره الفني، وتسلمها من الفنان الكبير رشوان توفيق، وعن القلق قبل عرض الفيلم مع جمهور المهرجان، وتفاصيل شخصية "أبو صدام"، وما يرغب في تقديمه بالمسرح، وفيلمه الجديد"السرب".

لحظة الفوز بجائزة أفضل ممثل بمهرجان القاهرة السينمائي لحظة بارزة في مسيرتك الفنية..فصف لي إحساسك فور إعلان الفنان رشوان توفيق بفوزك بهذه الجائزة؟

إحساس بالفخر والاعتزاز، أن أفوز بمثل هذه الجائزة من مهرجان بلدي، التي أفتخر واعتز بها، والذي يعد من أقدم وأعرق المهرجانات العربية والدولية، وسعدت للغاية أن يقدم لي الجائزة الفنان الكبير رشوان توفيق، فهذا أمر أسعدني كثيرًا، أن يقدمها لي فنان بحجمه وقيمته الفنية الكبيرة.


من هنأك وحرص على التواصل معك فور نيل هذه الجائزة من زملائك بالوسط الفني؟

عدد كبير من النجوم وأصدقائي بالوسط الفني، وخارجه أيضًا، وأسرتي وعائلتي بكل تأكيد، وأريد أن أتوجه بالشكر لكل من حرص على تهنأتي، فسعدت كثيرًا بكل مشاعر الفرح والسعادة التي وصلتني، وحالة الحب الكبيرة التي غمرتني بمشاعرهم، وأشكر الله دائمًا على هذه اللحظات المميزة التي عشتها، ومكافأته لي بهذه الجائزة، والتي سأظل أعتز بها طوال مشواري الفني، وتعد هذه الجائزة لكل العاملين بهذا الفيلم، الذين بذلوا كل ما في وسعهم من تعب ومجهود كبير.


هذا هو فيلمك الأول الذي يعرض في المهرجان العريق .. فهل شعرت بالقلق قبل عرض الفيلم والتعرف على ردود فعل الحضور؟

شعرت بالقلق بكل تأكيد؛ لكن في الوقت نفسه، سعدت كثيرًا فور علمي بمشاركته  في المسابقة الرسمية وتمثيله لمصر، وهذا يمثل شرف عظيم، ودائمًا ما أجتهد وأنفذ عملي على أكمل وجه ثم أترك التوفيق على الله، لذلك على الرغم من الإحساس بالقلق يوم عرضه، لكن سعادتي وفخري بهذا الأمر كان أكثر وأكبر بكثير.


لنتحدث عن تفاصيل شخصية "أبو صدام" المضطرب نفسيًا والذي يدعي سيطرته على الطريق بعربة "التريلا" الضخمة لكننا نكتشف خلاف ذلك..فحدثني عن كيفية تعاملك مع أبعاد هذه الشخصية؟

"أبو صدام" شخصية بها الكثير من التفاصيل، وأخذت الكثير من الوقت للاستعداد لها، وتصديق أخلاقه وتصرفاته، وأحب دائمًا فهم الشخصية وتصديقها، ليس بالضرورة أن اقتنع بأهدافها أو وجهة نظرها؛ لكن يجب أن أقدر ظروفها، وأحاول أن أجعل المُشاهد يقدرها أيضًا، وهي مثلها مثل غيرها لديها لحظات من الفرح وأخرى من الحزن، والغضب، والكبت، وتناقشت كثيرًا في هذه الشخصية مع المُخرجة نادين خان، وأضفنا بعض الأشياء وحذفنا البعض الآخر، وساعدتني في الدخول والخروج منها، وبذلنا مجهودًا كبيرًا حتى نقنع بعضنا البعض في بعض الأمور الخاصة بها، وللمؤلف محمود عزت دور كبير أيضًا في فهمي لمعطياتها، وأهدافها وأغراضها في دراما الفيلم، فكل ذلك ساعدني كثيرًا أن تخرج بالشكل المُناسب.


يتحمل "أبو صدام" الكثير من الضغوط النفسية والتي ظهرت في كل مشهد بالعمل ونجحت في إيصال حالة التوتر والعصبية للمشاهد..لكن هل تأثرت أثناء أداء هذه الشخصية  أم خرجت من هذه الحالة سريعًا؟

هو شخص انهزامي وعنيد، ويدعي معرفته بكل شئ، ولديه تصميم أنه دائمًا على حق، وهو في الحقيقة كما ذكرتِ يعاني من أزمات نفسية ولديه وسواس قهري، يؤثر عليه وعلى تصرفاته، أي له ضغوطه وعوامله النفسية، والتي أحاول دائمًا  أن أعكسها، وأقدمها بشكل يصدق، وبشكل عام بعد الانتهاء من أي شخصية، لا أسأل نفسي عن مدى تأثيرها علي؛ لكن أي شخص يتأثر بطبيعة الحال بعمله، ويشعر بالإرهاق والضغط، وأحاول الخروج من هذه الحالة سريعًا، لكن لا أعرف كيفية حدوث ذلك.

