صباح تقلب التقاليد في جنازتها..والنجوم حضروا بالأسود

عادت بالأمس صباح الى ضيعتها والى الأرض التي ربتها..عادت بفرح وبعرس وطني جمع محبيها على وقع أغنياتها ورقصات الدبكة والمفرقعات النارية...الى الأرض التي أحبتها. هكذا أرادت أن تكون جنازتها الأخيرة، وهكذا نفذ اللبنانيون رغبتها كما أوصت: "بدي اطلب منكن ما تزعلو عليي وما تبكوا..حطوا دبكة ورقصوا، بدي ياه يوم فرح مش يوم حزن..بدي ياكن دايماً فرحانين بوجودي وبرحيلي متل ما كنت دايما فرّحكن".
 
فأمس، كان يوم صباح مشرقاً طوال اليوم، وفاضت الشاشات اللبنانية بأغاني شحرورة الوطن الجامعة ومقابلاتها التي لا يُمل منها، فألقى عسكر لبنان التحية على صبوحتهم خلال مراسم تشييعها عبر عزف موسيقى أغنيتها الشهيرة "تسلم يا عسكر لبنان".  فهي كما في حياتها، إستطاعت في رحيلها أن تحدث ثورة على كثير من التقاليد، فقلب الناس مأتمها عرساً وطنيا وتظاهرة فرح وتلاقوا على إستذكار مآثرها الجميلة: التواضع والطيبة والكرم والإمتناع عن إيذاء أي كان ولو بكلمة، عروبتها الجامعة للأوطان العربية. 
 
وأعلن رئيس بلدية بدادون خلال مراسم تشييع صباح ان لجنة تنظيم كتاب الأرقام القياسية ابلغوه ان الشحرورة ستدخل موسوعة غينيس كأول فنانة اعطت للفن من خلال امتلاكها لاكثر من الـ4000 اغنية واكثر من مئة فيلم عدا عن الاطلالات الاعلامية وغيرها من الامور التي جعلتها تحطم الرقم القياسي، كما أعلن أن بلدية بدادون، مسقط رأسها، خصصت قطعة من الأرض لبناء متحف يجمع أعمال تخلد الشحرورة صباح.
 
وقد تسابق عدد كبير من الشخصيات السياسية والإعلامية والفنية والإجتماعية، إضافةً إلى أهل الصّحافة والإعلام، على توديع الشّحرورة وشكرها على الإرث الفنّي الكبير الذي تركته ثروة للبنان، فحضر كل من الفنانين: ماجدة الرّومي، وليد توفيق، نجوى كرم، فارس كرم، هيفاء وهبي، رولا سع، لبلبة، الهام شاهين، سمير صبري، سيف الدين سباعي، ، تقلا شمعون، مايز البياع ، هشام الحاج، سعد رمضان، رويدا عطيّة، ميريام فارس، ورد الخال، دينا حايك، زوجة عاصي الحلاني، معين شريف، مادونا، الياس الرحباني، أنابيلا صعب وزوجها.. وغيرهم الكثير من الوجوه الفنية والاعلامية.
 
ورغم أن السيّدة فيروز لم تحضر شخصياً مراسم دفن شحرورة الوادي صباح، إلا أنها اختارت المشاركة عبر ارسال اكليل ورد كتبت عليه: "شمسك ما بتغيب...".
 
وقد حُمل نعش الراحلة صباح على الأكف ملفوفاً بالعلم اللبناني وشق موكب التشييع طريقه وسط آلاف من الناس الذين استقبلوا جثمانها بالزّغاريد والورود وتهافتوا لتوديعها على وقع أنغام أغنياتها ورقصات الدبكة وموسيقى الجيش اللّبناني الذي عزف أكثر من أغنية لها قبل أن توارى الثّرى في بلدتها بدادون.
 
إستذكروا صباح معنا بأغنية "قايمة ضب تيابي":