مفاجأة: مؤرخ يطالب بمنح أرفع وسام للمناضلتين "ريا وسكينة"

بعد تسعين عاما من شهرتهن كأول سفاحتين متخصصتين فى قتل النساء، وأول من يطبق عليهن حكم الإعدام فى تاريخ القضاء المصري، يبدو أن براءة الثنائي ريا وسكينة قد اقتربت، بعدما حصل المؤرخ والباحث السينمائى أحمد عاشور على أول موافقة رسمية من إدارة الرقابة على المصنفات الفنية، لإعداد فيلم وثائقى يكشف حقيقة الدور النضالى للرباعى ريا وسكينة وعبد العال وحسب الله فى مواجهة الاحتلال البريطانى.
 
رواية أغرب من الخيال
أحمد عاشور يقدم رواية أغرب من الخيال قال أنها موثقة من واقع التحقيقات وسجلات القضية المودعة بأرشيف القضاء المصرى، وشهادات الشهود، ويؤكد أن ريا وسكينة كانتا من المناضلات ضد الاحتلال البريطانى، وأن الجثث التى عثر عليها لم تكن لنساء أصلا وإنما لجنود تابعين لجيش الإحتلال وأنه بعد القبض عليهن تم إلصاق هذه التهم المشينة لهن، وتعديل القانون الذى كان يحظر وقتها إعدام النساء.
 
أكد أن الشعب المصري تعرض لأكبر قصة خداع طوال قرن تقريبا، وأن أفلام السينما والمسرحيات التى تناولت القضية كرست لصورة السفاحتين ريا وسكينة، برغم أن الحقيقة غير ذلك، وأضاف أن التحقيقات الأصلية بالأسكندرية برأت الرباعي ريا وسكينة وحسب الله وعبد العال من تهمة خطف وقتل النساء، وأن وكيل نيابة الإسكندرية رفض ضغوط القنصل البريطانى لتوريطهم فى القضية لعدم وجود أدلة، وهو ما استدعى تكليف وكيل نيابة القاهرة الذي غرر بالطفلة بديعة ابنة ريا ولقنها كلمات بداعى أنها الطريق الوحيد للافراج عن والدتها، وكانت هذه الشهادة الدليل الوحيد الذى أدان العصابة بالكامل، وبعدها تم إيداع بديعة دار رعاية الأحداث التى احترقت بكل من فيها بعد شهور قليلة لتموت الحقيقة قرنا كاملا.
 
شهادة بديعة
يذكر أن الثابت فى كتب تاريخ الجريمة بمصر وأهمها تحقيق الباحث صلاح عيسى بكتاب رجال ريا وسكينة، أنهن من أشهر الشخصيات المصرية في أوائل القرن الماضي، وهن ابنتى علي همام..و نزحتا في بداية حياتهما من الصعيد إلى بني سويف ثم إلى كفر الزيات واستقرتا في مدينة الإسكندرية في بدايات القرن العشرين، وفى مواجهة الفقر والبطالة  كونتا عصابة لخطف النساء وقتلهن بالاشتراك مع محمد عبد العال زوج سكينه ، وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا، واثنان آخران هما عرابي حسان وعبد الرازق يوسف.. وتم القبض عليهم وإعدامهم في 21 و22 ديسمبر سنة 1921، بعد شهادة الطفلة بديعة ابنة ريا التى أدانتهم جميعا.
 
مناضلات أم سفاحات .. الحقيقة لا زالت رهن خروج الفيلم الذي سيكشف أكبر خديعة تعرض لها الشعب المصري.