وهل مثل التصوير داخل عربة النقل الضخمة "التريلا" قلقًا بداخلك أم كان الأمر عاديًا؟

في البداية تعرفت على طبيعة حياة سائقي "التريلا" وحياتهم بداخلها، وعرفت طقوسهم، ولغة حوارهم، وكيف يبدأ يومهم ويمر بالتفاصيل، وهو بصراحة شديدة ما سهل علي التعرف أكثر على طبيعتها، وعند البدء في التنفيذ، لم يكن التصوير داخل  هذه "التريلا" الضخمة، بالأمر السهل في البداية، كما يتصور البعض، بل كان صعبًا للغاية، خاصة مع الاهتزاز والأصوات التي تصدرها، والتي مثلت صعوبة في تصوير المشاهد، وهناك أيضًا، بعض الأمور الصعبة التي واجهتنا، وكانت رغمًا عن إرادتنا، مثل الطقس السئ، والرعد والبرق في بعض أيام التصوير. 


ذكرت مُخرجة الفيلم نادين خان أن تصوير مشاهد "أبو صدام" بدأت من منتصف أحداث الفيلم..فهل مثل ذلك قلقًا أو أزمة بالنسبة لك؟

بالفعل هذا ما حدث، وفكرة التصوير من منتصف أحداث الفيلم، من قمة الشخصية وذروتها، كان هو الأمر الأصعب بالنسبة لي؛ فالدخول من البداية في هذه المشاهد، يتطلب المعرفة والتركيز فيما تعرضت له الشخصية  في مشاهد الفيلم الأولى، حتى يصبح الأداء والانفعالات تصاعدية للمشاهد التالية، لذلك قلقت للغاية في أول يوم تصوير، لأن بداية الأندماج والتفاعل مع الشخصية، جاء من ذروتها، لذلك أعتقد أن هذا أصعب ما واجهني في الفيلم.

 


وما هو العامل الأول أو الأولوية في اختيارك لأي عمل..هل تنظر في البداية لاسم المخرج أم الدور نفسه؟ 

الأولوية الأولى بالنسبة لي هي سيناريو العمل، وجودته، والشخصية التي أقدمها ومدى أهميتها؛ فيجب أن تكون بها شئ مُختلف بقدر الإمكان، فأنا أتعامل مع مُخرجين يقدمون أنفسهم للجمهور للمرة الأولى، لذلك أتناقش معهم، وأكتشف رؤيتهم وطريقة تفكيرهم، ومدى استيعابهم لسيناريو العمل، فكل ذلك عامل جذب بالنسبة لي.


كانت بدايتك وانطلاقتك الحقيقية من خشبة المسرح فهل فكرت للعودة له من جديد بعد سنوات من الغياب ونجاحك بالتليفزيون والسينما؟

أرغب في العودة إلي المسرح، لكن أطمح أن تكون العودة بعمل وفكرة تعجبني وأقتنع بها، ولا أرغب في العودة لمجرد التواجد مرة أخرى على خشبة المسرح، فيجب أن يكون العمل قوي، ويحقق ما أتمناه.


تردد أمر مشاركتك  قريبًا ضمن فريق مسلسل " الغرفة ٢٠٧" عبر منصة شاهد ..فهل هذا صحيح وإلي أي مدى ترى التأثير والنجاح الكبير الذي صنعته هذه المنصات في صناعة الأعمال الدرامية وجذب الجمهور لها؟ 

هذا الأمر غير صحيح عن ما يتم تداوله عن مشاركتي في مسلسل "الغرفة 207"، وأرى أن المنصات الإلكترونية فكرة جيدة للغاية، وساهمت في صناعة الدراما التليفزيونية بشكل جيد، وخلقت سوق جديد في الإنتاج والعرض أفاد الصناعة، وعملت على توسعها، وبالتأكيد أنا مع هذه المنصات، والتطور الذي ساهمت به.


تشارك ضمن فريق عمل كبير بفيلم "السرب" فحدثنا عن هذا العمل ومدى أهمية تقديم هذه الأفلام التي توثق الأحداث الهامة على مدار السنوات الماضية؟

لدي الشرف الكبير للعمل في هذا الفيلم المهم، من أجل تأريخ ما حدث في السنوات الماضية، وأن تستوعب  الأجيال الجديدة ما مرت وتمر به المنطقة، وهذا أمر هام للغاية، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور، وأن يخرج بشكل مُشرف لصناعه ونتشرف به، ويعد هذا هو التعاون الثاني لي مع المُخرج أحمد نادر جلال، الذي عملت معه بفيلم "العنكبوت" أيضًا المُرتقب عرضه، ويسعدني تقديم هذه النوعيات المُختلفة في السينما، فهذا الاختلاف يفيد السينما كثيرًا.


الصور من الحساب الرسمي لمحمد ممدوح بإنستغرام والمركز الإعلامي لمهرجان القاهرة