فاتن حمامة.. سفيرة "حقوق المرأة"

لم تُمنح فاتن حمامة لقب سيدة الشاشة العربية من فراغ، فلطالما كانت أفلامها وأعمالها الفنية رمزا للتعبير عن حقوق المرأة، وتسليط الضوء على أبرز القضايا التي تهم المرأة المصرية والعربية بشكل عام، والتي لم يجرؤ أحد في وقتها للتطرق لمثل هذه القضايا الحساسة والشائكة.
 
من بين هذه الأعمال الفيلم الشهير "دعاء الكروان" حيث تطرقت لقضية حساسة جدا، وهي ظاهرة قتل الفتيات في الصعيد، وكيف تقع الفتاة فريسة سهلة بين يدي "ولي النعمة"، لتثأر من مقتل شقيقتها التي جسدت شخصيتها آنذاك الراحلة زهرة العلا.
 
أعمال كثيرة تركت بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية، وأعمال شرعت قوانينا من بعدها تحمي حقوق المرأة المصرية منها فيلم: "أريد حلا" حيث سلطت الضوء على قضية مهمة وهي معاناة المرأة المصرية في المحاكم طلبا للطلاق، والحلول غير المنصفة بحقها، حيث كشف عن بعض الثغرات الموجودة في قانون الأحوال الشخصية.
 
الفيلم جاء في المرتبة الـ21 كأفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، واستمر عرضه 16 أسبوعا.
 
"نعمة" في "أفواه وأرانب" سلطت الضوء على أكثر من قضية من بينها مشكلة عدم تحديد النسل، وحقوق النساء العاملات، حيث أعقبه إصدار قانون المعاشات للسيدات العاطلات عن العمل.
 
برومانسيتها المعهودة، وصوتها الرقيق جسدت حمامة دور الفتاة المحامية في الفيلم الشهير "الأستاذة فاطمة" حيث أثارت انتباه الجمهور حول مهنة المحامية، وعدم ثقة الناس بها، وتدور أحداثه حول فاطمة (فاتن حمامة) وعادل (كمال الشناوي) وهما جاران وتربطهما علاقة حب، وتخرجا من كلية الحقوق وفتح كل منهما مكتب محاماة. ولم توفق فاطمة في هذا المكتب لعدم ثقة الزبائن بها كامرأة، ولكن عادل كان متفوقا عنها. وتدور الأحداث في إطار كوميدي بينهما إلا أن عادل يتورط في قضيه قتل ظلم من قبل زوجة صديقه، وترافعت عنه فاطمة وتربح القضية بذكاء شديد منها.
 
في "موعد غرام" كان الظهور الأول لشخصية الصحافية بعدما كانت هذه المهنة حكرا على الرجال،  أما في "امبراطورية ميم" فقد جسدت بحرفية عالية دور الأم العصرية.
 
أدوار كثيرة.. وشخصيات عديدة خلفتها فاتن حمامة في عقولنا، ورسخت لدينا العديد من المفاهيم.