النجوم العرب سفراء... بالنوايا الحسنة

هي: عمرو رضا
 
النوايا الحسنة وحدها لا تفعل شيئا، ودعم مشاريع حماية حقوق اللاجئين والمرأة والأطفال، والتوعية  بقضايا الصحة والبيئة ومقاومة الفقر، لا يحدث بالألقاب وحدها، ولهذا لا زالت  عقود "النوايا الحسنة"  فى الشرق الأوسط مجرد لقب يضيف للنجم المزيد من البريق والتألق من دون أن يستغله فعليا لخدمة المجتمع ... إلا في ما ندر.
 
"موجة" ألقاب سفراء النوايا الحسنة تحتاج فى البداية لتصحيح، فاللقب ليس أبديا، كما أنه ليس وساما للتكريم، ولكنه عقد توقعه الوكالات التابعة للأمم المتحدة لمدة عامين مع الشخصيات المعروفة في مجالات الفنون والأدب والترفيه والرياضة وغير ذلك من مجالات الحياة العامة ممّن يلتزمون بالإسهام في الجهود التي تبذلها المنظمة  الدولية، ويعكف هؤلاء السفراء، الذين يعيّنهم الأمين العام للأمم المتحدة  لمدة سنتين، على العمل مع المنظمة بشكل وثيق لاسترعاء الانتباه إلى مجمل الأولويات أو إلى قضية محدّدة تؤثر في حياة الناس وعافيتهم.
 
السفراء العرب ستة فقط
ووفقا للتحديث الأخير للصفحة الرسمية لما يعرف ب"سفراء السلام"، لا يحمل من نجوم الفن فى العالم العربي لقب سفير رسميا، إلا المطربة ماجدة الرومي وتم تعيينها ضمن سفراء النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، وينضم إليها المطرب الجزائري الشاب خالد، بينما تضم قائمة سفراء النوايا الحسنة التابعين لمكتب الأمين العام شخصيا النجم المصري عادل إمام، والنجم المصري محمود ياسين سفيرا لمكافحة الجوع، بالاشتراك مع النجمة التونسية هند صبري، كما يعد النجم الفلسطيني الشاب محمد عساف السفير الوحيد لوكالة غوث اللاجئين.
 
بقية النجوم الذين يدعون تكليفهم بلقب سفير للنوايا الحسنة، لا يحملونه بعقد رسمي من الأمين العام للأمم المتحدة، ولا تدرج اسماؤهم فى قائمة السفراء الرسمية التى تضم 185 سفيرا فقط على مستوى العالم كله، وبعضهم حمل اللقب سابقا وانتهت مدة تعاقده أو استقال، والبعض الآخر يتم تكليفه شرفيا من المكاتب الاقليمية بالشرق الأوسط مثلما حدث مع السوبر ستار اللبناني راغب علامة المكلف بالمشاركة فى حملة توعية لمكافحة الفقر والجوع، والنجم كاظم الساهر المكلف ببرنامج لرعاية أطفال العراق.
 
استقالة إليسا بسبب أنجلينا
نجوم القائمة الرسمية يحملون لقب "سفير"، ولكن أغلبهم لا يتحمل تبعاته مقارنة بالنجمة العالمية أنجلينا جولي التي زارت أكثر من 20 بلداً منذ تاريخ تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة في العام 2001، منها زيارات صنفت بالخطيرة لتواجدها داخل مخيمات على خط النار، ولكن للأمانة يجب القول أن المنظمة الدولية توفر لأنجلينا دعما سياسيا وامنيا غير محدود، وهو ما دفع المطربة اللبنانية إليسا للاستقالة من منصبها عام 2012 بعدما رفضت المنظمة دعم وتمويل وتأمين خططها لرعاية اللاجئين، وقالت وقتها: "لا يمكن أن تقارنوني بالسّفيرة أنجيلينا جولي لأنّ التّسهيلات والدّعم التي تحظى بهما كانا وراء اندفاعها هذا".
 
ماجدة الرومي سفيرة بالبيت
شجاعة اليسا فى الاستقالة ورفضها اللقب الشرفي، لا تتوفر لدى الكثيرين من أقرانها، ولهذا يلجأ بعض سفراء النوايا الحسنة العرب للقيام بمهام بسيطة، مثل زيارة النجمة هند صبري لمخيمات السوريين الأمنة في تركيا، ورحلة النجم الإماراتي حسين الجسمى الخاطفة لمخيمات الأردن بتكليف إقليمي، بينما تركز السيدة ماجدة الرومي جهودها داخل البيت اللبناني، وتتولى رعاية العشرات من المشروعات الخيرية لمكافحة الفقر والجوع داخل المخيمات اللبنانية وأطلقت "حزب النّاس الموجوعين".
 
كاظم الساهر... ذهب ولم يعد
على النقيض اكتفت النجمة نانسي عجرم بعد تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط من قبل صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عام 2009، بإصدار ألبوم غنائى للأطفال مع زيارات ترفيهية لمراكز الايواء، وظل النجم دريد لحام مناصرا لقضايا أطفال فلسطين طوال عمله بالمنظمة نفسها حتى استقال عن منصبه بسبب الحرب على لبنان في يوليو 2006، وتضامنت معه وقتها الفنانة المصرية صفية العمري، بينما اكتفى القيصر كاظم الساهر بالعودة  إلى العاصمة العراقية بغداد في مايو 2011 ليعين سفير للنوايا الحسنة لرعاية اطفال العالم واطفال العراق خاصة من قبل منظمة اليونيسيف في مايو عام 2011، ولم يعد اليها مرة أخرى حتى وقتنا هذا.
 
محمد عساف "طفل الأونروا"
النجم الفلسطيني الشاب محمد عساف يمثل حالة خاصة من بين سفراء النوايا الحسنة العرب، فهو أول سفير للنوايا الحسنة في تاريخ منظمة غوث اللاجئين الأونروا طوال ستة عقود ، وتكاد حفلاته كلها مخصصة للترويج لقضايا شباب وأطفال اللاجئين، وكل المشروعات التى تولى رعايتها تم انجازها، سواء داخل قطاع غزة أو الضفة أو المخيمات اللبنانية، ولهذا تم اختياره رسميا للمشاركة فى افتتاح مونديال 2014 بالبرازيل، وأطلقت عليه الأمم المتحدة لقب "طفل الأونروا".
 
النجم حسين فهمي كان أول المشاهير العرب الذي حصل على هذا اللقب عام 1998، وقيل إنه سخّره للتركيز على قضايا إدمان المخدرات والفقر والأطفال المعوقين، كما شارك في ورشة عمل لمحترفي الإعلام والفنون للفت أنظار الناس إلى مرض الإيدز، حيث إن هناك 500 ألف عربي مصابين بالإيدز، حسب إحصاءات الأمم المتحدة،ولكنه لم يكمل المهمة ولا يحمل الآن أى لقب رسمى.
 
النجوم العرب سفراء بالنوايا الحسنة  تسعد أغلبهم الألقاب ولكن الأفعال لا زالت شحيحة إما لندرة الدعم، أو قلة الهمة.